عنوان الموضوع : قصة أرجو ان تعجبكم ثقافة عربية
كاتب الموضوع : khouloud
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

كانت القرية هادئةً حين قطع سكونَها صياحُ الدِّيكة معلنًابداية يوم جديد في حين ظهرت الشمس من وراء الأفق تبث شعاعهاالخافت بين ثنايا الجبال، هناك خرج الأطفال الى المروج يُسابقون الرّياح وأصواتهم الشجية تمتزج مع ثغاء الخرفان التي كانت تجيء وتروح باحثة عن الكلأ.
في أحد البيوت المنتشرة هنا وهناك ،تعيش فتاتان بهيّتا الطلعة ،مشرقتا الوجه،دائمتا الإبتسامة،أكبرهما مَيِ التي تبلغ من العمر عشر سنوات،والصغيرة ست سنوات،اختطف الموت أباهما فتركهما في كفالة والدتهما ميساء،تقاسمانها مصاعب الحياة.أمهما هي امرأة في مقتبل العمر،حلوة المعاشرة،طيبة القلب وعذبة الكلام،محبوبة بين جميع سكان القرية،تربي بضع بقرات تركها لها زوجها،فكانت تحلبها وتبيع الحليب بمساعدة ابنتيها.
المهم،كانت الأمور تسير بسلاسة تامة إلى أن جاء يوم وياله من يوم،فيه نزل جنود الحاكم وأحصنتهم تطوي الارض طيا يخطفون الاطفال ،وينهبون الخيرات وإذاحاول أحد المقاومة.....فمصيره القتل ! تلون الأفق بغبار الأرض وأخذت الأرض لونا أحمر قاتما واختلط صياح النساء والأطفال بصهيل الأحصنة وبصوت الجنود الأجش والخالي من الرحمة،و من بين الأسرى انطلق صوت مبحوح يخنقه البكاء :<<أمي!امي !لا تتركيني أرجوك>>إنهما الطفلتان مي ورنا، وصل صوتهما إلى أذني والدتهما كالصاعقة فأغمي عليها في الحال.
مرت الأيام على ميساء كالجبال الثقال يوما بعد آخر ولم تجد في عزاء أهل القرية ومساعداتهم مايواسيها فقد فقدت فلذتي كبدها ولم يعد للحياة أي طعم.
كذلك الحال في قصر الحاكم أين أصبحت مي ورنا تعملان كخادمتين. مرت السنين وكبرت الفتاتان وأمهما لاتعلم عنهما شيئا إلى أن تداولت الألسنة أن مي ورنا خادمتان في قصر الحاكم المتكبر القاسي .ابتسمت أمهما لأول مرة منذ مدة طويلة جدا ووجد الأمل طريقا لقلبها أخيرا فخطر ببالها ان تبعث شخصا من معارفها ،وبالفعل أرسلت شابا قوي البنية شهما لمساعدة ابنتيها فذهب وبعد مدة طويلة استطاع الوصول إلى القصر ولمح مي التي كانت صديقة طفولته فتعرف عليها وأخبرها بنية امها لم تستطع مي أن تتحمل ذكر اسم أمها أمامها فانفجرت باكية وكذلك فعلت رنا التي أقبلت بعد مدة غير طويلة.
استعدت الفتاتان للرحيل في سرية تامة وبعد أن أعدتا الغداء للحاكم آن وقت الرحيل وما أن خرجتا حتى انطلق جنود الملك في إثرهم فقد كان ابن الملك ناويا على الزواج بمي لما رأى من أخلاق وجمال. تمكن الجنود من القبض على الشاب بعد المطاردة،لكن مي ورنا استطاعتا الإفلات منهم والتوغل في غابة لم تكن بالبعيدة.
تأكدت الفتاتان انهما بعيدتين عن القصر ففرحتا ولم تُلقيا بالاً للمفاجآت اللاتي كن بانتظارهن ،ففي أول ليلة أكلتا قليلا من الخضر كانت معهما واستلقيتا في جوف شجرة عظيمة تسترجعان ذكرياتهما ،تذكرت مي ذلك اليوم الذي فارقت فيه أمها فاغرورقت عيناها بالدموع والتفتت إلى أختها اللتي كانت قد غطّت في نوم عميق فرأت في وجهها ملامح أمها فقد كانت تشبهها كثيرا ؛ظلت الافكار تراودها لكن التعب قد بلغ منها مبلغا كبيرا فاستسلمت للنوم وتركت القدر يُسيّرها كما كُتب .
استيقظت الفتاتان على صوت عندليب كان يغرد فوق الشجرة فتسللت النسمات إلى صدرهما وملأتهما انشراحا ،التفتت رناحولها وتفقدت المكان فظلمة الليل لم تكن لتتركهما تتمتعان بجمال خلق الله كل شيء في الغابة يبدو طبيعيا أشجار كبيرة قد تشابكت أغصانها فكونت ظلالا ظليلة (وهما مستلقيتان تحت ظل الأشجار)رأتا إلى السحب قالت مي مبتسمة:أنظري هذه تشبه الشجرة أجابت رنا:وتلك كالصوص ،بقيت الفتاتان تتمتعان بالمناظر في سكوت مهيب قطعه صوت معدة رنا فانفجرت الفتاتان ضاحكتين حتى امتلات الأرجاء بصدى صوتهما العذب وسط هذه الضحكات سمعتا وقع أقدام تقترب منهما، ارتعشتا من الخوف فاختبأتا داخل جوف الشجرةهنا




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©