عنوان الموضوع : بسمة من وراء الغيوم..اقصوصتي الأولى.. من العربية
كاتب الموضوع : chahinez
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

بسمة من وراء الغيوم...

أستفيق ككل صبح على انغام لحن عميق شجي يتراقص بين آفاق الذكرى محيطا خاصرته بخيوط الشمس النحيلة التي يتكئ على أوتارها خريف ذاكرتي المتعبة،لتبدأ سنفونية ماض جميل رحل،كتبت حروفه على مقل الدهر الغابر يوما ما،لتسكن مخيلتي مجددا سمات تلك الليلة الباردة التي كستها نسائم الأرق لتمضي بي قدماي الى نافدة غرفتي الصغيرة أين رصدت أنظاري ما جرى على ذاك الرصيف الذيق المقابل الذي اصطفت بين خلاياه تلك البلاطات الحمراء الممزوجة بعتمة داكنة مخيفة ألقتها بين أحضانها ملامح السماء الرمادية في جنح الليل،عندما لطمت قدما ذاك الرجل الضخم المستقيمتين وجه تلك البلاطات المتراصة اللتان ترتجفان قرا و لجا،برد لم تستطع تلك السترة الصفراء الواسعة من أن تمنع تسربه الى ضلوع الرجل،الا ان هذا الجو الغاضب لم يمنعه من الخروج،و بينما كنت غارقة بين أفكاري الفضولية التي تتسكع بين شوارع الريبة التي تكاد تخنق أنفاسي،أخرج الرجل من جيبه قطعة قماش رثة تبدو منكمشة و كأن شيئا ما يملأ جوفها بعد ان التفت الرجل حوله ثم رفع حجرا و أخفى أسفله تلك القطعة ثم رحل مهرولا،ولم تمض الا دقائق قليلة حتى التقطت مسامعي ألحان تلك الأرجل الحافية المسرعة لتلوح لي صورة طفلين كستهما بعض الأسمال البالية لينحني الأول نحو ذاك الحجر في حين تقدم الآخر و حمل قطعة القماش ليفتحها و هناك أخرج منها تلك الأوراق النقدية لترتسم البهجة على أسارير وجهيهما البائسين ثم ذهبا،ليتقدم ذاك الرجل من خلف احدى الأشجار التي تحاذي رصيف الاحسان و بسمة الحنية لم تفارق فاهه حتى غادر المكان،مشهد رقصت مدامعي على مآقيه فأي قلب سكن روح هذا الرجل و أي حنان غمر أنفاسه..و صارت عيوني معتادة على رؤية المشهد



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©