عنوان الموضوع : سارقة القلوب
كاتب الموضوع : kouka
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

شعور غريب :
تعاركت في قلبه أحاسيس كثيرة . و لم يتمالك نفسه في ذلك اليوم . هام في المدينة على وجهه و جرب الجلوس في المقهى ثم شاهد مباراة في كرة القدم و بعد ذلك ذهب لدار السينما و شاهد فيلما خياليا مبهرا و رغم ذلك انقبضت نفسه حتى عاف كل شيئ و طرأت عليه فكرة جديدة تقول أن الرتابة قد تقضي عليه في أي حين لذلك وجب عليه التصرف قبل أن يفاجئه الزمان بضربة قاضية .
أول لقاء :
كان منهمكا في عمله كالعادة و كانت عيونه تلمع ببريق متلهف متطلع للمستقبل و هو معروف بتحديه للنوازل و بصموده أيضا ، و هو في غمرة نشاطه دخلت عليه تلك الفاتنة و كانت روائح العطور تحوم حولها و كلمته في غنج واضح ، تطلع إلى عينيها و تأمل جمالها و سحرها فشعر بأن قلبه يتحطم و خيل إليه أنها تسمع صوت تحطم قلبه و قال مازحا : يا له من صباح بديع، تمنى بكل ضراعة ان لا تخرج من عنده حتى يعترف لنفسه كم هو ظلوم إذ أنه يقضي الأيام الطويلة داخل متجره كراهب منطو على سر الأسرار .
لهفة :
خرجت من عنده و دخلت إلى المتجر الموالي فشعر بالانقباض مجددا ، كيف ؟ كيف تزورني الحياة في هذا المتجر البائس ثم تغادرني بهذه السهولة فتكسر قلبي ؟؟ أي شعور هذا الذي يتناهبني في هذه اللحظة بالذات ؟ الرغبة المتحفزة تلد في قلبي سلسلة من الألام المتواترة ؟ و نعيق القلب المتفجر يعلو و يخفت بلا رحمة كأنه يناجي السماء . فكيف ستحلو في ناظري الحياة ؟، و ها هي العذابات تنهمر على قلبي تبعاعا ملوحة من بعيد بزوبعة عارمة من الحب ، هل هذا هو الشعور السابق للحب ؟ و إن كانت إرهاصاته بهذا الشكل قاسية فأي قسوة سيكون عليها ؟
الوصال :
زيارات متتالية يتخللها الهمس و الرقة و الإعجاب المتبادل ، متى يصغي قلبك أيتها الفاتنة القاسية إلى قلبي الكسير ؟؟ أنظري إلى هذا المتجر كيف صار روضة من الزهر و الورود و النظام ، كل ذلك إرضاء لعيونك . و رغبة في حبك العارم المعربد أيتها المتكبرة .رغبة في الحب وحده، و غير ذلك هباء ، الحب مطلب الرجل و المرأة منذ الزمن الغابر ، إنه الأغنية المقدسة ذات الكلمات الساحرة ،إنه حسرة المغلوبين و شراب القلوب الحارق .و ذات مرة طلب منها رقم الهاتف فوافقت على شرط عدم الازعاج و في ذلك اليوم شعر بسعادة حطت قلبه في أقدامه و شعر بأنه ملاك بجناحين
بل صار أقرب للراحة و أضمن للهناء من ريشة على ذيل طاووس .
ما بعد الوصال :
تقاربت الأرواح بشكل سريع و اختزل يوسف مفهوم الحياة في معنى واحد و هو عذراءه الجميلة الفاتنة. الحياة تعده بعطاء لا يمل و قلبه صار يثمل من نشوة الحب كالعربيد . انزاح عن قلبه الكدر و الضوضاء و أصبح يشعر بخفة جعلته يشم الورد في الأصص و يضحك عبر التليفون و يقرأ الشعر في وله لا يماثله شيئ .و لاحظ الجميع تغيره المفاجئ و سعادته المتوهجة أما هي فقد وعدته بالحب و الوفاء و العطاء و قالت في رسوخ : أحبك يا نور العين ، و مهما أعطيتني من حب فسأرده لك أضعافا مضاعفة . بروحي أفديك و بعيوني على شرط واحد: لا تقم بخيانتي فتقتلني ببرود نظر إليها في لهف و قال واثقا : الخائن حطب جهنم.......
مشروع زواج :
هذا الحب الراسخ لا يكلله تاج غير تاج الزواج . و هذه الثورات النارية لا يخمد أزيزها غير الزواج . و هذا القلب لا يهنأ له بال إلا بالزواج . ...... فلتكن هي الخطوة الجبارة إذن فليكن التحدي كبيرا حتى لا يقف في طريقه أحد . لا أعتقد بوجود شيئ أكبر من الحب و التحدي . الكون لا يتسع لشيئ ثالث . فلتزهر في بيتي الأفراح فالحب قد يكلل آخر الأمر بالزواج ، و ما علي إلا استشارة الأهل أو الإقبال بقلب مهووس .
الخيانة :
أطلت الخيانة برأسها كالأفعى الناقمة . و تكسرت الوعود و الآمال حتى لم يبق في الدنيا سبب للبقاء . أيتها الماكرة ويحك كيف تستبيحين هذا القلب ؟ كيف لقلبك أن يسع رجلين في آن واحد ؟ و كيف لك أن تعبثي بشعوري و برغائبي و أحلامي و جنوني ؟ أنا العاشق الولهان ذو القلب الذهبي و أنت نكرة سامة يجب أن تتخلص منك الأرض . أجيبي عن سؤالي و دعيني أموت بسلام . كيف يسع قلبك قلبين في آن واحد ؟ تمثلية محكمة الأدوار يا سارقة القلوب و المتاجر ،ها قد لاحت حقيقتك الواهية أيتها الجثة العفنة و ها أنذا أكتشف يقينا بأن الخيانة أكبر من الحب و التحدي و أن في الكون حقيقة ثالثة اسمها الخيانة . و أن ضلوعك مقدودة من طينة نكدة اسمها الخيانة ....... تبدى ككرة متثاقلة من التعاسة و الاحباط و أخرج مذكراته و باللون الأحمر كتب : الخائن حطب جهنم .
معاناة :
تهاوى الجسد المسحوق تحت وطأة المرض ، و القلب لم يشف بعد من الخيانة و ويلاتها . و قال له الطبيب بعد الفحص و الأشعة بضرورة اجراء عمل جراحي في أسرع وقت حتى يزول عنه الألم و حتى يتوقف عن خسران الوزن .و خلال ذلك فكر في الموت كحل نهائي حتى لا يعبث بقلبه أحد . حتى الانتقام لم يفكر فيه أبدا لأنه نزيه و صريح و مثالي . و بعد العملية الجراحية نهظت ممرضة ماهرة بمسؤولية العناية بجرحه من تنظيف و تغيير للضمادات . و عندما تماثل للشفاء و هم بمغادرة المشفى بكت الممرضة بكل ضراعة و اعترفت له بالحب ، اعترفت له بأنها أحبته من أول يوم دخل فيه المشفى ، قالت له : رأيت على عيونك دموعا حارة ، فقلت لنفسي ماذا يبكي هذا الرجل و هو في غيبوبة غير حب ضائع ، فصح حدسي .
تخبط :
ها هي المقصلة تطبق بشفراتها على قلبه من جديد و لكن هذه المرة بقوة أقصى و أثقل . ذكرى الخيانة المريرة تنهش دمه و هناءه . و تخبط بين الذكرى المريرة و بين وعد بحب جديد .أي شيئ يصدق يا ترى ؟ و أي خيار يختار إذا خير ؟ ....... مجرد تخيله للشماتة التي ستنهال عليه من أعدائه إن هو أخفق في الحب من جديد تجعله يتراجع و يترنح . و لكن الممرضة طيبة و جميلة و سحت يوم الوداع دموعا غالية صادقة . نظر في المرآة لنفسه و قرر المغامرة
حلم تحقق :
رغم حذره و خوفه سارت معه الأمور بشكل طيب . و شيئا فشيئا تخلى عن حذره و وقع في حبها . ملكته بجمالها و طيبتها و صدقها . و بدأ يعود إلى طبيعته حتى غاص في قلبها كالغريق . و بسرعة تزوجها و توجت حياته بالحب الحقيقي . اكتشف أخيرا أن الحب الحقيقي أكبر من المزيف و أكبر من الخيانة و حتى من الجبال . أما الفتاة الماكرة فلم تعد إلا كذكرى منسية تنتظر أن تحجز لها مكانا في رزمة كبيرة من حطب جهنم



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©