عنوان الموضوع : يوميات مختزلة
كاتب الموضوع : admin
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن



ككل يوم أصحوا متثاقلة الخطى أجر أقدامي إلى سيارة الأجرة إن وجدت أو شيء ما يشبهها المهم أن أصل.
وفي طريقي تُحمِّلني السيارات أحيانا مواجع ترهقني كاهتزازات بسبب الطرق المهترئة أو اهتزازات نفسية تلقي بي في لجج الحكايا المتداولة بين الراكبين.
الجديد في هذا اليوم عجوز تروي فاخرة قصصا عن أمسها وكيف كانت تغزل الصوف في الصباح الباكر وتعد البرانيس والقشاشيب الزرابي وغيرها تتحدث عن كل ما يمت بصلة لأمسها وتفخر أنها كانت تصارع البقاء فهي تحتطب تعد الغداء الخبز بمفردها كانت تتحدث بكل فخر وأنا لا زلت أطوق إلى المخدة فإني لم أنم جيدا ليلة البارحة بسبب برنامج تلفزيوني لنقل مسلسل يحرك بالحب أوتاري.
نظرت إلي بشكل غريب حاولت تعديل جلوسي حتى لا تلحظ ما أعانيه من إرهاق إلا أنها استرسلت في حديثها ما الذي يمكن أن تفعله بنات اليوم أمام ما كنا نقوم به. وأنا أرسل نحوها نظرات خفية وأنصت لكلماتها ضحكت حتى اهتز جسدها ثم قالت يتقنّ شيئا واحدا تحمل الواحدة منهن هاتفها النقال وتقول ألو أين أنت ؟ احضر معك الخبز، لا لا لتكن بيتزا فإني متعبة اليوم سأرهق نفسي بالغسيل وأي غسيل ؟ وكل الوسائل متوفرة
ربما ما يقتل أبناءنا هو ذاك الفراغ الذي يشل عقولهم.
كنت كالمجنونة أحاكي نفسي وأجيب على كل ما تطرحه من أسئلة : فمرة تحسديننا على النعمة، وأحيانا الفراغ لنملأه بحكاياك أفضل ثم أقول خلسة بيني وبين نفسي : لا شك أن هاته المرأة الخرفة تحاول استفزازي.
أما صاحب السيارة فقد كان كهلا لم يكف عن إحناء رقبته وقد أعجبه حديثها وراح يشاركها ويقهقه بصوت عال أرقني الوضع كثيرا فكنت دائما أهرب من هذا الواقع لأمتطي خيالي وأجيب بيني وبين نفسي ألا يجدر بك أن تتقن عملك أولا وتهتم بسياقة سيارتك شطرت ظهري بسبب هاته السياقة المتزلزلة.
طالت الطريق مع هاته السيارة وهذه الأحاديث وبدأ الملل السأم الضجر يزرع في أعماقي ثورة إلا أن المحطة الأخيرة كانت كفيلة بانقاذي من هذا التبجح الصباحي وسمحت لي المغادرة بصمت.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©