عنوان الموضوع : عمّتي
كاتب الموضوع : chichaki
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

من أحب الناس إلي وأقربهم إلى قلبي عمتي سمية
سكنت ذكريات الطفولة بحكاياها الدينية الحكيمة ونصائحها الدنيوية الجليلة
شخصيتها متميزة تميل إلى الضحك ورسم الابتسامات على شفاه الآخرين، متوددة للكبار والصغار تدخل البهجة على من حولها بقلبها الذي يتسع للجميع ,,,

ذات مرة زرتها وهي في طبعها ميالة لتلاوة القرآن كثيرة التردد على المسجد الذي لا يبعد كثيرا عن بيتها ,,, تجالسنا نتحدث حول مائدة الشاي ,,, ورغم أنها تكبرني بسنين كثيرة إلا أني لم أحس يوما بكبرياء أو ترفع من ناحيتها

قالت وهي تضحك على الإمام الجديد :

إنه لما يخاطبنا نحن معشر النساء يدعونا بعزيزاتي، هو صغير في مقتبل مشواره ولكن لا أفهم لما كلمة عزيزاتي، أيمكنك أن تفسريها ؟

أجبتها : المسكين ربما نيته ترغيبكن في الاستماع إليه فأنتن كثيرات الكلام أثناء خطبة الجمعة

قالت : لا أحس أن الأمر كذلك ، إني أراه سعيدا باستماع النسوة إليه متباهيا أمامهن طالبا اعجابهن

سألتها : وكيف ذلك ؟

قالت : نبرة صوته تتغير وهو يستفتح علينا بعزيزاتي ، فيلين ويميل إلى الحنية والتأنس

قلت : ربما طبعه كذلك، رقيق وحساس ,,, ثم الرسول صلى الله عليه وسلم أوصاه بالرفق بالنساء

قالت : هو طويل مليح الوجه وأحسست في أوتار صوته سعة صدر وورحابة قلب

قلت : أتعلمين , أراه منكي ومن خليلاتك مكان يوسف عليه السلام إن كيدكن عظيم

قالت والضحك قد أنزل دمعات في عيونها :

هذا ما قاله لي عمرو (زوجها) لما حدثته عنه ، ولكن رغم ما قلت لا أنكر على إمامنا كلمة صدق قالها وأوافقه عليها

قلت : ما هي ؟

قالت : لقد عتب عيلنا نحن النسوة خروجنا بعد صلاة الجمعة مع الرجال وتزاحمنا معهم، وأوصى أن ننتظر قليلا حتى يتفرقوا ويفسح الطريق ثم نخرج

قلت : وهل انصعتن لقوله ؟

قالت : وكأنه كان يخاطب الجدران , فهاته تقول بيتي ينتظرني، والأخرى تقول ما يهمني الرجال، ولا أخفيك أمرا ، العازبات تتعمدن الظهور والخروج من المسجد على مرأى من لم يكمل دينه بعد عسى وعلى يرزقهن الله بابن الحلال وأنا شخصيا لا أعتبهن على ذلك

قلت : يبحثن عن العرسان حتى في المساجد ؟

ضحكت وقالت : وأنا أين رآني زوجي قبل أن يتقدم لخطبتي

قلت : أجزم أنك أنت من رأيته أولا

قالت وضحكاتها تتعالى الواحدة تلوى الأخرى :

رأيته الأولى، وسألت عنه وعرفت كل أخباره، واستفسرت عن النساء اللاتي يقربنه، وتعرفت عليهن ووطدت علاقاتي بهن حتى حدثنه عني ,,, والحمد لله الذي أكمل لنا الأمور كما ابتغيت

سكت برهة وتذكرت قول أمي : بناة بجاية إذا أردن رجلا ما فهو لهن





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©