عنوان الموضوع : من التراث الشعبي لبلدتي من العربية
كاتب الموضوع : imilla
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

حدثني جدي عن الرجال في زمن الخيال فقال :

يروى أنه في قديم الزمان لما أراد ملك البلاد تزويج ابنته نودي في الناس انه سيزوج الأميرة الحسناء من فتى شجاع ذكي حذق فمن رأى أنه بها جدير فليتقدم لخطبتها.
وكان له ما أراد وتقدمت جموع الخطاب منهم أبناء أعيان البلاد ووجهاءها وأبناء الوزراء وقادة الجيش
ومن بين الجموع كان هناك شاب هو ابن حطاب المدينة فتى بهي الطلعة حسن المظهر نظيف الهندام على ما كان عليه من فاقة إلا أنه بدى في أحسن ما يظهر عليه الخاطب.
لما حضر الملك بمجلسه واعتلى عرشه وانحنت له الرقاب، رأى كثرتهم وعز عليه الاختيار من بينهم.فتكدر صفوه ولم يدري إلى ماذا يؤول أمره.
وإذا بوزيره المستشار صاحب الرأي وصانع القرار يشير إليه بفكرة تيسر عليه الاختيار. نادى الملك في الجمع: أيها الشباب لن يكون لي صهرا إلا أذكاكم وأشجعكم وقد جعلت لذلك امتحانا فمن جاوزه نال حظه ووفق في مسعاه.
وبداية – "فرخ الميمون"- من أحضره فقد أثبت شجاعته، ولكم مني مهلة يومين.
"وما طلبه الملك عصفور نادر-يقال أنه إنسان تحول إلى عصفور طائر- لا يوجد إلا بأعلى قمم بالبلاد لا يصلها إلا المتسلق الجسور...فكان أول اختبار لشجاعة الخاطبين"
فانصرف كل إلى غايته مسرعا متخذا مما أوتي من وسائل عونا وسندا.
وفي مساء اليوم ذاته عاد ابن الحطاب حاملا الصيد الثمين ودخل مجلس الملك فرحا بما جاء به.
قربه الملك منه، حسنا ما صنعت يا ولدي فمن تكون...
وهنا همس الوزير للملك بكلمات أوغر بها صدره: "لا أظنه إلا سارقا او محتالا
فسله إن كان هذا الطير ذكرا أم أنثى..."
كان الوزير يبغي أن ينال الحظوة ولده ففعل ما فعل.
-أذكر هذا الطير أو أنثى يا فتى؟ سأل الملك الفتى
-يا مولاي...هذا الطير رجل –ذكر- و لك أن تعلم ذلك أن قربته إلى أذنك وهمست له ...فإن جاراك فما هو بذكر ...وإن أبدى نفوره فهو كذلك.
احمر وجه الملك من الخجل واصفر لون الوزير من الوجل
فقد فهم الجميع مقصده وأثبت نباهته وحضور بديهته بعد أن أثبت شجاعته .
أنت والله ما أنشده وما أراك إلا الأصلح لتكون زوج ابنتي والأمير لهذي البلاد ...وما رأيك في منصب الوزير.

من التراث الشعبي-بتصرف-




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©