عنوان الموضوع : صرخة رجل مبتلي ))) قضايا واهتمامات الرجل
كاتب الموضوع : admin
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

إذا ابتلاك الخالق بحب امرأة من هذا العصر،فلا تظهر لها من ذلك الحب إلا القشور ، ولا تسترسل أمامها في الحديث عن قيم الوفاء والشرف والتضحية وبناء المستقبل،لأنها سرعان ما تنفر منك ، وتسأم من التواصل معك، وقد تعتبرك في أحسن الأحوال،كائنا خرافيا غريبا، سقط على رأسها من صهوات الماضي السحيق.
فلا تجهد نفسك في إرضائها بمثل هذه الطرق العتيقة، فإنها لن ترضى مهما ابتدعت من سبل الرضا والإحسان، ولو أنزلت عليها مائدة من السماء، أو أخرجت لها يدك من جيبك بيضاء من غير سوء،ولا تهدر طاقتك في التردد و التودد لإسعادها،فإنها لن تأخذ الأمر مأخذ الجد، مهما بسطت لها من وسائل الإقناع والمحاججة..
أما إذا أخلصت لها،وتجرأت على تحويل هذا الحب، من عالم الخيال إلى عالم الحقيقة،فانك تحكم على نفسك بالبلاهة والغباء،وتصغر في عينها فلا تكبر أبدا..
أما إذا حدثتك نفسك، أن تدعوها لزيارة معرض للكتاب، فانك تدق أول مسمار في نعش هذه العلاقة .
أما إذا تماديت أكثر، وقررت أن تكتب فيها قصيدة شعرية، فأنك تعطيها الحق القانوني، في أن تطلب لك الإسعاف فورا، لنقلك إلى أقرب مصحة عقلية..
إن الحب في منطق أمثال هذه المرأة،كلمة بدائية جدا، انقرضت منذ زمن بعيد، مثلما انقرضت كل الكلمات الجميلة،واختفت نهائيا من التداول في لغة هذا العصر،وأصبح التعامل بها ضربا من السخرية الباردة، فلا تذبح مشاعرك البريئة، قربانا لآلهة الهامبورغر والفون دو تان والأظافر الاصطناعية،فانك لن تجني إلا الآلام والحسرات...
فان كان الابتلاء شديدا،ولم يعد في وسعك التراجع عن هذا الحب، فما عليك إلا الرضوخ لمنطق هذا العصر، والقبول بدفتر شروطه ، بحيث تكون على استعداد للتنازل الطوعي عن تلك المصطلحات والتعابير القديمة، وتلك العادات والقيم البالية، فحين يخطر ببالك مثلا، أن تهديها وردة أو كتابا أو قصيدة شعرية، أوتطلب منها أن تشاركك الاستماع لأغنية من أغاني كاظم الساهر أو درة بشير أو بارزوتي أو لارا فابيون،،فالتمس لها علبة سجائر مارلبورو لايت، وقطعة بيتزا بالفواكه البحرية وزجاجة كوكاكولا،فإنها ستحترمك أكثر وستحبك إلى حد الانهيار...

وإذا رأيتها تبكي أو تتألم، فلا تحاول أن تكفكف دموعها وتواسي جراحها، فإنها سرعان ما تصحو من فورة البكاء،لتنقلب ضدك دون سابق إنذار،وقد تتهم رجولتك،وتصفك بأشنع الصفات والنعوت، فالأجدى بك في هذا المقام، أن تتجاهل حزنها ببرودة أعصاب، وتواصل تدخين سيجارتك ،أو تختلق مكالمة مع صديق مهم عبر هاتفك الجوال...وسوف تلمس تطورا كبيرا في نظرتها إليك، وتكتشف فجأة كم أنت مهم في حياتها...
لقد أصبحت أسمال الشياطين في سوق النساء،أكثر رواجا من أردية الملائكة، ولم يعد لهذا الحب الذي تتوهمه معها، مكان إلا في الأساطير والخرافات، و كتب التاريخ البشري القديم.
إن المسؤولية في هذه الكوارث التي أصابت قيمنا في مقتل، تقع على عاتق الرجال قبل النساء،لأن الرجل هو من أخرج المرأة من خدور الشرف والحياء والأنوثة، إلى معارض العري والسفور، وشوارع الرذيلة والتفاهة والضياع...بدعوى التحرر والتحضر ومواكبة العصر،وعليه أن يحصد اليوم، ثمار ما زرعته يداه، وليس من حقه على الإطلاق، أن يقيم لها المحاكمات الصورية، بعد أن رفضت العودة إلى أكناف القيم ، بل عليه أن ينصب تلك المحاكم لنفسه، ويسلط عليها أقسى العقوبات،قبل أن يضع المرأة في قفص الاتهام..
فما عليك إذن، وأنت ترفض الاعتراف بالمسؤولية في هذا الجرم، إلا الخضوع التام، لقوانين هذا العصر الذي صنعته بمحض إرادتك، وتكف عن لعب دور الضحية أمام محكمة الضمير، فالمرأة اليوم قد تحررت من كل القيود ، وتجردت من كل المسوح ، وتخلصت من صورتها القديمة، وليس في وسعك أن تغير شيئا في هذا الوضع المقلوب،سواء باسم الحب...أو تحت أي اسم آخر،ما دمت تصر على التنصل من كل الأخطاء والخطايا



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©