عنوان الموضوع : البناية الزرقاء - المشهد الثالث- من العربية
كاتب الموضوع : kamiliya
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

- هذا هو الجزء الأخير من البناية الزرقاء و لعل النظر الى شيء واحد من جهات مختلفة يعطينا صورا مختلفة :لن يتخلف عن لقاء اليوم أحد ،و الممرض سيأتي و كذلك سيأتي معه الأستاذ و المحامي،و لكن ماذا سأقول لهم و بماذا سأحاججهم ؟.... و كلهم من المثقفين و الناجحين و لكنهم جاءوا:- المحامي و الممرض و الأستاذ ؟ ..... لقد انتظرتكم !!- مرحبا و نرجوا أن لا تنزعج من بدلاتنا الأنيقة..- ليس هناك ما يزعجني أكثر من لحيتك العجيبة..- فماذا يقول المحامي ؟....... فرد المحامي في تخابث قائلا :- لماذا لا تسأل الممرض فهو يجيد استعمال الحقن.فرددت عليهم في اندهاش :- أنتم جميعا بلا فائدة....... و إلى متى ستستمر في إخبارهم بما يحدث حولهم ، لقد تغير كل شيء،و أصبحت الدنيا غير مفهومة و كذلك الناس تمادوا في سذاجتهم و لهذا جمعتكم ثلاثتكم..- كانت لي قطعة أرض منسية و نائية،خالية إلا من أشجار الكافور و السرو، و سرعان ما وصلت إليها الحضارة و ارتفعت فيها أعمدة الهاتف و الكهرباء، و طارت من وسطها البنايات العالية لتعانق كبد السماء، و علقت على جدرانها صور للمرشحين، و بالطلاء الرشاش رسمت على الحيطان عبارات عديدة "كالحرقة"..... " كاميكاز"...."لا كامورا".. و غيرها من الكتابات الحائطية العجيبة.ثم شقت البلدية طريقا اسفلتيا لم يصمد أمام صروف الدهر كالمأمول،و بنت على جنبات الطريق مسجدا و عمارات عالية،و هذه القهوة التي نجلس فيها الآن...... و لكن تلك البناية الزرقاء من أين جاءت ؟ و من بناها ؟.... لا أتذكر أنها كانت موجودة قبل أشجار السرو و الكافور...- ألم تسأل جدك ؟ قال المحامي..- و قال الأستاذ : لم ندرس هذا أبدا !!- ليس لي جواب يا أصدقائي ، و لكنني أحبها كثيرا كما أحب الجلوس معكم في هذه القهوة قهوة"سلام"...- و كنا نستمتع بشرب فناجين من القهوة حين سمعنا في الجهة المقابلة ضجة كبيرة، و وقف جميع من كانوا في القهوة وقفة رجل واحد. و صوب البناية الزرقاء نظروا،و سرعان ما تعارك الناس بالهراوات و العصي، و تبادلوا السباب.... و لمحت من بعيد مجموعة من الشيوخ يهبون من عند الجامع ليحاولوا فض الشجار، و أطلت من الشرفات نساء، و تقاذف الجميع أسئلة حائرة عن الذي يحدث ؟.كان الشجار بين عائلتين من أجل حق مزعوم في البناية ، و سال الدم على الملابس و هب شاب مصدوم لطلب الشرطة....أما أنا فتعجبت و طلبت الهداية للجميع.....- و لكن سؤالا مازال يراودني إلى الآن : من أين جاءت تلك البناية الزرقاء ؟!! .................................................. ........................... تمت بإذن الله



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©