عنوان الموضوع : يا زوجــــــــــــتـــي .
كاتب الموضوع : imilla
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

أكتب إليكِ وما زلت أهتف بك وأناشد الله بأحسن أسمائه أن يأتيني بكِ قريباً ..

فلا أدري أطال غيابكِ أم غيابي عنكِ أطول ..

فأنا وحيد فكري وروحي وقلبي وكل شيء لا أُصانع به الناس فهو لدي وحيد .. لكنه ناقص ! ..

ناقص دين وعقل وخلق .. ولولاكِ ما اكتمل الدين وأُصبح بعده في مصاف أهل العقول والفضل ..



أتعلمين أني لا أكتحل بنوم حتى تجول عيناي في زوايا غرفتي تتلمّس أثركِ ..

وأتّهم أنفي إذ لا يجد رائحتكِ .. وأعيب قلبي إذ لا يعرف عنكِ سوى وصف (زوجة) فأين أنتِ؟! ..

إذا سألت أمي لتبحث عنكِ قالت: هي مكتوبة في جبينكَ ! .. فأطالعه فلا أجده ! ..

فكيف أذنتِ لأمي أن تُبصر اسمكِ وحبستِ عيناي أن تتطّلعا عليه؟! ..

ففي كل مرّة أنظر فيه إلى جبيني أعيب المرآة تارة وعيناي تارة أخرى وأخشى أن يصل بي الأمر أن أتهم أمي وما تقوله ! ..



أتحبين أن أحزن فلا أجدكِ لي مواسية .. وأفرح فأفتقد فرحتك لي ..

فهذه أيام القِطاف أحصد فيها ما بذلته فحصّلت أكمل العلامات في جميع المواد لهذا المستوى ..

وأنا أنظر إليها فرحاً أجد لذّة ما يجده التاجر إذا ربح في تجارته والفارس إذا انتصر .. لكن تذكرتكِ فحزنت ! ..

فلا أنا الذي رأيت بسمتكِ .. ولا أنا الذي استغنيت عنها بالدرجات الكاملة ..

الكل يقول: ما شاء الله تبارك الله ! .. إلا أنتِ لا أسمع لكِ ركزاً ! ..


فهل أصابكِ ما يُحزنك فحرمتِ يداي أن تقبض على دموعكِ ؟! ..

أم غشاك ما يُسعدكِ فحبستِ قلبي أن يبصر سعادتكِ ..

فإن الشفاه لا تسعد بذاتها ولكن تسعد القلوب التي تخفيها الصدور ..



يا زوجتي عشت أكثر من عشرين سنة غريباً عن الناس مستوحشاً منهم ..

ففي كل مرة أكشف فيهم ما لا يعرفونه عن أنفسهم الخبيثة منها والحقيرة ..

يُتبع أحدهم بصره لينظر فيكِ .. ويسدل آخر لسانه ليطأ كلاماً يُحزنكِ ..

ويجعل أصابعه خلف أذنيه ليحس نغمتكِ ..

فهل أنتِ منهم مستوحشة أم استمرأ بصرك ليقع في أبصارهم وحلو حديثك في آذانهم ؟! ..

أعوذ بصوتكِ أن يلج آذانهم .. وعينيكِ أن تثبت في أعينهم .. وجسدكِ أن يمس أجسادهم ..

فإنكِ إن فعلتِ طابت منكِ نفسي .. وعافت فيكِ ما يُعجبها وإن كنتِ في الدين والعقل والجمال غاية ..

إن نفسي يا زوجتي عودتها أن لا ترتوي من الماء الذي خالطه القذى وإن بلغ بها العطش مبلغ الظمآن ..

وروضتها على العفة والشرف أكثر من ترويضها على الجد والاجتهاد ..

فما ينفعني أن يُلقبني الناس دكتوراً أو مهندساً أو وزيراً وهذه الألقاب تلعنني وتحطّ من قدري أكثر مما لو كنت سفيهاً أو وضيعاً ..



يا زوجتي كأني أعرف عنكِ أكثر مما أعرفه عن نفسي ..

فلا أزال أُحدِّث المنتدى وأهله عن نفسي

وأما أنتِ إذا سألتني أمي أو أختي عن أوصافكِ فأقول: لا أدري !

فلا يغرّني فيكِ لونكِ ولا جمالكِ ولا قوامكِ متى رأيتها ..

فإنما هي جواذب حيوانية يقدر لكِ لها بعض الناس ما يقدره الحيوان لجنسه ..

وأما عقلكِ وعلمكِ وأخلاقكِ فتلك التي أوردتني فيكِ المهالك .. فلا أزال بها أذكركِ .. وأتمنى لأجلها يوم الناس يُرفئك ..

فشخصكِ واسمكِ وصورتكِ دليل عليها لا دليلاً بذاتها على أنكِ زوجتي ! ..



يا زوجتي .. إني لأحزن لحزنكِ .. ففي أحايين كثيرة أحزن فجأة ويضطرب قلبي فأشكو وأحدِّث المنتدى عن نفسي أنها مضطربة ! ..

والناظر في حالي لا يجد أمارة تدفعني إلى الحزن أو تهديني إليه ..

لكن ! ..أعرف حزنكِ في مصيبة طوّقتكِ ..

وأشم رائحة دموعكِ التي تذرف من وجنتيكِ ..

وأجد حرارتها في خدّي الذي يصفعه الهواء الطلق ..

وكذلك أعرف فرحكِ ولو كنت في غاية الحزن .. فتمتد شفتاي بلا إذن مني ..

ويسعد قلبي غاية السَّعد ..

ومَن ينظر إليّ يتهمني بالجنون والتخلّف ! .. فأحزن لا لشيء يحسه الناظر إلي ..

وأفرح لا لأمر يقدر عاقل أن يبرره لي !..


فأنتِ السبب !


،،


أيتها السبب .. ألم يحن دوري بعدُ؟! ..



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©