عنوان الموضوع : دموع يتيم من العربية
كاتب الموضوع : مريم
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

كنت ذات يوم مهموما شارد الذهن
افكر في قسوة الايام وفي مرارة تحقيق الاحلام
سولت لي نفسي يومها أني أتعس انسان في تفاصيل الحياة
وأني عدو الحظ و ربما الحظ عدوي
لست أحلم إلا بعيش كريم طيب وراحة نفس بعد نفس طويل عليل
نعم كنت أرثي إلى حالي متيقنا أنه ليس من هو أكثر هما من همي
وبينما انا أتمشى مكسور الأفكار مستسلما لهمزات الشياطين
وساوسها من منبع الحزن والتثبيط لا ترجو للعبد راحة ولا تترك قلبه مرتاحا ولو بعد حين
حتى لمحت جفوني طفلا مطأطأ الرأس رث الثياب يبكي بحرقة
بكاء شديدا خطف من حنجرته الصوت وترك له بعض الانين
دموع تسقط كمطر غيث غزير أتى على البساتين
يضع رأسه وسط ركبته حتى لا ترى دموعه لكنه لا يعلم ان الغيث وإن لم تراه يتساقط من السماء ستفضحه تقاسيم التراب المبلل
اقتربت منه وقلبي ينبض بين الحرقة والحسرة وكثيرا من الفضول.
قلت له ما بالك يافتى تبكي فهلا تحكي لي؟؟ ربما استطيع تخفيف بعضا من همومك
لم يجبني عن سؤالي ولم يكترث لوجودي
وكأنه يقول لي بلغة الصمت: واصل طريقك فليس لهمي من حلول
أعدت عليه كرة السؤال بصوت خافت ويدي برفق تمسح على رأسه.
فرفع رأسه بصعوبة . كان وجهه الكئيب الذي اعتلاه غبار ممزوج بدموعه الساخنة التي كادت تغسل وجه وتزيح عنه كل الغبار
وهو ينظر إلي بعيون بريئة غمرتها الحسرة .ظننت ،أنه سيتكلم ويبوح لي بما يبكيه.لكنه ظل صامتا وهو
ينظر إلي بحسرة . كنت أعاود طرح نفس السؤال أما هو فظل يخبرني بصمت عن همومه ولكني ما فهمت من صمته إلا الحزن الكئيب
وبعد لحظات نطق ويا ليته ظل صامتها
أجابني بنبرات متقطعة مدمية
أ....بي أ...مي
تركاني وحيدا في ظلمة هذا الوجود.
أنبطحت على ركبتاي دون شعور وقلت له هل تقصد...وتلعثم لساني وكأن الحروف هجرتني
لكنه قطع تلعثمي وقال نعم لقد رحل عني أبي وأمي وتركاني وحيدا اتنفس آهات الأسى
قال لي : هي الدنيا تأخذ منا من تشاء وقت ما تشاء
أما أنا فأخذت مني عقلي وقلبي وتركتني كعصفور مكسور الجناحين في هذه الدنيا جعلتني جسدا بلا روح.
ثم وضع رأسه بين ركبتيه كما وجدته آنفا وأطلق كالرصاص القاتل كلمات ممزوجة بالبكاء جعلني أبكي مرتين
قال : لو سلبت مني الدنيا وما فيها لو أخذوا عيوني ماكان قلبي ليحترق بفراق امي وأبي
نعم بكيت مرتين فواحدة لما رأيته وسمعته واخرى بكيت على حالي بعدما كنت أظن أنني فقدت طعم الحياة.
وأدركت يومها أن للحياة طعم حلو معطر بحنين الوالدين حتى وإن اجتمعت كل الهموم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©