عنوان الموضوع : المرحلة الأهم قبل ان تفكر / ي في الزواج . علاقة اسرية
كاتب الموضوع : madiha
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

هذا المقال اهديه لكل شباب المنتدى من الجنسين أرجو الفائدة
كتبه : أبـfaridـوفيصل






الزواج او الحياة الزوجية هذه الكلمة التي تجذب الشباب من الجنسين وتحرك عواطفهم وتجذب انتباههم ولربما كانت شغلهم الشاغل خصوصا لمن اقترب سنهم من هذه المرحلة االفاصلة والهامة بل انه وجدنا صغار السن يفكرون في هذه المرحلة قبل الوصول اليها وقد يكون الداعي الاكبر لهم في ذلك هو الاستقرار العاطفي قبل كل شيء فالمحيط الاجتماعي للطفل يفرض عليه التفكير بعقله الصغير والمحدود حسب سنه في الضواهر العامة والغالبة المتناقلة بكثرة والتي تطفو الى السطح لاسباب عديدة مرغما ومجبرا على تخطي مرحتله الحالية التي من المفروض يكون فيها اهتمامات بعيدة عن امور الزواج والتكفل الاسري والزوجة والابناء والمسؤوليات الكبيرة التي يتحملها كل مسؤول عن أسرة .

ولبناء حياة زوجية واسرية كما نرغب بها ان تكون فان لذلك شروطا ومعطيات وامكانيات يجب ان تتوفر للراغبين بربط مصيرهم الفردي والحر بمصير عائلة كاملة ومستقبلها تتكون من ربة اسرة واولاد وممكن يتعدى ذلك الى الابوين او الاخوة حسب الضروف التي يجد نفسه الزوج في ضلها فكثير من هم يتكفلون باوليائهم وسط اسرهم الصغيرة في منزلهم الخاص او يعيشون جماعيا في بيت الاسرة الكبير .

أولى مراحل الزواج والتي تغيب عن الكثيرين وتسبق مرحلة التفكير في زوجة المستقبل التي يوليها الكثيرون اهتماما قبل الاولى وقد يقعون في الاخطاء والمشاكل حتى قبل عقد القران بسبب القفز فوقها والاستهانة بها وهي مرحلة النضج العقلي وانا اعطيتها هذا المسمى العام لان النضج العقلي هو الاساس في تشكيل وتجميع معطيات الزواج الناجح والمريح فيما بعد للطرفين .

قد يشغل بال المقدمين على الزواج وحتى اوليائهم والمتكفلين به تحضيرات العرس وليلة الزفاف وكيف تقام واين ومن يحضر ومتى وكم سيارة وكم طاولة اكثر من انشغالهم باهم مرحلة وهي مرحلة النضج العقلي والاسري للزوج والزوجة وهل هما جاهزان فعلا لهذه المرحلة الفاصلة .

المسؤولية العائلية قبل الزواج
من النضج العقلي هو الاحساس بالمسؤولية العائلية وسط عائلته الكبيرة والنجاح في هذه التجربة الاولى التي يلاقيها الشاب مباشرة بعد خروجه من مرحلة المراهقة والحرية الفردية والدائرة المغلقة التيقد يكون كلنا قد مر بها وهي مرحلة الانفصال بالذات والشخصية عن المحيط الابوي ان صح التعبير . وتقع فيها مشاكل وعقد بين الشاب والاولياء لا تزول الا عندما ينضج عقل هذا الشاب ويندمج في المسؤولية الاسرية العامة ليكون هو القائم بجانب والده على هذه الاسرة الكبيرة يهتم باهتماماتها ويراعي مسؤوليته كرجل المستقبل الذي سيحفظ لقب عائلته ويصونها ويتكفل بانشغالاتها ويدافع عنها ويوفر لها قدر ما يستطيع نوع من الحماية والحفاظ عليها .

ان الاحساس بالمسؤولية والقيام بهذا الواجب من طرف الشاب يجعله محط اعجاب الكثيرين بدئا من داخل اسرته الى محيطه الكبير وقد يكون احدى مفاتيح التغلب على عقبة رفض طلبات الزواج اذ ان الشاب الذي تاخذ عليه صورة الاهمال والامبالاة واللامسؤولية والتهور والانحراف احيانا وتطبع في ذهن كل من يعرفه او يسأل عليه تجعل منه بعيد كل البعد عن تولي مسؤولية القيام باسرة واولاد فيما بعد فكيف لشاب ليس لديه اي علاقة او اهتمام باسرته الكبيرة ولا يظهر في حياتها وفي ما تواجهه ان يقوم برعاية عائلة ويتكفل تكفلا تاما بدئا من التكفل المادي والمعنوي والتربية والرعاية والحماية ...الى غير ذلك من المسؤوليات .

ان الشاب غيرالناضج الذي يتخطى هذه المرحلة ويجد نفسه امام زوجة وبيت ومسؤوليات كثيرة سيواجه احتمالا بالتخلي عن هذه الاسرة والتهاون في رعايتها وتبدئ مشاكل ليس لها نهاية قد تادي الى الطلاق لا قدر الله او طريق مسدود لا نعرف مخرجه الامن بحكم انن لم يكن متوقع لذلك ولم يحضر لها ولم يجرب هذه المسؤولية مع اسرته الكبيرة وكان يرى من الزواج الجانب العاطفي فقط فان الحياة الزوجية الكاملة قد تشكل له صدمة فينهار مع اول تجربة او مسؤولية . لانه غير ناضج عقليا واسريا .


الشاب الذي لديه اخت او اخوات لا يعرف طريقة التعامل معهم ومساعدتهم والتكفل بهم وحمايتهم وتلبية انشغالاتهم بل ربما يسيئ معاملتهم ولم يتقرب منهم ابدا او يعاملهم بالحسنى ثم يجد نفسه امام فتاة لها نفس الاهتمامات بالاظافة الى الاهتمامات الزوجية الخاصة فيسقط في اول الامتحان الذي لم يجربه سابقا . ولو كان مقدرا لاخواته في البيت لكان من السهل ان يقدر زوجته ويعاملها بما يعامل به اخواته من الصلب ويزيد .

الشاب الذي لا يكن اي احترام الى اقاربه ولا تربطه بهم اي صلة او تعامل ولا يادي واجب الزياة والاطلاع على احوالهم وربما اساء اليهم بالتصرف فعدم زيارة اقاربك هو في حد ذاته اسائة خاصة خاصة اذا كنت ميسور الحال وهم اقل منك من الناحية المادية هذا احساس لا يغلبه ولا يمحيه الا التقرب منهم والاحساس بمسؤوليتك كفرد من مجموعة كبيرة اوصانا الله عزوجل بربط صلة الرحم وعدم قطعها ماحيينا .
واساس الحياة الزوجية هي الصلات وتوسيع دائرة المعارف والعلاقات العائلية مع اول زيارة لاقارب الزوجة او الزوج تنكشف على حقيقتك وتبرز هذه العقدة للجميع فقد وقفنا على ازواج يمنعون زيارة الاقارب على زوجاتهم بل يقطعون كل صلة وهذا حرام قبل ان يكون قلة مسؤولية وادب وسوء اخلاق .

الشاب الذي لا يعرف من القهوة سوى ثمن فنجان في المقهى ولا يعرف من السكر سوى ما يضعه في فنجانه ولا يعرف من الخضار سوى ما يجده جاهزا في البيت للأكل ولم يجلس في طوابير لتسديد فواتير واستخراج وثائق ولم يجرب العراقيل البيروقراطية التي يواجهها ابوه او امه وربما تقبع امه طوال النهار في ادارة ما او مركز لتستخرج وثيقة او مبلغا تسد به حاجة الاسرة من المصاريف وهو يلهو في مقهى انترنت لساعات او في ملعب او يسافر بمبلغ كبير يصرفه في الملذات والملاهي غير عابئ بمسؤوليته على عائلته ووالديه واخوته الذين هم بحاجة اليه . في اول طلب لاستخراج وثيقة لزوجته او لنفسه حتى او تسديد فواتير او تلبية الطلبات اليومية قد يشكل له هذا ازعاجا ونفورا من الحياة الزوجية التي كان يحلم بها . فهذا امتحان اخر لم يعمل حسابه كما عمل حسابات للجانب العاطفي وتقدم للزواج وهو غير ناضج عقليا واسريا .

قابلت زوجا حديثا مؤخرا وهو متذمر بسبب مرض زوجته واضطراره لحملها ليلا الى المستشفى وانتم تعرفون مستشفياتنا في الجزائر وحالها . فلم استغرب تذمره وانزعاجه لانه قبل الزواج لم تكن له قطرة مسؤولية في عائلته الكبيرة وكان كل شيء يقوم به ابوه او اخوه .

كثير من الازواج بقو عالة على اوليائهم ينفقون عليهم ويحلون مشاكلهم بل ويكونون دوما في الواجهة بدل عنهم .
ام الاستقرار المادي شيء مهم ولو اننا في وقتنا الحالي نمرره باقتباسنا لمثل هذه الاقوال - الرزق على ربي - والخدمة تجي من بعد - والزوجة معلمة او طبيبة او موضفة ...... الخ .
فالشاب الذي لم يحقق اسقراره في العمل والحياة وربما لا يمتهن اي مهنة او وضيفة ويعيش عالة على والديه يصرفون عليه كل حاجياته ويفكر في تاسيس اسرة فهذا شاب واهم فالاستقرار المادي من الاستقرار العاطفي ولا تشد اركان البيت الزوجية الا اذا كان الزوج مسؤولا ومقتدرا حسب طاقته طبعا وما كتب له من رزقه في الحياة . ليس شرطا ان يكون مدير شركة او موضف عالي الرتبة او تاجر كبير او رجل اعمال فكل هذه اسباب للرزق تقسم حسب ارزاقنا في هذه الدنيا من ربي العالمين . لكن يكون الشاب حريص محب للعمل يكد ويجد يعمل بعرق جبينه يسترزق من الحلال لا من الحرام يوفر لقمة الحلال الطيبة يدخل البهجة على قلب ابويه بادخاله شيئا من جيبه الى البيت او يفط ضيقا على واالده او والدته . شاب ليس عبثيا وطائشا بل شاب يقدر العمل ويعلم ان العمل يحفظ ويصون عرضه وكرامته ولا يجعله عالة على المجتمع او يمد يده او يرتكب محرما في سبيله .

كذلك الفتاة ينطبق عليها الحال وماجاء في المقال الفتاة التي ترى في فتى الاحلام زوجها المثالي الذي ستمتطي معه الحصان الابيض وتدوس على كل ما يعكر صفوهما وتغيض به العازبات والاعداء لا بد لهذا الفارس ان يترجل ليقوم بمسؤوليات البيت ولا بد لهذه الاميرة ان تترجل وقبل ان تقوم بمسؤوليات بيتها وعيالها واسرة زوجها واسرتها عليها ان تربط هذا هذا الحصان وتقوم بتجهيز اكله فالاحصنة التي تطير وتشق البحار والغابات لا تاكل ولا تشرب لا هي ولا ابطالها لا نجدها سوى في الاحلام والمسلسلات .
هنا قد اكون نغصت على الفتيات احلامهم لكن الحقيقة هي ما تعيشيه مع هذا الشاب هذا الشاب ليس نسخة طبق الاصل لبطل المسلسل المعجبة به في الاخير هذا البطل ايضا له مسؤوليات وواجبات حتى يستطيع العيش والبقاء على قيد الحياة .

الشابة لها مسؤوليات بالموازات مع هذا الشاب لا اختلاف وقد يزيد احيانا .
فالشابة التي ترهق والدتها ووالدها ولا تكن لهم احتراما ولا تقوم بواجبها امامهم وبواجبها مع اقاربها لا تعرف من اين توقد النار الا من فمها تسيء المعاملة ولا تهتم بتفاصيل اسرتها تلهو هنا وهناك تتسيب في مسؤولياتها وترمي الحمل على امها واخواتها في الاخير سيقع كل الحمل عليها عندما تفتح بيتا جديدا وتجد نفسها امام مسؤولية تختبر فيها وتمتحن . ودائما النضج العقلي والاسري هو من ينقذ الازواج ويحسنون التصرف في احلك المواقف .

ان الانتقال من اسرة الفتاة المراعية لها والمتجاوزة عن زلاتها وتهاونها الى اسرة جديدة قد تقطن الزوجة الجديدة مع اهل الزوج حيث تقاس مشيتها وتشاهد حركاتها وتسمع همساتها وتلاحظ تصرفاتها في المواقف هذا الانتقال كثير من الفتيات تجاوزنه بامتياز ونجحو في الاختبار واخريات سقطو الى الحضيض وخابو . وهنا ياتي دور الام قبل ان يفكر اي شخص في طلبها منها الام هي المحور في تربية اولادها وبناتها . اذا كانت الام مثالية تحسن التربية والتعليم وتحضير زوجة صالحة تتحمل المسؤوليات وتكابد المحن وتواجه المصاعب بثبات فان الحياة الزوجية الناجحة والسعيدة لابنتها ستنعكس عليها كذلك وترتاح نفسيا حينما ترى ابنتها في ايدي امينة تحقق النجاح تلو النجاح تنمي عائلة مثالية سعيدة تلوح سعادتها على كلا الاسرتين اسرة الزوج واسرة الزوجة .

ان للحديث تشعبات لكن اختصر حتى لا يمل مقالي فاقول :

ايها الشاب وايتها الشابة يامن تقبلون على هذه المرحلة المفصلية ان الزواج مسؤوليات وواجبات فاحرصو على تحقيق هذه الشروط قبل التفكير في ربط مصائركم والغوص في عالم الحياة الزوجية ولا تنسو ان الجانب الاخلاقي والاسري والجانب العاطفي الشاعري خطان لا يفترقان لا يغلب جانب على الاخر فيختل ميزان الحياة الزوجية فلا افراط ولا تفريط في كلا الجانبين .

واحرصو على القيام بواجباتكم نحو اسرتكم الكبيرة مع اوليائكم واقاربكم وجيرانكم فان النجاح في تحقيق ذلك قبل التفكير في الزواج يفتح لك باب النجاح عند طلبه .

ان المسؤولية العائلية قبل الزواج تتطور وتنمو بعده ليكتسب الطرفين خبرة وتجربة مع مواقف جديدة ومتنوعة تجعل منهم ابوين حريصين على تربية ابنائهم بنفس طريقتهم فنكون قد انشئنا مجتمعا مثاليا واعيا وناضجا تكون الاسرة فيه هي الاساس ويكون الزواج وسيلة وليس هو الغاية . وننضر اليه على انه واجب قبل ان يكون حق للشاب وللشابة .

وقبل ان اختم يوجد احساس بالخوف والرهبة يحسه المقبلون على الزواج ولا يجدون تفسيرا له وقد يتراجعون او تجدهم مترددون , انه هذا بسب الاحساس بالمسؤولية المتأخر الذي هو صلب موضوعنا . فالشاب او الشابة الذي يتمتع بالمسؤولية وحريص مع اسرته واقاربه قبل الزواج وله تجربة في المسؤوليات الاسرية يكون الوطأ اخف عليه من عديم المسؤولية الذي يواجه لاول مرة مسؤولية امرأة وبيت واولاد فيما بعد .

اسعد الله ايامكم ووفقكم في اخيتيار ازواجكم وزوجاتكم - الطيبون للطيبات -



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©