عنوان الموضوع : همسة في أذن شاب ... قضية رجالية
كاتب الموضوع : chichaki
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن



إنّ المتتبع لأحوال شباب المسلمين اليوم يرى العجب العجاب من المظاهر التي يندى لها الجبين و يتفطّر منها القلب كمدا و حزنا على من تذهب زهرات أعمارهم في إتباع الشهوات و تلبية حاجيات النفس الأمّارة بالسوء
و اقتراف كل ألوان المنكرات, و لكن الأمل في الله تعالى بعودتهم إلى طريق الرشد و الصلاح كبير, فالخير لا ينقطع من أمة خير الهدى عليه الصّلاة و السّلام و سيظّل إلى أن يرث الله الأرض و من عليها
نتحدث فيها عن مشاكل الشباب الأخلاقية و الاجتماعية و النفسية و غيرها, و ما يترتب عنها من أضرار ثم نقوم بوصف العلاج و ما يمكن أن يفعله الشاب ليتفادى كل ذلك, سائلين المولى تعالى أن يرزقنا الإخلاص و التوفيق و السداد و أن يلهمكم حسن المتابعة و الاستفادة كي يعمّ الخير على الجميع.

عبث الشباب

من الشباب من يعيش حياته يعبث بوقته, و بأوقات الآخرين .. يوقظهم من نومهم .. أو يُدِبّ الرعب في قلوبهم .. أو يتلاعب بأفئدتهم و أعراضهم!!
فمنهم من يقضي وقته ممسكا بجهاز الهاتف النقال أو بالجوال
( الخلوي ) يتصل بلا هدف .. لا غاية له إلا اللهو و اللعب و إضاعة الوقت .. أو تصيّد البنات!!..
و بعض الشباب يجد متعة في الاتصال العشوائي بالهاتف .. فيخرج له على الخط رجل أو امرأة .. ربما يتحدّث إلى أحدهم .. أو يكتفي بإزعاجهم!!..
قد يغازل فتاة أو يتحرّش بامرأة آمنة مطمئنة في بيتها, و هو يضن أنّه يتسلّى مع الآخرين!.
يقتل وقته الضائع في العبث بأعراض النّاس .. و ربما يتلذّذ أكثر فأكثر بسماع شتائم الآخرين تنهال عليه في كل مكالمة!!..
أسألكم بربكم: أهكذا يكون الشباب؟!.
أهكذا تقضى الأوقات؟!.
ألمثل هذا خلقتم يا شباب الإسلام؟!.
و من الشباب من يلتفت عند إشارة المرور الحمراء يمنة و يسرة .. ثم يطلق لسيارته العنان و هو يهزّ ر؟أسه فرحا بهذا الانتصار .. و تجاوز الإشارة الحمراء و كأنّه دخل القدس محررا!!.
تذكّر أنّ من يتجاوز الإشارة الحمراء يُستحقر فعله .. تلاحقه الأعين باشمئزاز .. بل ربما يدعوا عليه البعض بأن يصيبه مكروه!!.
و من الشباب من يقضي وقته في العبث بالسيارات .. في ( التفحيط ) و المراوغات بسرعة جنونية على الطرقات .. ينتقل كالبرق من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين , أو يسابق صديقه في الشوارع داخل المدينة! و يحسب أنّه بذلك ينال إعجاب المعجبين .. و تصفيق المشاهدين .. لا و الله .. ليست هذه برجولة الشباب, و لا بعمل المطيعين لربّهم .. أليست نهاية الكثير من هؤلاء المشافي أو القبور؟!.. ألا ينتهي الكثير منهم بالشلل أو السبات
و الكسور؟!.
أيحبّ أحدكم أن يقضي السنوات الطوال في المشافي و المصحات؟!.. أم يحرم والديه من فلذة كبدهما و مهجة القلب و الفؤاد؟!..
عفا الله كل شباب المسلمين الصالحين و هدى الله منهم الطالحين.
و من الشباب من يلتفت عند إشارة المرور إلى من حوله من السيارات .. يتفقّد من بداخلها .. و ينظر إلى من فيها من الفتيات!!.

و من الشباب من تمرّ أمامه فتاة مسلمة لم يظهر منها شيء .. و لكنّه يتبعها بنظراته .. و يحملق بخطواتها و حركاتها حتّى تختفي من أمامه!!.
يقول الحسن بن علي رضي الله عنهما – إسمعوا يا شباب الأمة ماذا يقول أحد سيدا شباب أهل الجنة من تربى في بيت النبوة - يقول: - ما ضربت ببصري .. و لا نطقت بلساني .. و لا بطشت بيدي .. و لا نهضت على قدمي .. حتّى أنظر أَعَلى طاعة أم على معصية؟! فإذا كانت طاعة تقدّمت .. و إن كانت معصية تأخّرت -.

مرّ أحد السلف بشباب يلعبون .. فإذا به يرى شابا ينظر إليهم و يبكي بكاء شديدا .. فقال له: أتريد أن أشتري لك كالذي عندهم؟ فقال هذا الشباب: ما لهذا أبكي .. إنّما أبكي أنّ هؤلاء يفعلون غير ما خلقوا له!!.. أو لم يسمعوا قول الله تعالى موبّخا أهل النّار: ( أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا و أنّكم إلينا لا ترجعون )

فهذه هي بعض أحوال شباب الإسلام اليوم و للأسف الشديد و لنا مع ما تبقى من حديث عودة

تقبلوا منّي أسمى و أرقى عبارات التقدير و الاحترام من أختكم في الله ساجدة .



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©