عنوان الموضوع : رسالةٌ أخرى من جُـبرانْ إلــى (( ميْ )) !! من العربية
كاتب الموضوع : inzou07
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

منْ جبرانْ إلى ميْ زيادهْ ؛

سنة 1930

عَــزيــزتي ميْ ~

... لديَّ أمور كثيـرة أريدُ أن أقولها عن العنصر الشفافْ، و غيْرِهِ من العناصرْ ،لكنْ ، عليَ أن أبقى صامتاً حتى يضمحل الضبابْ، و تنْفتحُ الأبوابُ الدهرية ، و يقول لي ملاك الرب : تكلّمْ فقدْ ذهب زمن الصمتِ ، و سِرْ فقدْ طال وقوفكَ في ظلال الحيرة ،متى يا تُرى تنفتحُ الأبوابُ الدهرية ـ هل تعلمين متى تنفتح الأبوابُ الدهرية ، و يضمحلّ الضبابْ ؟!

ــ ــ ــ ها قدْ بلغنا قمّةً عاليةَ فظهرتْ أمامنا سهولُ و غاباتْ و أودية، فلنجلسْ هُنيْـهـة يا ميْ و لنتحدّثْ قليلا ،نحنُ نستطيعُ البقاءَ هنا دائماً لأنني أرى عنْ بعد قمةً أعلى و عليْنا أن نبلغها قبل المغيبْ ، ها قدْ قطعنا عقبةً من المسالكْ ، قطعناها بشيءٍ من التلبكْ ، و إنني أعترفُ لك أنني كُنتُ ملحًا لجوجاً ــ

و أعترفُ لكِ أنني لمْ أكنْ حكيماً في بعض الأحايينْ ، و لكنْ أليس في الحياةِ ما لاتبلغهُ أصابعُ الحكمة ؟ أليْسَ في الحياةِ ما تتحجرُ الحكمة أمامهْ ؟
الإنتظارُ حوافِرُ الزمن يا ميْ ، و أنا دائماً في الانتظارْ ، أنا دائماً أنتظرُ ما لا اعرِفهُ ، و يُخيّلُ لي في بعضِ الأحايينِ أنني أصرفُ حياتي مُترقباً حُدوثَ ما لمْ يحْدثْ بعدْ ــ

و أشبــهـُني بأولئكَ المقعدينَ الذين كانوا يجلسونَ بجانبِ البُحيرةِ مترقبين هُبوط ملاكٍ يحركُ الماءْ ، أمّا الآنْ و قدْ حرّك الملاكُ البِركة فمنْ يٌلقيني في الماءْ ؟ إنني أسيرُ في ذاك المكان المهـيبِ المسحورِ و في عيني و قدمي عزمْ ــ

جبرانْ




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©