في بلدة بعيدة تعيش فتاة اسمها أمل، كانت فتاة ذكية وفطنة، تحب الدراسة كثيرا وهي من الأوائل في صفها ودائما تحلم بأن تكبر وتصبح معلمة لتعلم الأطفال الذين لا يمكنهم الالتحاق بالمدرسة لفقرهم، وذلك لكونها تملك صديقة تعرفت عليها عندما انتقلت إلى الحي جديدا، تلك الفتاة اسمها إخلاص.هي فتاة فقيرة تعمل في تنظيف البيوت وما شابه ذلك لتساعد والديها في مصروف البيت.
عندما التقت الفتاتين سألت إخلاص أمل عما إذا كانت المدرسة ممتعة ومفيدة… فقالت لها أمل إن المدرسة جميلة جدا ومسلية ومفيدة وفيها نتعرف على أصدقاء جدد فاغرورقت عيني إخلاص بالدموع لأنها لا يمكنها الذهاب إلى المدرسة، وقالت لأمل أنها تريد تعلم الكتابة والقراءة. فخطرت ببال أمل فكرة وهي أن تحضر كتبها إلى منزل إخلاص وتذهب إليها كل نهاية أسبوع وتعلمها الحروف والأرقام ثم القراءة والكتابة، ففرحت إخلاص كثيرا ووعدت صديقتها بأن تكون سريعة التعلم ولن تتعبها.
وبالفعل أصبحت أمل تُدرٍس إخلاص كل أسبوع حتى مر على ذلك ستة أشهر وأصبحت إخلاص تعرف القراءة ولكن تواجهها بعض الصعوبات في الكتابة فطلبت منها أمل أن تذهب إلى المدرسة لتتعلم أكثر فقالت لها إخلاص أنها لا تملك المال الكافي لشراء لوازم الدراسة.
حزنت أمل على صديقتها كثيرا وأثناء راحة المدرسة كانت لا تشارك صديقاتها اللعب فلاحظت معلمتها ذلك فاستدعتها إلى مكتبها و سألتها عن السبب فحكت لها قصة إخلاص، فقالت لها المعلمة أنها ستجد الحل قريبا، فابتسمت أمل عندما سمعت كلام معلمتها وتمنت أن تجد الحل في أقرب وقت ممكن .
وبعد أسبوع جاءت المديرة إلى الأقسام وطلبت من التلاميذ أن يتبرعوا بمبلغ صغير لمساعدة فتاة لكي تدخل إلى المدرسة وتتعلم فعندما سمعت أمل ذلك ذهبت إلى معلمتها لتسألها عن اسم هذه الفتاة فقالت لها المعلمة أن اسم هذه الفتاة هو إخلاص، ففرحت أمل كثيرا وشكرت معلمتها على المساعدة ووعدتها بأنها ستكون عند حسن ظنها وأنها ستساعد إخلاص في دروسها لكي تصبح من المتفوقين. ذهبت أمل إلى إخلاص وأخبرتها عن الذي حصل ، فبكـــت من شدة فرحها وقالت لـــها : أنت أفضل صديقة تحظى بــها فتاة في الوجود.
ذهبت أمل وإخلاص إلى المدرسة وكانتا لا تفترقان إلا في المساء. كانتا تدرسان وتراجعان الدروس معا حتى أصبحت إخلاص من الأوائل في المدرسة. و صارتا معلمتين تُدرسان الأطفال في القرى الفقيرة.
رد مع اقتباس
