عنوان الموضوع : هكذا نُربّي .. العلاقة الزوجية
كاتب الموضوع : amira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

هكذا نُربّي ..

دقّــــاتُ قلب المرء قــــائلة له
إن الحيـــــاة دقــــائق و ثوانــــــي

ما أصدق باستور حين يقول :
- خُلق الإنسان ليفكّر ومن تفكيره تعرف قيمته -
فكل عمل لا يجدي ، ما لم يسيّره العقل الحكيم ، لأن أساس التربية الحقّة يرتكز على قاعدة متينة ،
هي أن تعرف كيف تفكّر .

وقد يصعُب على الإنسان أن يستوعب هذا المبدأ في تربية نفسه ، تربية فكرية مثمرة ،
فتهذيب القــلب سهل و لو كانت تجارب الشخص بسيطة ،
لأنه خُلق ليرشد بفطرته إلى الخيـــــر و الحـــقّ و الإيمـــــان .

فكم من أمّ تجهــل مبادئ الأخلاق ، ومباحث علم النّفس ،
ومع ذلك تستطيــع بحذق و مهارة أن تجعل قلبها يفيــض بالإحساس الطيب و الوحي الجميل .
لأن في القلب نــــورا يهدي إلى الخير و اليقيـــن .
أما العقل فـلا يمكن أن تهذّبه دون صبـــٍر و عنـــاء .

إذ لا بــدّ من دراسة السّنن الطبيعية في التربية الفكرية ، وتحليلها على ضوء التجارب الصّحيحة .
وهذا عمـــــل دقيــق بالنسبة لروح الإنسان الجديد ...

- حريّـــــــة الضّميــــــر -


يعتقد الآباء أن لهم الحــق في توجيه عقول أبنائهم و تكييفها كما يشاءون ،
مستعملين في ذلك كـلّ وسيلة إرهابية كانت أو إجرامية ،
فيرث الشاب وراثة طبيعيّة جميع الاعتقادات ، وحتّى المزاعم الخرافية :

يحــب كما يحبّون ،
ويكــره كما يكرهون !

و هكذا ينشأ الولد لأبيه خاصّة ، وليس لنفسه و للحقيقة الطبيعيّة ..

و الواقع أن الطّفل إنسان له أخــلاق خاّصة و ذاتية شخصية،
لا حق لنا في انتهاكها ، مهــما كانت الأسباب .

فلا ينبغي أن نربيه كما نريد نحن ، دون مراعاة لاستعداده و طبيعته ،
فلا نحمّله كــرها على اعتناق مبادئنا و عقائدنا ،
و إنما الواجب أن نمرّنــه شيئا فشيئا على التفكير الشخصي و الاعتماد على نفسه ،
فنعلّمه ألا يؤمن بشئ إلا بعد النّظر الحصيف ، وبعد أن تتوفر لديه الحجج النّاهضة .

فلا يكون أبناؤنا صــدى يردّد أفعالنا أو طبيعة ثانية لعاداتنا ،
و إنما نريد أن ينشئوا رجالا أحــرارا ،
لهم عقول و إرادات حرّة قادرين على شــقّ طريقهم في الحياة دون أن يكونوا عبيدا لأحـــد ...

بهذا المبــدأ جــاء الإسلام ، وعلى هذا الأسلــوب كــان التبليغ ، فجعل طريق الإيمان :

في التفكيــر الحر
و
التجــرّد عن كلّ دين .


و أطلق للعقل كامل الحريــّة ، ولم يفرض عليه الاعتقاد فرضـًـا ،
بل رغّــب و حــثّ على التأمل و النظر في كل مبدأ .
وليس على الإنسان أن يؤمن إلا بما ينتهي إليه تفكيره الحــرّ النزيــه .

فالإسلام ديــن جامــع للتربية الروحية والعقلية .
وهو ليس غــذاء للقلب فحسب ، وإنما هو دستــور طبيعي للسّياسة العليا .
فقد عالــج جميع مشاكل الحياة و وصــف لها الدواء النّافع بطريقة رشيـــدة ،
تتمشّى مع طبيعة البشر و تطوّراتــها في الزّمان و المكان

من كتاب
- هكذا نربي -
للأستاذ عبد الجليل محمد المحجوب



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©