عنوان الموضوع : النفس نفسي ~ أمير البيان ~ ادب عربي
كاتب الموضوع : hamida
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

هاته إخواني كلمات سالت من فؤادي كمسيل القطر، وكتبتها بحُرقة على أحر من الجمر، في أحد المنتديات الجزائرية قبل مفارقته، وبما أنها كلمات عزيزة أحببت أن أستغلّ فترة وجيزة لأعرضها عليكم لأبعاد تعارفية وتجسيد لعقلية أخيكم حتّى يكون إلتئام ووئام والسلام!

قلت حينها:
بسم الله الرحمان الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار.
اللهم ثبت جناني، وأجري الحقّ على لساني، وأحلني من حولي وقوّتي إلى حولك وقوّتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ألهمني رشدي وصوابي، ولقنّي حُجّتي ولا تكِلني إلى نفسي طرفة عين، فإنه لا حول ولا قوّة لا بك.
ربّ اشرح لي صدري، ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقه قولي.
وبعد:
تيسّر المعسور، وحلّ المقدور بحلول الأوان لمشارة الخلّان ماهم عليه عاكفون من الكتابة في هاته الزاوية الجامعة الحاوية للأحاسيس والنوايا، وخواطر النفس وخلجات الفؤاد، بنبرات صادقة لا يراقبون فيها سوى الديّان الذي لا يموت، إذ لا حجة هنا لأحد على أحد، ولا مشاركة ترفعه، ولا رد يدفعه عن المُضي قدما لتجريد ما يخطه الجريد، ولا تَنافس ولا تَباري، سوى لإرضاء النفس والباري، دون إشارة ولو بألطف العبارة إلى المساويء والمثالب التي صدأت منها القلوب وظهرت إزاءها العيوب من الأطراف والأجساد بلا عدّ ولا تِعداد.
وأنا مثلكم إخواني، صاحب نفس كباقي الأنفس خلقها ربي وسواها وعدّلها ورباها، وألهمها فجورها وتقواها، فلا مزية لأحد على أحد من هاته الناحية، ولا كلام ولا أدنى ملام في أي جزء مني أدري تماما أنه بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلّبه كيفما يشاء.
فالنفس غريبة ولها ألوان، وسلطان الخواطر والهوى عليها نافذ، وإنّ تأثُر النفس بما يحاكيها هو أدنى طبيعتها وهي من جنس الأرواح الجنود المجندة التي ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها إختلف، فلا تحكم على ردّة فعل نفس تجاهك، وأنظر تصرفاتها مع الآخرين لتكون نظرتك ثاقبة!
أحبتي في الله:
النفس نفسي...إن زكّيتها فما أنا عليها بالمتّهم، وإن دسّيتها فما غيري عنها بالمسؤول، وإن ذكّرتها بما فيها فما ضررت الناس ولا نفعتهم، وأنا لا أتّهم نفسي بقسوة، ولا أزنّ طبعي بجفاء، ولا أدفعها عن رقّة وحنان ورحمة، وأشهد، أنني خلقت رقيق الإحساس، سليم دواعي الصدر، سريع الإستجابة للحق إلى التسامح والإغضاء، رحيما بالبائسين، شفيقا عليهم، وأنه كما قيل:
خُلقت كأنني عيسى حرام ... على قلبي الضغينة والشمات
وكما وصف:
وَتَشهَدُ ما آذَيتُ نَفساً وَلَم أَضِر... وَلَم أَبغِ في جَهري وَلا خَطَراتي
وَلا غَلَبَتني شِقوَةٌ أَو سَعادَةٌ ... عَلى حِكمَةٍ آتَيتَني وَأَناةِ
وَلا جالَ إِلّا الخَيرُ بَينَ سَرائِري ... لَدى سُدَّةٍ خَيرِيَّةِ الرَغَباتِ
وَلا بِتُّ إِلّا كَاِبنِ مَريَمَ مُشفِقاً... عَلى حُسَّدي مُستَغفِراً لِعِداتي
لكن تبقى نخوة الأسد إذا ديس عَرينه، أو وُسم بالهون عِرنينه (يعني أنفه)، فمن جرح وأخذ يُمثّل بالجرح نقضته وعوذت نفسي من السقوط في الهوان في ثوب الإحسان:
من يهن يسهل الهوان عليه... ما لجرح بميّت إيلام!
هاته مقدمة وإستهلال، ننزع بها الملال والتعب والكلال، وبعدُ تأتي بقية الخلال، فمِن مُثني، ومِن مَن عرضي له حلال.
.......................
...
يتبع بــ: ما علق بالمخيلة من بدايات النشأة...
... تحياتي ...
... أمير البيان ...





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©