عنوان الموضوع : إجرام مجتمع لفتاة( قصة) ثقافة عربية
كاتب الموضوع : hamida
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

إجرام مجتمع
آمال .. فتاة تهوى مصاحبتها كل من عرفتها .. ويتمناها كل من عرف فيها الجد وحسن الخلق.
فتاة لا تحتاج إلى مرآة للتجميل .. تمشي على استحياء .. نظراتها هادئة.. بريئة .. محتشمة.
فتاة .. تحب الحياة .. تعشق والديها عشقا كان آخره الفراق.
كان سنها لا يزيد على السابعة عشر . فإذا كانت في الصف أخذتها الوحشة إلى والديها . لقد ذاقت حنان الأم وعطف الأب , فأبدلتهما عشقا. لو رأيتها وهي تداعب أحدهما لقلت صبية أو رضيع..
لكن الوحشة لم تدم .. لقد صارت تتمنى امتداد النهار حتى لا ترجع إلى الدار..
وتمضي الأيام .. وآمال مفعمة بسواد غشى فؤادها .. تكتم الهم ..
علمت أن لها خالقا .. لكنها نسيت أن توكل الأمر إليه .. فازداد القلب حرقا.. والفكر سرابا ..والأمل في الخلاص ..
نسيت آمال قضاء الله .. الموت يريدها .. هذا ما كان يجب اعتقاده .. إنه هاجس الهروب أو البقاء .. هروب ممن تهواهم .. أو بقاء مع كمد تتجرع فيه الصبر ..
وسكنت فكرة الإجرام قلبها .. بعدما أنساها الشيطان ذكر ربها.. وداعبتها حلاوة التخلص .. لتكون النهاية لعذابها.
بينما ىمال مسترخية البدن .. مضطربه النفس .. إذ دخل عليها الخبر .. إنه الضرر .. أسئلة لا غيرها .. لكنها موجعة .. لماذا أنت ؟.. ماذا فعلت ؟.. أين كنت ؟...
وقفت المسكينة .. مغرورقة العينين .. مصفرة الوجه .. كأن النفس بلغت الترقوة .. لقد منعها الحياء من رفع صوتها .. ومنعها العشق من إذايةهما..
فهربت المسكينة .. إلى حيث لا تدري .. صعدت بها رجلاها إلى أعلى العمارة المجاورة .. وهناك أطلت على بيت الصبا .. لتلقي نظرة الوداع ..
أماه .. أبتاه .. إن أفقت فعلى شجار بينكما تجهرانه .. وإن عدت مساء فإلى نزاع .. وإن جالست أحدكما فعلى الظنون تنشرون .. إلى أن جاء موعدي .. فريسة الشجار والظنون .. فكان جزاء حبي لكما وأدي يافعة ..
وغلب آمال البكاء .. وهي تصارع آخر موقف مع أهلها .. ازداد اضطرابها..
وما هي إلا صيحة واحذة حتى وجدت نفسها حرة .. طليقة في الهواء .. فتذكرت اللحظة أنها وقعت فريسة مؤامرة .. نسجها الشيطان حينا من الوقت .. فندمت واستغاثت بملك السماء ترجوه وتستغفره ..
وسقطت الجثة .. فخرج الجيران سراعا .. وختمت الحيرة أفواههم .. فتاة تنعم بالسعادة تقتل .. بل ترمي بنفسها .. إنه لأمر عجاب ..
بل هي نهاية إجرام مجتمع لفتاة .. ذنبها أنها لم يقرأ لصفحات قلبها أحد .. حتى أعز ما تملك .. صديقاتها .. ووالديها
( الحادثة واقعية . )
عبد الحكيم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©