عنوان الموضوع : مذكرات عن حواء ( تأملات ، كيف يرى الرجل المرأة) خاص بالنساء
كاتب الموضوع : kouka
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن




معذرة لتطفلي على هذا المنتدى

هذا جزء من مذكراتي، كان موضوعها فتاة اليوم، آثرت أن أشارككم إياها ، إذ أنها تأملات في بعض جوانب المرأة، محاولا وضع وصف أو تبيان نظرة من نظرات بعض الرجال نحوها، علها تكون مفيدة لحواء هذا الزمان لكي تعرف صنفا من أصناف عقليات الرجال، ومشاعرهم تجاهها.


أرجوك أيتها القارئة أن لا تحكمي علي قبل الإضطلاع على الموضوع برمته.




... اليوم أحس بتعب كبير،حيث قال صديق لي: أنه ينوي البحث عن شريكة حياة -هو لا ينوي بل عازم-، ما أملك إلا أن أتمنى له السعادة من كل قلبي والتوفيق والهناء، فهو من أعز أصدقائي، غير أنني أخالفه رأيه هذا، وهذا هو مبدأ الحياة، لو كان كل الناس شخصا واحدا، لما كان في للحياة قيمة ومعنى، فلا معنى بذلك للحزن ولا للفرح ولا للسعادة، ولا الشقاء.
نظرتي للحياة مع فتاة، نظرة متشائمة في نظر البعض، وخاطئة في نظر الآخر، وكافر في دين الحب عند البقية، هذا هو أمري، كيف يمكنني تغيير رغبتي الداخلية، التي أحسها كل حين، كأني نصف ضاع منه شطره، كيف أتغلب على كوني في حاجة ملحة لصدر رحيب أفرغ فيه شكاتي، و أبدد في بحر عطفه أحزاني، كيف أطرد أصداء الحب من قلبي، هذا لأنني إنسان، و لربما كوني قد وصلت لمرحلة من النضج العقلي من خلال ما اكتسبت من علم و أنشأت من صداقات –وأغلبها عامة لا فائدة ترجى منها- قد صقل معرفتي ونمى حاجتي، وزاد همي ليس إلا، كي يدخل مفهوم الشريكة في حياتي، ويضمنها قاموس كلماتي، لأرغب أحيانا في الرزوح تحت أمر رغباتي ونزواتي العاطفية، و أبحث عن رائعة من روائع الجنس الآخر.
لكن حقيقة كونهم صاروا أشبه لا بل حقروا أنفسهن، وسمحوا في أعراضهم فانتهكت، وابتذلت أفكارهن فاستنسخت، وهرمت آمالهن فقيدت، حتى لم يبقى من فتاة اليوم إلا اهتمامها بجمالها –جمالها الزائل- من الخارج فنمقت وزوقت ملبسها، وغيرت ملامح وجهها، و أضفت الهشاشة على بسمتها، وتفهت أفكارها، وخضعت لأضعف جانب من شخصيتها، حتى صيرت نفسها لعبة بيد الشيطان –وإن كنا نقحمه في كل أمر إلا أنه صار يتعلم من الناس- حتى لم يبقى من المرأة إلا اسمها، وبعض مما يدل على أنوثتها، لأنها قد استعارت أفكارا فاسدة لتبني عليها صورة كاملة أو متكاملة للمرأة المثالية، فلم تستطع بذلك ردع جانبها المظلم من السيطرة عليها، ليصيرها أمة لبذيء قراراتها، ونظرا لضعفها الجبلي و عاطفتها المرنة التي لطالما صورتها كتب الرومانسيين على أنها عاطفة ملاك من جنة الخلد، هي في الحقيقة عاطفة مزيفة كل الزيف، شأنها شأن أي عاطفة في الوجود، تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب، لأن العاطفة هي انعكاس لأخلاق الفرد وما يضمره للآخرين من خير وشر.
وللأسف المرأة وإن كنت لا أبرئها من كونها قادرة كل القدرة على تحويل ضعفها المنسوب خطأ لها إلى قوة هائلة عظيمة يقدرها كل رجل، وتحترمها كل امرأة، ولربما صارت منهجا جادا في الحياة، بتمسكها بقوة وبحزم شديدين بأنوثتها التي تلين أمامها الصعاب، ويكفيها فخرا أنها منتهى شكاة الرجال، وعليها أن تعلم كل العلم أن هذا لا يبرئ الرجال من الخبث والاستذءاب، عليها أن تكون حذرة حذرا شديدا في اختياراتها –مما لا يمنعها من تكوين صداقة مع الرجال، لكن الصداقة بين الجنسين لا يمكن معاملتها كصداقة من جنس واحد، لا يمكنها أن تتمادى كثيرا في توسيع نطاق صداقتها معهم، يتوجب على صداقة من هذا النوع أن تتسم بالحدود والانضباط والأخلاق والاحترام الشديد، هذا من الواضح للعيان كونها لا تستطيع أن تسيير صداقة مع واحد من الرجال بنفس التساهل و العفوية التي تكون مع واحدة من أقرانها، كي تحافظ على القدر اللازم من الانضباط والتحفظ من طرف الرجل، وإلا سوف يتمادى لمجرد شعوره أنها لا تعطي معنى ولا قيمة لشخصيتها، مما يجعل منها لقمة سائغة على مائدة اللئام، وسوف لن تندم وحسب بل ستخفي ندمها وتنكره إلى أن يحين الوقت المناسب حين تخسر كل شيء، ولا يبقى لها سوى الاعتراف مخلصا إياها من تأنيب الضمير- وهنا يلزمها أن تنسى عاطفتها تماما –وإن كان هذا من المستحيلات- فهي تملك من القوة ما يمكنها من فعل ذلك، تنقصها بعض الثقة وحسب.
عليها أن تحب بعقلها قبل قلبها، لأن القلب محب لشتى أنواع الجمال دائما كان أو فنيا، مما يدعوها للتحلي ببصيرة خارقة تميز الكاذب من الصادق.
ومن منابع القوة أيضا في داخل هذا الكيان المشهود، أنها قد خلقت مع لمسة خفية لازمة لها البعض يعرفن كيف يظهرنها و الأخريات قد دفنها –هذا لا يعني أن تكون محط أنظار كي تبدو عليها- وأما ما يزيد الأمر سوءا هو أن تجعل المرأة من نفسها صرحا خالدا فتمجد نفسها على أنها كيان غاية في الروعة لا تشوبه شائبة، مما يزيد من غرورها ليؤدي بها إلى حتفها في غفلة تامة، جارا عليها وعلى أقرانها الويلات، لتقع من جديد ضحية للعبة الذئاب.
والمرأة كونها بشرا، لها روح ويحكمها قدر وعليها تكاليف فعليها أن ترعى جانب الحياء والدين –أيا كان ليس هناك دين يبيح عرض امرأة وإن كان من وهم الإنسان وهذا الأخير يرفضه إلا ما إذا بني على الأهواء وليس المنطق- فلا تطلق العنان لفعل ما تحب والحصول على الذي ترغبه، في الوقت المناسب والغير مناسب.
وحتى لا تخفى عليها دقائق الأمور احتواء البرية على نظراء لها من الرجال لا تغويهم المظاهر بقدر ما تفتنهم السرائر، حتى إن كان الرجل محبا للجمال في طبعه –أوجل طباعه- غير أن المعتدل من الرجال أميل لذات السريرة الحسنة الصادقة و المخلصة مما يستثني احتمال رفض الرجل للمرأة –مخلصا إياها من خوفها معززا قوتها-.
فضلا عن كل ما قيل في موضوع الأنوثة و العاطفة الأنثوية من خلال تجارب ونظريات،تبقى حقيقتها مرتبطة بها دائما، شأنها شأن الرجل في ذلك فيها من الشر بالقدر ذاته الموجود عند الرجل –إلا أنها أذكى وأدرى بطرق الاستدراك أفضل منه- كي لا يستثنيها من دائرة اتهام لطالما كان المدعى عليه هو الرجل في أغلب الأحيان إن لم يكن جلها.





فإن وضعت نظرية في شر المرأة وأصل عليها أصل وصارت مطبقة في الحياة، فهذا يعني أن بوادر الفناء قد بدأت بالظهور، آتية سلفا على أفضل ما فيها تاركة إياه عصفا مأكولا، ومهما ستفعل أو تصحح فلن يغير من ذلك شيئا –وللأسف أرى بوادره من حولي-، طبعا هي ليست منزهة عن الخطأ، لكن خطأها أجل من خطأ الرجال –من تبعات ربط كمال العاطفة بها- (خطأ العواطف)، لتنزل منزلة السلعة يساوم عليها الذئب والثعلب.
أما من منظوري الخاص ومن استقراءاتي العميقة في خلجات أيامي، رأيت أنه لا فائدة ترجى من امرأة هذا الزمان إذ أنها صارت دمية –ليس كل النساء، أكيد- تحركها الأهواء والملذات، حتى غابت الصورة البراقة لفتاة الأحلام –المرأة ذات الكمال الإيجابي من كل نواحيها العقلية و العاطفية- فأغلب فتيات زماني قد غلبت على أحكامهن نظرة احتقار لأنفسهن، تجدهن قد صرفن زبدة أعمارهن سعيا وراء الجمال الفاني –وإن كنت أرى إن الجمال ارتبط بالمرأة أكثر منه بالرجل فلا عيب أن تهتم المرأة بجمالها، بل إنها لن تعد امرأة كاملة الجوانب إلى حد القبول إن لم تهتم بجمالها، ولكن ليس على حساب مبادئها و أفكارها- أن تدع سفاسف الأمور و تبدو على حقيقتها، أن لا تفعل إلا ما يرضيها وما تحبه بشرط أن لا يتعارض مع مبادئ عقيدتها –أيا كان ما تدين به – و تترك التنطع والتشبه ومخالفة قواعد حياتها، كأن تنسب ما يريده غيرها من بنات جنسها لها، أو تحب تقليدا لا قناعة، لتصبح بهذا وقطعا وبلا أدنى شك عبدة لهواها – ولن يعتقها الهوى إن تملكها حتى وإن افتدت بأغلى ما تملك-.
لست أريد من المرأة أو في المرأة خضوعا إلى حد العبودية للرجل، لأنه ليس إلاه يعبد ولا حتى حكما ينفذ.
وما أحب في المرأة –التي أعتقد أنها مثالية- هو أن لا تسعى وراء تلبية كل ما يمليه عليها هواها، لتحكم وتنفذ بأمره.
لو تجرب المرأة أن تجعل بينها وبين الرجل حدودا تعدها مقدسة، لاستعادت بذلك ثقة الرجل –ليس أيا كان، عليها الحكم في طيبة أو شر الرجل قبل الخوض في غمار أي سباق معه- كونها جوهرة تستحق أن تحفظ على عكس إبدائها لضعف و استسلام، ليجعل منها معتوهة، ولاستطاعت بذلك أن تربي الرجل على الصدق و الوفاء والتقدير التام وعظيم الاحترام –فيرقب تصرفاته أيا كان موقفه كي يردعه إخلاصه و احتقاره لنفسه، ليرى أنه من القبيح المشين أن يكذب في مشاعره، متحولا إلى أكمل رجل- فأين أنت يا كاملة النساء.
واضطرني فساد الطبائع و انحلال الأخلاق من حولي إلى قول أن أفضل ما في الوجود أن يبقى المرء وحيدا، محاولا تصحيح أخطائي، والسعي للكمال في تصرفاتي، على أن أقرن حياتي وأشاركها مع امرأة قد تزيل أحسن ما في شخصيتي، وتذهب بصدقي أدراج الرياح وأن تكسيني خنوعا وانصياعا لأتفه الأمور، وتجلب لي ألوان الأحزان إلى عرين سعادتي، متحولة من كونها المعين على الحياة، والراقية بها إلى فضاء الفضيلة، كي نجمع أحسن ما في كلينا لنهم من حولنا، إلى هادمة راحتي، ومشتت سكينتي، مبددة حبي لها، وعظيم امتناني لعواطفها، وتكون هي أعظم مشكلة قد أواجهها يوما في حياتي.
هذا ما يفسر نظرتي المتشائمة حول امرأة اليوم لأني لم أعش قبلا، أو سأعيش بعد موتي لأعرف كيف كانت نساء الأولين، أو كيف ستكون نساء من بعدي –ليس كل النساء- .
أما ارتباط كلمة الحب دوما وأبدا بوجود امرأة بين فصوله، إن لم يؤثر هذا فيها –بحقيقته أرقى ما شعر به إنسان يوما- فلن يؤثر فيها شيء، بل ستدنس اسم الحب قاطعة بذلك أي أمل في الحياة...







Sorry
for
annoying





h²



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©