عنوان الموضوع : المركبة العجيبة ادب عربي
كاتب الموضوع : hamida
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

أيقظني خاطري في أناء الليل و همس إلى أذني برحلة تسري به بعيدا
قلت فلابد من الزاد لأسفار لم يعلم مقصدها
ألح علي بالمرافقة و قال لي دعها على حسابي فلا تدري بماذا سنظفر
سرنا و ليل قد غشانا بظلمته إلا أن النجوم جادت علينا ببريقها
لاح علينا في الأفاق نور و كأنه قد ملا كونه و مكانه
فإذا نحن بمركبة مركبة من حروف تسر الأعين بطلعتها البهية
بسطت لنا فراشها و قالت هلموا و دعونا نطير و نرتع و نسبح بعيدا عن أعين الناظرين.
طرنا و طار معنا الشوق شوقا لطيات معاني فضاءات هذا الجمال.
فإذا نحن بشكلان امتزجا فيما بينهما فبنيا قصرا عظيما وسط بحر نصفه ثائر و الأخر ساكن.
سألتهما عن كنيتهما فقالا نحن الحاء و الباء إذا تعانقنا غنت لنا حوريات هذا البحر بلحن مطرب.
و إذا تخاصمنا هاج بحرنا و اغرق كل من فيه فلا يبق من مملكتنا إلا اسمنا
تعجبنا من حالهما و اخترقنا عالمهما و سرنا فإذا نحن بوسط روضة يعجز اللسان عن وصف كنه إنشائها
سقفها أقفاص معلقة يسرح فيها طائر لامع يتناثر النور من بين جناحيه ما إن رآنا صوب نحونا
قال يسمونني الأمل أجول القفاص و أنيرها فينعكس طيفها على ارضي فتشع و تزهو و تثمر ما لذ و طاب
و لكن قبل انصرافكم بلغوا سلامي لحبيبي فاني لا أكاد أفارقه.
تحركت مركبتنا و سارت بنا إلى مكان شبه مهجور فإذا نحن بكائن وجهه كالقمر و كأنه ينتظر شيئا ما
ما إن التقينا حتى سألنا عن سلام حبيبه وفينا بالعهد و سألناه راجين جوابا
قال صبرا هو اسمي و لو لا وجودي لما طفتم العوالم و لما أدركتم معنى جماله
حينها نطقت مركبتنا و قالت لنا حان وقت الرجوع يكاد مشعلي ينطفئ .
عدنا و أحاسيس الحيرة و الدهشة و الإعجاب قد ابهر كياني
لاحظت مركبتنا فينا هذا الإحساس و قالت لنا إن ائتلفتم كلكم لطرتم من دوني و لبلغتم فوق ما ابلغتكم.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©