عنوان الموضوع : افتقاركٍ سر إفتخاركٍ-مشاركة في فعاليات رمضآن حواء اللمة -2015- للمرأة
كاتب الموضوع : chichaki
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن







افتقـاركِ .. سرُ افتخـاركِ ..


كلما استشعرتِ حقيقةَ افتقاركِ إلى اللهِ سبحانه ، وشدةَ حاجتكِ إليهِ ،،

شعوراً يملأُ عليكِ حنايا قلبكِ ، ويصبح هاجساً يشغلك في كل أوقاتك ، وحيثما كنتِ ..

فهناكَ تنهلّ على قلبكِ شوارقُ أنوارٍ تحسينها إحساساً واضحاً لا لبسَ فيه ..

ولذا قالوا :

من أرادَ أن يغمرَ اللهُ قلبهُ بألوانِ العطاءِ ، فليتحققْ بالافتقار التام بين يدي الله سبحانه ..

فإنما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكين ..فافهمي ..!!
وقالوا :

من أرادَ ورودَ المواهبَ إليهِ .. فليحققِ الفقرَ والحاجةَ لديهِ ..
وفي الأثر الإلهي يقولُ الرب جل جلاله : أنا عند المنكسرة قلوبهم ..

وهو معنى عجيبٌ يلهبُ القلبَ الحيّ ويزلزله ، ليبقى في حالة انكسار مستمرٍ ،

ما دام هذا الانكسار ثمرته : أن يكون اللهُ جلّ في علاه قريبا منه ، حبيبا إليه ، لطيفاً به ..!!

وهناكَ معنى خفي عجيب آخر ..هذا المعنى يكمن في الحقيقة التالية :

كلما حققتَ افتقاركَ لله سبحانه ،، أغناكَ الله سبحانه من واسع كرمه ..!!

وكلما تحققتَ بروحِ الذلِ بينَ يديه ، ملأ قلبكَ بشعورِ العزةِ على الدنيا كلها وأهلها..!!
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) ..

وللهِ در القائل : ... وأستعلي بإيماني على الدنيا وما فيها ..!!

هذه العزة إنما تتجلى بوضوح في كلّ قلبٍ ، استطاع صاحبه أن يذللـه بين يدي الله .


وعلى قدر قوة افتقاركَ وذلّك له سبحانه ، تكونُ قوةُ شعورك بهذه العزة ، المتكسبة من الله جل في علاه ..

وشيء آخر يُضاف إلى كل ما تقدم ..

اعلمي رحمكِ الله ، وبارك الله فيكِ ..

أن الافتقارَ إلى الله في جوهرهِ ، إنما هو تحقيقٌ لروحِ العبودية لله سبحانه ،

وهل يريدُ الله منكِ ، إلا أن تتحققَ بمعانيَ العبوديةِ بين يديه في كل أوقاتكِ ..؟!!

وكلما كنتِ متحققة بعبودتكِ لهُ سبحانه ، على الوجه الذي يريد :

كانَ لكِ ، ومعكِ . حافظاً ومؤيداً ونصيرا ومعيناً ..
( قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) ..

( قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ ) ..

( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُم )

( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ..
والآيات كثيرة في كتاب الله ..

إنما يربيكِ الله سبحانه بها ، على هذا المعنى وأمثاله :

لتملأ قلبكِ ثقةً ويقيناً وإشراقاً وأنتِ تواجهين طوفانَ فتنِ الحياةِ من حولكِ ..!!

ثم ... وهذه لطيفةٌ أرجو أن لا تفوتكِ ، فاقرئي وتأملي هذا المعنى :

لأن السجودَ أجلى مظهرٍ للافتقارِ بين يدي الله عز وجل :

فإنكِ في لحظةِ السجودِ تكونُ أقربَ ما تكونين من الله سبحانه .. فافهمي ..

في الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

- أقرب ما يكونُ العبدُ من ربه وهو ساجدٌ ، فأكثروا الدعاء- .. رواه مسلم
و في هذا تهييجٌ لنا لنكثرَ من السجود بين يدي الله ، لنكون في أكثر أوقاتنا في مقام قربٍ منه سبحانه ..!

بل في هذا تعليم لنا أن نكونَ في حالة سجودٍ دائمٍ بين يدي الله ، لنكونَ في حالة قربٍ

من الله مستمر .. ومن كان مع الله في كل أنفاسه ، فلن يضيعهُ ، ولن يخيبه ..

سئل أحد العارفين : أيسجدُ القلب ؟

قال : نعم ،، سجدة لا يرفعُ رأسه منها أبداً ..!!

ولذا قالوا : من فهمَ سرّ السجود ، وذاقَ قلبهُ حلاوة الأنس فيه :

سحبَ هذا الافتقار الذي تحققَ به في سجودهِ ، وذاقَ حلاوته ، سحبهُ على بقية حياتهِ ، ليبقى في حالةِ قربٍ من ربه في ليله ونهاره ، وبهذا تهبّ على قلبه نسائمُ سماويةٌ ، ونفحاتٌ ربانية حيثما كان .

ومثل هذا الإنسان يصبحُ ويمسي وهو متميزٌ بلا شك .. أعني يصبحُ مباركاً أينما كان .

فاجهدْ جهدكَ لتتحققَ بفقركَ التام بين يدي الله ، على كل حالٍ تكونُ فيها ،

فمن تحقق بالافتقار إليهِ سبحانه ، أغناهُ الله بغير مال .. وأعزهُ الله بغير جاه ..

وهل هذا قليل ..؟!!

ولقد كان بعض الصالحين يكثر أنْ يقول في مناجاته :

اللهم أغننا بالافتقار إليك ، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك ..

فالافتقار إليكَ وحدكَ ، هو عينُ الغنى بكَ .. والاستغناء عنكَ موتٌ محقق.. !!

ختاماً ..

تتمةً للفائدة :

أذكّر نفسي وإياكِ بحديثٍ أرجو أن تزيدينه تأملا ، جمعا بينه وبين الحديث السابق ، لعل قلبكِ ينشطُ في همةٍ إلى الله سبحانه رغبةً ورهبةً .. وشوقاً وأملا ..

سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعة رضي الله عنه : سلني أعطك ..

فقال ربيعة ( وانظري إلى همةِ هذا الإنسانِ المتألق ) قال :

أسألكَ مرافقتك في الجنة .. !!

فقال رسول الله صلى الله علية و سلم : أو غير ذلك يا ربيعة ..

قال : لا و الذي بعثك بالحق لا أريد غيرها ..

قال صلى الله عليه وسلم : - فأعني على نفسك بكثرةِ السجود...-
فعليكِ إذن بكثرة السجود بين يدي الله .. مستشعرة تلك المعاني التي مرت بنا .. وغيرها ..

كذلكَ لا يفوتكِ أن تستشعرين المعاني الرائعة في الحديثين التاليين _ وأنتِ في لحظة السجود _

لعل أبوابَ السماءِ تتفتحُ لكِ ، وحقائقَ الحياةِ تتجلى لبصيرتكِ ، وآفاق الدنيا تنكشف لقلبكِ ..!!

قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

- عليكَ بكثرةِ السجودِ ، فإنك لن تسجدَ لله سجدة إلا رفعك اللَّه بها درجةً ، وحطّ عنك بها خطيئة -.. رواه مُسْلِمٌ.

والحديث الثاني :

عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فيما يرويه عن ربه عَزَّ وَجَلَّ قال:

- إذا تقرّب العبدُ إليّ شبراً ، تقرّبتُ إليه ذراعا ، وإذا تقرّب إليّ ذراعاً ، تقرّبتُ منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة .- رواه الْبُخَارِيُّ.

وعلى قدر همتكِ في التشمير ، تكونُ قوة التنوير ..!!
( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) ..

وبالله التوفيق ..







©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©