عنوان الموضوع : آخـر يومٍ على الأرض~ من العربية
كاتب الموضوع : amira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

مَلحوظة : القِصة بالكامِل مِن الخَيال .. غير حَقيقة .. غير مَنطقية بالمَرة .. لا تَقصِد المَساس بأي مِن الأديان أو المُعتَقدات





إستَيقَظت مِن نَومِها بِشَهقة كَشَخصٍ أُنقِذَ لِلتَوِ مِنَ الغَرق ! .. تَلَفتَت حَولَها بِخَوف ومازالَ تَنَفُسِها لَم يَهدأ بَعد

- ما هَذا ! لِماذا جَسدي يُضيء ؟!

إعتَدَلت في جَلسَتِها لِتُلاحِظ إنَها لَيست علي سَريرَها بَل عَلي الأرض

- لا بُدَ أني وَقَعتُ وأنا نائِمة ..

نَهضَت بِكَسل مُتَجِهة لِسَريرَها غَير عابِئة بوَميضِ جَسدها وكأنهُ مِصباحٌ ما ! .. فَلَطالَما رأت أشياءً عَجيبة ! .. رأت نِجمةً تَسقُط وأُخري تَختَفي ! .. رأت رِجالاً لَم يَرَهُم أحَدٌ غَيرَها قَط ! .. بِالطَبع ظَنت نَفسها تتوهم ..
حتي رأت جَسَدها مُمَدَداً عَلي سَريرِها بِهدوء .. ساكِن تَماماً , لا أنفاسَ لَهُ .. خافَتِ النَظَر خَلفها خَشيةً مِن رؤية "مَلاكِ الموتِ" ساداً الأُفُق ! ..
لَكِن لَم يَكُن هُناكَ أحَداً ..
ذَهبَت إلي غُرفِة أُمِها وأبيها , دَقَتِ الباب وهَمت لِتَفتَحَهُ وتَدخُل فإذا بِها تَعبُر مِن خِلالُه !.. وَقَفت بِجوار السَريرِ لا تَدري ماذا تَقولَ ..

- أمم , أمي أظُنُني مِتُ لِلتَوِ ! ..

لَم يَبد الأمر وكأنَ أحَداً سَمِعَها .. تَقَلَبت أُمُها بالفِراشِ فَقط , فَنَظَرت لأبيها وبدأت عَينَيها تَدمِعان وما هي إلا لَحظات حتي شَهِقَت بالبُكاء

- ماذا أفعَلُ الأن أبي ؟! .. أنا لَم أمُت مِن قَبل لِذا لا أعلَم ! .. ولا أظُنَكَ تَعلَم ! .. لَكِن ألا يُفتَرض أن يَصطَحِبَني "مَلائِكةُ رَحمة" أو "ملائكة عَذاب" مَعَهُم ؟ ,, أبي ! , أنا خائِفة ! .. باللهِ عَليكَ أخبرني ماذا أُسوي ؟!

سَكَتت هُنيهة لتتَذكر أية "يومَ لا يَنفع مالٌ ولا بَنون إلا مَن أتي اللهَ بِقَلبٍ سَليم"
فأخَذت تَتذكر يَومها .. لا شيء غير عادي فيه .. صَلت ونامت كَكُلِ يوم .. فَهدأت قَليلاً .. وأخَذت تَتَنَفس الصَعداء ..
إنحَنت لِتُقبل وَجنتي أُمها ويَديها .. وَجبهة أبيها ويديهِ .. فَفتَحَ عَينيهِ بِذات اللَحظة لِتتَقهقر إلي الخَلفِ قَليلاً .. وبَعدها أكتَشفت إنَهُ لا يراها وما نَهضَ إلا ليُصَلي الفَجر .. فتوضأ وتوضأت مِن بَعدُه وجَلسَ قَليلاً يقرأ فالمُصحَف , فَصلت هيّ ..

فتَحَ أبيها بابَ المَنزل وخَرج ليُصلي بالجامِع فَخرجت وراءُه ! ..
لَكِنَها أتجهت لطَريقٍ أخر ..

- إن كانَ هَذا أخِر يَومٍ لي فالأرض فعلي الأقل يَجب أن أزورَ صَديقتي "زَهراء" ! ..

هَكذا تَمتَمت لِنَفسِها بِعَزمٍ مُتَقِد ! .. وتِلكَ المَرة لَم تَخشي أن تَتوهَ فالطَريق ..

- تُري هَل بأمكاني الطَيران ؟!

إن كان بأمكاني الطَيران .. عَشراتِ الأميال لأراكِ
سأطيرُها , كُلُها .. فَقط لأراكِ

كانت تَطير مُغمِضةً عيناها , مُستَمتِعة بِرقة هواءِ الفَجر علي وَجنتيها حتي فوجِئَت بِنَفسَها تَسقُط ! .. علي أحَد المباني .. حاوَلت التَوقُف عَن السقوط لِتَهبِط علي سَطحُه لَكِنها إختَرقتهُ وأستَمرت بأختراق الأدوار حَتي عَبرت مِن خِلال فتاة نائِمة ! .. وسَقطت إلي جوارها ! ..

نَعم ! , كانت هيّ صَديقَتها ! .. وَقد أستَيقَظت مَذعورة بِشدة وهي تُتَمتم : ياسمين لَم تَمُت ! , لَم تَمُت ! ..

فَرَقت لِحالِها .. وأخَذَت تَمسَح علي رأسِها بِحنو : هَوني عَليكِ , كُلُنا مَيتون ! ..
ضَمتها بِرفق وأخَذت تُتَمتِم ببَعض الآيات .. كانت تَعلَم إنَها علي الأغلَب لا تَشعُر بِها ولَكنها لَم تَستَطِع أن تراها هَكذا وتَقِف كالصَنم ! .. العَجيب فالأمر أن صَديقتَها أخَذت تَسكُن بالفِعل ! ..
ونَهضَت بَعدها لِتتوضأ وَتُصلي .. فَبَقيت "ياسمين" في مكانَها تَنتَظِر عَودتها .. للبيوتِ حُرماتٌ ! ..

عادت "زهراء" عِندَ شِروقِ الشَمسِ للنَوم فَقبلت "ياسمين" جَبهتها بِخفة .. لتَرمُش "زهراء" بعينيها وكأنها شَعرت بشيءٍ ما ..!
كانَت "ياسمين" تَزدادُ ضياءً وكأنهُ إنذارٌ لشيء ما ! .. فبَدأت تتساقط دموعها وهيّ تَبتَسِم كَمن تَذكَرَ شيءٌ ما : ألم تَكوني تَقولينَ دوماً أني ألتَمِعُ ؟ وكُنتُ دَوماً أقولُ "أنتِ مَن يَفعَلُ هَذا" , أنظُري الأن .. أنا حَقاً ألتَمِعُ ! ..

كُلما أزدادَت الشَمسُ ضياءً كانت "ياسمين" تَزدادُ ضياءً ..
حتي في لَحظةٍ ما


- لا إله إلا الله ..

- مُحمد رَسول الله ..




الرَوح سُميت رَوحاً لأنها لا تفني بَل تَروح .. لتلقي رَبها ..






-تمت-



منقول



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©