عنوان الموضوع : انهاية أسطورية من العربية
كاتب الموضوع : madiha
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

آه ياصديقي ...ذكرتك فمرت أمامي تلك الأيام كومضات أمام عيني، آه ياصديقي من غيري شاهد على ماضيك ،من غيري مسجل لعذابك الذي ماولدت إلا لأجله، من غيري يعرف قضيتك المليئة بالألم العميق.......
يا صديقي من غيري شاهد على موتك ذاك الموت الأسطوري إلا عندي ،كان حقيقة عشتها أنا وفقدتها أنت ، كان ألما رأيته أنا وذقته أنت
.. لا أحد يعرف أنك أتيت مثلي تبحث عن رزقك،فوجدته عند أبا أحمد الذي استأمننا على رعي قطيعه فكلفت بقطيع قوامه250رأسا أما أنا فكلفت بقطيع قوامه350 رأساوعلينا رعيها من شروق الشفق إلى غروبه ،نعم الشفق وليس الشمس،آه كم كان ذلك طويلا .......
ينتابك أحيانا شعور أن هذا النهار لن ينتهي وأن الشمس لن تغيب......
أعرف أنك تذكر أننا كنا نترافق في االمرعى فتحمل أنت الدلاء على ظهر حمارك ،وعلي ألا أبتعد عنك حتى نسقي قطعاننا معا من البئر الواحدة
آه كم كان ذلك متعبا ...رعي...سقي....شمس..وزوابع.
متأكد أنك مازلت تذكر يوم سدرة المنتهى، نعم إنها سدرة لم تطأها قدمانا إلا ذلك اليوم ،القائض، الغريب حيث بدا صحوا في الصباح،لتتلبد سماءه عند الضحى،وتمطر عند الظهيرة، ثم تبزغ الشمس من جديد عند العصر
أدركتنا الظهيرة عند هذه السدرة،فحام كل منا حول قطيعه حتى تهدأقليلا، ريثما يتوقف المطرواحتمينا نحن بها ، توقف المطر....بزغت الشمس من جديد ،هدأت القطيع، لا مناص من أخذ قسط من الراحة تحت ظل هذه السدرة
تمددنا معا تحتها ،كل منا توسد جلبابه،أذكر أنك غطت في نوم عميق وقد تمددت على جنبك الأيسر، بينما أستليقت أنا على ظهري واضعا يدي تحت رقبتي، أخذ مني التعب كل مأخذ، لم أفق إلا على حركة جسم غريب يلامس رجلي،كان هذا الجسم باردا جدا فأنعش جسدي ،أحسست به يصعد من على رجلي إلى ركبتي حتى بلغ سرتي ،بدا ثقيلا نوعا ما،توقفت حركته عند سرتي ...فتحت عيناي ..ليتني ما فتحتهما ، كان مخلوقا غريبا لم أتعرف عليه لأ نه كان قريبا جدا من عيناي .... آه لقد كان ثعبانا وقد تلوى كالهرم ونصب رأسه في أعلى قمته..شلت أطرافي...توقف نبضي إلى حين.
آه يا صديقي..كم كانت طويلة تلك اللحظات...سأوقظك...سأصرخ...سأقفز...سأبحث عن عصاي....لكن أنى لي بهاته الحركات....تجمد دمي....حتى الدموع جمدت من الخوف...مادام الزائر الغريب رابضا على صدري وقد حدقت عيناه في عيناه فعجزت حتى عن الرمش....
آآآآآآآآآه ياصديقي ...في لحظة ما بدا لك ان تتمدد على ظهرك، فتطلق ساقك اليسرى وتشد اليمنى ....بدت فخذك اليمنى البيضاء بجانبي .....ويا ليتك لم تفعل.... لقد إنقض الثعبا ن عليها وغرز أنيابه ...و...تلوى عليها..صرخت أنت..صحت انا....صرخت طويلا
إقتحمت السدرة..امتلأ وجهي ويداي ... ورجلاي بأشواكها...واصلت صراخك ..حاولت إنقاذك بعصاي لكنها كانت أهون من أن تنال شيئا من هذا الثعبان
تواصل صراخك ونحيبك ياصديقي،وقد اسود جسدك...لا زال الثعبان متلويا على فخضك....لم اجد بدا من طلب النجدة من الغير ..همت على وجهي في البرية..نسيت القطيع...نسيت الجروح التي تملأوجهي وكل جسدي.
أصيح...أجري...أتوقف....تهن رجلاي...إلى أن لمحتهم إنه أحمد وأبوه على متن خيولهم يتفقدون قطيعهم بعد سحابة الصيف....
أردفني الإبن ..إتجهنا صوب سدرتك..وجدناك جثة هامدة...لا أثر للثعبان.....إسود وجهك...جرح عميق في فخذك....
..ومت ياصديقي ...لقد كان الموت رابضا على جسدي الأسود....لكنه إختار جسد ك الأبيض...وياليته لم يفعل..... فقد لدغت أنا يوم موتك ....مازلت أعيش على ذكراك كأنني أنا الميت و أنت الملدوغ.
قصة من الواقع وقعت سنة1965 بالجنوب الجزائري..........وعذرا على الأسلوب المتواضع...





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©