عنوان الموضوع : الحلقة المفقودة بين الازواج
كاتب الموضوع : madiha
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن


بقلم أ.د. أمل المخزومي
قررت الزوجة ان تلجأ الى المعالجة النفسية بعد ان ساءت معاملة زوجها معها .أخذت موعدا مع المعالجة النفسية ، وذهبت اليها في الموعد المحدد بينهما ، اوصلتها السكرتيرة الى غُرفة المعالِجة ودخلت وسلمت عليها . رحبت بها الدكتورة واجلستها . ثم سألتها عن حالها فأجابت باقتضاب بخير والحمد لله . وهذا هو الجواب الاعتيادي المتعارف عليه بين الناس حتى لو كانوا في أتعس الاحوال .
الدكتورة : ماهي المشكلة ؟
الزوجة : مشكلتي مع زوجي ، وأصبحت لا أتحمل كل ما يحدث بيني وبينه . إني أقوم بواجبِه على خير ِما يُرام ، وأُوفر له ولأبنائهِ كل ما يلزم ، من نظافة وترتيب وكوي ملابس واعداد طعام ، واستقبله عندما يعود ، ولكنه يثور ويغضب علي لاتفه الاسباب ، ووصل به الى إهانتي وضربي .
وعندما اكملت جملتها الاخيرة أجهشت بالبكاء . نادت الدكتورة على السكرتيرة وطلبت منها جلب كوب من الماء كي تشربه وتهدأ . وبعد أن هدأت عن البكاء . سألتها الدكتورة : هل حاولت معرفة السبب ؟ قالت : كم حاولت ولكنه لم يعطني فرصة لذلك ، ويرد علي بأني غبية ولم تفهمي ما يدور . وقد حيرتني هذه الجملة التي يكررها دائما ، فما أفهم ماذا يقصد بها .
الدكتورة : ماذا لو أرسلت بطلبه وسمعت منه ايضا عن الوضع بينكما ؟
الزوجة ـ أتمنى ذلك ربما يكون صريحا معك ، ويذكر السبب الذي يجعله يغضب مني ، مثل هذا الغضب .
الدكتورة : حسنا أعطني رقم هاتفه وغدا سابعث في طلبه . سلمت الزوجة رقم الهاتف الى الدكتورة ، وهي تتمنى ان تفلح في معرفة السبب .
الدكتورة : لدي اسئلة أخرى ارغب معرفة الجواب منك . كيف يتعامل معك ومع الاولاد في الامور الاخرى .
الزوجة : انه يوفر لنا كل شيء ولا يقصر لا معي ولا مع الاولاد فيما نحتاج من ملابس وطعام ولوازم . انه كريم معنا من هذه الناحية .
الدكتورة : كيف هي علاقتكما الجنسية ؟
الزوجة : لاغبار عليها ، وليس بيننا مشكلة من هذه الناحية . والحمد لله لنا اولاد وبنات يُشهد لأخلاقهم .
الدكتورة : هل يشرب او يتعاطى الكحول او له علاقات نسائية ؟
الزوجة : استغفر الله انه لم يقرب ذلك ابدا ، وان تربيته منذ صغره لم تسمح له بذلك . ومعروف بادبه وأخلاقه الراقية مع الاخرين .
الدكتورة : هذا مؤشر جيد . والان ما عليك الا ان تهدأي وتخففي من هذا التوتر وتتحملي الى ان نرى ماذا في داخله بعون الله .
هدأت الزوجة قليلا وتمنت من الله ان تجد الدكتورة الحل . وودعت الدكتورة على أمل ذلك .
اتصلت الدكتورة تليفونيا بالزوج ، وطلبت منه ان يأتي لمقابلتها في اليوم الثاني .
وفي اليوم الثاني وبنفس الموعد المضروب بينهما أتى وادخلته السكرتيرة على الدكتورة . دخل وسلم عليها وجلس . ومن النظرة الأولى وجدت الدكتورة بأنه يبدو رجلا محترما و واثقامن نفسه ،وبدأت تشك بما أدعت به الزوجة بانه يستعمل الضرب معها .
الدكتورة : كيف انت ؟ رد : بخير والحمد لله .
الدكتورة : لقد جائتني زوجتك وهي في حالة نفسية متوترة .
الزوج : تنهد وتنفس وتأوه ، وقال : نعم هذا صحيح . واعتدل في جلسته ، وقال : يا دكتورة ، هي امرأة جيدة من ناحية ادارتها للبيت وللاولاد ولم تقصر بشيء من هذه الناحية . ولكن لديها خصلة سيئة بحيث تزيل جميع تلك الحسنات . أنا رجلُ معروف في المنطقة وبين أصحابي واهلي وجماعتي ، وسيرتي المميزة معروفة لديهم قبل الزواج . ولكن بعد ان تزوجت بدأت أسمع اشياء عني غير حقيقية ، وجعلتني أتعجب من ذلك ، حتى عرفت ان لسان زوجتي أفسد ما كان يحمله الناس عني . انها فيديو مسجل كل واردة وشاردة في البيت تنقله الى الاخريات ، وكل واحدة منهن تضيف ما يحلو لها من إضافات سلبية على الأرجح بحيث ينعكس هذا على من أتعامل معهم . ولم استطع أن أُصلح الأمر ، ويبدو أن ذلك يحتاج الى وقت طويل .
بعد هذا السرد الطويل عرفت الدكتورة السبب الاساسي فيما يجري بينه وبين زوجته . وسألت الزوج . هل من الممكن ان نعمل لقاء لكما هنا انت وزوجتك . وتكاشفا ونحل المشكلة فيما بينكما . رحب الزوج بالفكرة . وقال عجلي يادكتورة بذلك كي نتخلص من هذا الكابوس .
الدكتورة : حسنا بنفس هذه الساعة غدا تفضل أنت وزوجتك هنا . قال الزوج : حسنا على بركة الله سنكون عندك غدا إن شاء الله .
في اليوم التالي وبنفس الموعد جاء الزوج والزوجة ودخلا على الدكتورة ، فرحبت بهما وجلسا متقابلين . وسألتهما عن حالهما . وكان الجواب كالمعتاد : الحمد لله بخير .

الدكتورة : بعد ان سمعتكما وجدت ان المشكلة الاساسية بينكما هي النقص في الحوار وعدم المصارحة بينكما . فتجرك الزوجان وعدلاجلستهما. وسألا : كيف ذلك يا دكتورة ؟ قالت : الدكتورة بعد ان التفتت الى الزوج : أولاً لو نبهتها في البداية ان لا تتحدث للناس ما يدور في البيت ، لما توسعت المشكلة . وثانياً : زوجتك بحاجة الى من تتكلم معه وانت لم توفر لها تلك الاذن التي تسمعها فلجأت لصديقاتها . والتفتت الى الزوجة وقالت : الا تعلمين بالمثل القائل ( سرك أسيرك إن بِحت به صِرت أسيرهُ ) و ( ان صار السر بين اثنين ينتشر الى الفين ) . اذن عرفنا سبب مشكلتكما . ماذا عليكما ان تفعلا في الايام القادمة . قالت الزوجة لم أعرف ان عصبية زوجي هو من إفشاء ما يحدث في البيت ، لاني لم أر سلوكه مشينا أو فيه نقص . وأحيانا أفتخر بسلوكه . قالت الدكتورة : ليس ما تقولينه يُنقل الى الآخرين حرفيا وإنما يضاف عليه ما يضاف بسبب الغيرة والحسد أحيانا . فقالت الزوجة من اليوم وعهداً برقبتي الا أنقل أيَ شيء الى الاخرين لا خيراً ولا شراً . وقال الزوج : الحمد لله وبدوري أنا ساسمع لك عندما يضيق صدرك وساسمح لك ان تفرغي ما عندك عندي . وهكذا عُرف السبب فتلاشى العجب .



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©