عنوان الموضوع : عيشي لغيرك دينك يا امرأة
كاتب الموضوع : chahinez
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

كثيرا ما أعجب من حال الغرب عندما أرى الجفاء في التعاملات بينهم ...حتى وصل الجفاء بين الأباء والأبناء,
فالإبن بمجرد بلوغه سن السادسة عشر _ أقل أو أكثر قليلا _ يترك منزل والديه ويبدأ في حياة مستقلة تماما .....فلا يلقي بالا بوالديه ...ولا الوالدين يهتمان به ....بل كل منهم في حياته ....بل وقد يصل الأمر أن يقابل الإبن أبيه في أحد المطاعم أو السوبر ماركت فيصرف كل منهما نظره عن الآخر ...وكأنهما غريبان لا يعرف أحدهما الآخر .
وعندما تأملت في هذا الأمر وجدت أن السبب الرئيسي هو تفكيرهم المادي ....هذا الشخص لن ينفعني بشيء فلماذا أحسن إليه !!؟؟؟
نعم يا غاليات هذه نظرتهم للحياة ...مجرد مصالح
الكل يبحث عن مصلحته ومكسبه ,,,,,ويفكرون هل مساعدتي لهذا الشخص وتقربي إليه ستجلب على منفعه أم لا ؟؟؟؟ يعني كما يقولون (( يحسبونها بالورقة والقلم )).
ووجدت أننا _ نحن المسلمون _ نختلف كثيرا عنهم في هذا الأمر لماذا ؟؟؟ لأن الله عزوجل قد أمرنا بالإحسان إلى الخلق ....سواء جلب هذاالإحسان لنا نفعا أو لم يجلب ...فنحن إنما نعامل الله عزوجل ولا نرجوا الإجر إلا منه سبحانه .


فهذا ديننا وهذا إسلامنا.... وقد مدح الله عز وجل المحسنين في كتابه أكثر من مرة فقال تعالى { إن الله لا يضيع أجر المحسنين} - وأحسنوا إن الله يحب المحسنين - فالله عزوجل جعل من أسباب محبته الإحسان إلى خلقه والقيام على شئونهم ومساعدتهم ...وأول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم، يجنون ثمراتِه عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم؛ فيجدون الانشراح والسكينة والطمأنينة.وآجلا برضا الله عزوجل عنهم وإحسانه إليهم في الآخرة ....
وقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسة فكان هو المحسن الأول قال صلى الله عليه وسلم - لئن أمشي مع أخي في حاجة حتى أثبتها له ..أحب إلى من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا .......
وقال أيضا :- من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته .- ..فقد كان يمشي في الطريق فتلقاه الجارية وتقول له : لي إليك حاجة , فيقف معها حتى يسمع حاجتها وربمل ي1هب معها إلى سيدها ليقضيها له .

هكذا كان فكان رحميا رقيقا بالمسلمين ....عطوع عليهم داعيا لهم بالمغفرة والرحمة ....
وكان هذه الصفة من أهم صفاته كداعية ناجح ...قال تعالى - ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حوالك -
فبإحسانك إلى الخلق وقيامك على حاجتهم وشئونهم _ بقدر ما تستطيعين _ تأسرين قلوبهم وعقولهم ...ووقتها تكون الدعوة أسهل كثيرا ...فتجدي آذانا مصغية وقلوبا محبة ملتفتة بالكلية لما تقولين أو تفعلين .

فإذا أردت الدعوة اختاه فبادري بالإحسان إلى من تدعينهم أولا لتفتحي أبواب قلوبهم _ فالإنسان مجبول على حب من أحسن إليه _ وهذا سيختصر الكثير والكثير من المجهود وستحصدين ثمار دعوتك أمام عينيك
نسأل الله أن يرزقنا وإياكن شرف الدعوة إليه




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©