عنوان الموضوع : سرطانُ عنق الرَّحِم صحة المرأة
كاتب الموضوع : مريم
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن





















عنقُ الرَّحِم هو الجزءُ الأسفل من الرَّحِم. والرَّحِم هو المكان الذي ينمو فيه الجنينُ خلال الحمل. يحدث سرطانُ عنق الرَّحِم بسبب أنواع متعدِّدة من الفيروسات التي تُدعى باسم فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري (HPV). وينتقل هذا الفيروسُ من خلال الاتصال الجنسي. إنَّ أجسام معظم النساء قادرةٌ على محاربة عدوى فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري. لكنَّ الفيروسَ يمكن أن يؤدِّي إلى السَّرطان في بعض الحالات. وتكون المرأةُ أكثرَ تعرُّضاً لهذا الخطر إذا كانت مدخِّنة، وإذا كان قد أنجبت الكثير من الأطفال، وكذلك إذا كانت تستخدم أقراصَ منع الحمل لفترة طويلة، أو كانت لديها عدوى الإيدز. قد لا تظهر أيَّةُ أعراض لسرطان عنق الرَّحِم في البداية. أمَّا فيما بعد، فقد تشعر المريضةُ بألمٍ في الحوض أو بنزفٍ مَهبِلي. ويقتضي الأمرُ عدَّةَ سنوات في العادة حتى تتحوَّلَ الخلايا الطبيعية في عنق الرَّحِم إلى خلايا سرطانية. يستطيع الطبيبُ اكتشافَ الخلايا الشاذَّة من خلال إجراء فحص أو لطاخة بابا نيكولاو، أي من خلال فحص الخلايا المأخوذة من عنق الرَّحِم تحت المجهر. وعن طريق إجراء اختبار بابا نيكولاو على نحوٍ متكرِّر، إضافةً إلى فحوص الحوض، تستطيع المرأةُ اكتشافَ ومعالجة الخلايا المتغيِّرة قبلَ أن تتحوَّلَ إلى خلايا سرطانية. هناك لقاحٌ للفتيات والنساء الشابات للحماية من الأنواع الأربعة من فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري الذي يسبِّب معظمَ حالات سرطان عنق الرَّحِم.
مقدِّمة

سرطانُ عنق الرَّحِم نوعٌ شائعٌ جداً من أنواع السرطان. ويجري في مختلف أنحاء العالم تشخيصُ نحو نصف مليون إصابة بهذا السرطان في كلِّ عام. إنَّ الوقايةَ من معظم حالات سرطان عنق الرَّحِم أمرٌ ممكن من خلال إجراء فحص بابا نيكولاو على نحوٍ منتظم. ويستطيع هذا الفحصُ اكتشافَ الخلايا الشاذَّة التي يمكن أن تتطوَّرَ إلى خلايا سرطانية إذا لم تجرِ إزالتُها. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهمٍ أفضل لسرطان عنق الرَّحِم وللخيارات المتوفِّرة من أجل معالجته.
عنقُ الرَّحِم


عنقُ الرَّحِم جزءٌ من الجهاز الإنجابي لدى المرأة. ويتألَّف الجهازُ الإنجابيُّ من الأعضاء التي تساهم في عملية إنتاج المواليد الجدد. تقع الأعضاءُ الإنجابية الأنثوية في منطقة الحوض بين المثانة والمستقيم. عنقُ الرَّحِم هو الجزءُ السفلي الضيق من الرَّحِم. وهو الممرُّ الذي يصل بين الرَّحِم والمَهبِل. وخلال دورة الحيض، يجري الدمُ من الرَّحِم عبر عنق الرَّحِم ليخرج من المَهبِل. ويؤدِّي المَهبِل إلى خارج الجسم. ينتج عنقُ الرَّحِم سائلاً كثيفاً زَلِقاً يدعى باسم -المُخاط-. وخلال الجماع، يساعد هذا المُخاطُ خلايا النطاف على الحركة من المَهبِل مروراً بعنق الرَّحِم حتى تصلَ إلى الرَّحِم. عندما يطلق أحدُ المبيضين بيضةً، فإنَّ هذه البيضةَ تهبط إلى الرَّحِم عبر البوق، حيث يمكن أن يجري تخصيبُها من قبل النطاف. وتتعلَّق البيضةُ المخصَّبة بجدار الرَّحِم حتى تتمكَّنَ من مواصلة النموِّ. إذا حملت المرأةُ، فإنَّ الجنينَ يبقى في الرَّحِم حتى يحين موعد الولادة. إن الرَّحِم قادرٌ على التمدُّد إلى حدٍّ كبير. خلال الحمل، يكون عنقُ الرَّحِم مغلقاً بإحكام للمساعدة على إبقاء الجنين في داخل الرَّحِم. وأمَّا عندما تأتي الولادة، فإنَّ عنقَ الرَّحِم ينفتح حتى يسمحَ للطفل بالخروج عبر المَهبِل.
سرطانُ عنق الرَّحِم

يتألَّف الجسمُ من خلايا صغيرة جداً. إن خلايا الجسم الطبيعية تنمو وتموت على نحوٍ مضبوط. في بعض الأحيان، تواصل الخلايا انقسامَها ونموَّها على نحوٍ غير مضبوط، ممَّا يسبِّب نمواً شاذاً يدعى باسم -وَرَم-. إذا كان الوَرَم لا يغزو الأنسجة و الأجزاء القريبة من الجسم فهو يدعى باسم -الوَرَم الحميد-، أي أنَّه نموٌّ غير سَرَطاني. إن الأورام الحميدة غير خطيرة على الحياة عادةً. إذا قام الوَرَمُ بغزو الأنسجة القريبة والأجزاء القريبة من الجسم، فهو يُدعى -وَرَماً خبيثاً-، أو سَرَطاناً. تنتشر الخلايا السَّرَطانية إلى أجزاء مختلفة من الجسم من خلال الأوعية الدموية والقنوات اللِّمفيَّة. اللمفُ هو سائل رائق شفَاف ينتجه الجسمُ ليقوم بإزالة الفضلات من الخلايا. وهو ينتقل عبر أوعية دموية خاصة وعبر أجسامٍ على شكل حبات الفاصولياء تُدعى باسم العُقد اللِّمفيَّة. يُدعى السَّرَطانُ الذي ينتقل من أحد أنسجة الجسم إلى أجزاء أخرى من الجسم باسم -سَرَطان نَقِيلي-. وعلى سبيل المثال، يُمكن أن ينشأ ورم في عنق الرَّحِم ثم ينمو عبر جدار الحوض و الأنسجة القريبة بعد فترة من الزمن. تُطلق أسماء على السَّرَطانات التي تنشأ في الجسم، وذلك اعتماداً على مكان نشوء هذا السَّرَطان. إنَّ السَّرَطانَ الذي ينشأ في عنق الرَّحِم أولاً يُدعى باسم سَرَطان عنق الرَّحِم دائماً حتى إذا انتقل إلى أماكن أخرى. يبدأ سرطانُ عنق الرَّحِم في خلايا على سطح عنق الرَّحِم. ومع مرور الزمن، تستطيع الخلايا السرطانية أن تغزو مناطقَ عميقة في عنق الرَّحِم، وأن تصلَ إلى الأنسجة القريبة.
الأسبابُ وعوامل الخطورة

يكون تحديدُ السبب الدقيق للسَرَطان عند مريضةٍ بعينها أمراً غير ممكن عادةً. لكنَّنا نعرف ما يسبِّب السَّرَطانَ بشكلٍ عام. ويعرف الأطباء أيضاً العوامل التي يُمكن أن تزيدَ من احتمالات الإصابة بالسَّرَطان. تُدعى هذه العوامل باسم -عوامل الخطورة-. تُعدُّ إصابةُ المرأة بفيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري واحداً من عوامل الخطورة الرئيسية فيما يخص سرطانَ عنق الرَّحِم. إن حالات الإصابة بسرطان عنق الرَّحِم ترتبط كلها تقريباً بهذا الفيروس. فيروسُ الوَرَم الحُلَيمي البشري هو فيروسٌ يستطيع أن يسبِّب نمواً شاذاً في النسيج، إضافةً إلى تغيُّراتٍ أخرى في الخلايا، وهو ينتقل من خلال احتكاك الجلد بمنطقة مصابة لدى شخصٍ آخر. إنَّ عدوى الفيروس الحليمي البشري التي لا تُشفى تكون قادرةً على التسبب بإصابة بعض النساء بسرطان عنق الرَّحِم. وتعدُّ عدوى الفيروس الحليمي البشري شائعةً جداً. تتعرَّض المرأةُ التي لا تُجري فحص بابا نيكولاو على نحوٍ منتظم إلى خطرٍ أكبر من حيث الإصابةُ بسرطان عنق الرَّحِم. وهذا الاختبار يساعد الطبيب على اكتشاف الخلايا الشاذة. وتكون إزالةُ هذه الخلايا الشاذة أو قتلها أمراً كافياً للوقاية من سرطان عنق الرَّحِم عادةً. من الممكن أن يؤدِّي التدخينُ إلى زيادة خطر سرطان عنق الرَّحِم عندَ المرأة إذا كانت مصابةً بعدوى فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري. يؤدِّي ضعفُ الجهاز المناعي (كما يحدث عند الإصابة بالإيدز مثلاً) إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرَّحِم. إن جهاز المناعة هو نظام الدفاع الطبيعي لدى الجسم. هناك عاملُ خطورة آخر فيما يخصُّ سرطانَ عنق الرَّحِم، وهو التاريخ الجنسي للمرأة؛ فالمرأة التي تنحرف عن سواء السبيل، وتعاشر رجالاً آخرين غير زوجها، أو التي تمارس الجنس مع رجل يعاشر نساء أخريات غير زوجته، يمكن أن تكونَ معرَّضةً أكثر من غيرها للإصابة بسرطان عنق الرَّحِم. إنَّ استخدام أقراص منع الحمل مدةً تزيد على خمس سنوات يمكن أن يؤدِّي إلى زيادةٍ طفيفة في مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرَّحِم لدى المرأة المصابة بالفيروس الحليمي البشري. لكنَّ هذا الخطر يتناقص سريعاً بعدَ التوقُّف عن تناول تلك الأقراص. تكون المرأةُ المصابة بعدوى فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري معرَّضةً لخطر الإصابة بسرطان عنق الرَّحِم أكثر من غيرها قليلاً إذا كانت قد أنجبت خمسةَ أطفالٍ أو أكثر. هناك هرمونٌ تركيبي اسمه (DES) كان يُعطى للحوامل لأنه كان من المعتقد أنه يقي من الإجهاض التلقائي. إن بنات النسوة اللواتي تلقَّين هذا الهرمون خلال الحمل معرَّضات لمُخاطر أكبر من حيث الإصابةُ بسرطان عنق الرَّحِم. لا تُصاب كلُّ امرأة لديها عوامل خطورة مرتفعة متعلِّقة بسرطان عنق الرَّحِم بهذا المرض. وهناك نساء ليست لديهن عوامل خطورة، لكنهن يُصَبن بسرطان عنق الرَّحِم.
الأعراض

يعدُّ النزفُ غير الطبيعي من الأعراض الشائعة لسرطان عنق الرَّحِم. والنزف غير الطبيعي هو:
  • نزفٌ يحدث بين دورتي الحيض.
  • نزف يحدث بعد الجماع، أو بعد غسل المَهبِل، أو بعد الفحص الحوضي.
  • دورات الحيض التي تدوم أطولَ من المعتاد، وتكون أكثر غزارة من المعتاد.
  • حدوث النزف بعد بلوغ المرأة سنَّ اليأس.

هناك أعراضٌ شائعةٌ أخرى لسرطان عنق الرَّحِم، ومنها:
  • زيادة كمِّية المفرزات المَهبِلية.
  • ألم حوضي.
  • ألم خلال الجماع.

قد لا تكون هذه الأعراضُ ناتجةً عن سرطان عنق الرَّحِم. هناك أنواعٌ أخرى من العدوى ومشكلاتٌ صحيةٌ أخرى يمكن أن تكونَ سبباً لهذه الأعراض. وإذا ظهرت هذه الأعراضُ لدى المرأة، فإنَّ عليها أن تحرصَ على استشارة الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراءها.
التشخيص

يستطيع اختبارُ بابا نيكولاو اكتشافَ سرطان عنق الرَّحِم أو اكتشاف الخلايا الشاذة التي يمكن أن تتطوَّر إلى سرطان عنق الرَّحِم. يجري فحصُ الخلايا المأخوذة من عنق الرَّحِم في اختبار بابا نيكولاو تحت المجهر. وفي معظم الحالات، تكون الخلايا الشاذة التي يكتشفها هذا الاختبار غير سرطانية. ويمكن فحصُ تلك الخلايا نفسها بحثاً عن وجود إصابة بالوَرَم الحُلَيمي البشري. وإذا اكتشف الطبيبُ وجودَ فيروس الورم الحليمي البشري أو شذوذاً في الخلايا، فإنه يمكن أن يوصي بإجراء اختبارات أخرى. يستخدم تنظيرُ المَهبِل أداةً مُكبِّرةً مُضاءة من أجل فحص داخل المَهبِل وعنق الرَّحِم. وهذا ما يجعل رؤية الأنسجة سهلةً بالنسبة للطبيب. الخَزعَةُ هي أخذ بعض الخلايا أو أجزاء النسيج من أجل فحصها في مختبر التشريح المرضي. يقوم طبيبُ التشريح المرضي بفحص النسيج تحت المجهر بحثاً عن الخلايا السرطانية. هناك طرق كثيرة لإجراء خَزعة عنق الرَّحِم. وتعدُّ الخَزعَةُ الطريقةَ المؤكَّدة الوحيدة للتأكُّد من وجود الخلايا السرطانية.

تحديدُ مراحل السرطان

يحدد الطبيبُ المرحلةَ التي بلغها تقدُّم سرطان عنق الرَّحِم لدى المريضة. إن تحديد المراحل محاولةٌ من أجل معرفة إن كان السرطان قد انتشر، ومعرفة أجزاء الجسم التي انتشر إليها السرطان في حال انتشاره فعلاً. يجري تحديدُ المراحل عادةً باستخدام أرقام من 1 إلى 4. يشير الرقم المنخفض إلى أنَّ السرطانَ ما زال في مراحله الأولى. إن تحديد المراحل أمرٌ مفيد من أجل تقرير الطريقة الأفضل للمعالجة. عندَ تحديد المرحلة التي بلغها سرطان عنق الرَّحِم، يسعى الطبيب إلى الإجابة عمَّا يلي:
  • هل بدأ الورم يغزو الأنسجة خارج عنق الرَّحِم؟
  • هل انتشر السرطان؟ وإذا كان قد انتشر، فإلى أيَّة أجزاءٍ من الجسم؟

إذا كان سرطانُ عنق الرَّحِم قد انتشر إلى العقد اللمفية المجاورة، فإنه يصبح قادراً على الانتشار إلى مناطق أخرى في الجسم. وغالباً ما ينتشر سرطانُ عنق الرَّحِم إلى الأنسجة المجاورة في منطقة الحوض، أو إلى العقد اللمفيَّة، أو إلى الرئتين. كما يمكن أيضاً أن ينتقلَ إلى الكبد أو إلى العظام. إنَّ تصويرَ الصدر بالأشعة السينية مفيدٌ لمعرفة ما إذا كان سرطان عنق الرَّحِم قد انتشر. من الممكن أن تظهرَ الأورامُ من خلال إجراء التصوير المقطعي المحوسب. والتصويرُ المقطعي المحوسب هو تصويرٌ بآلة الأشعة السينية المرتبطة بالحاسوب. يعطي هذا التصويرُ سلسلةً من الصور التفصيلية لأعضاء الجسم. وقد تُعطى المريضةُ مادةً تباينية أو ظليلة للأشعَّة من أجل تسهيل رؤية المناطق الشاذَّة. من الممكن أيضاً استخدامُ التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صورٍ تفصيلية لبعض المناطق داخل الجسم. يستخدم هذا التصويرُ مغانطَ قوية من أجل تكوين صور لداخل الجسم. وقد تُعطى المريضة مادة تباينية أو ظليلة من أجل تسهيل رؤية المناطق الشاذَّة. إنَّ التصويرَ المقطعي بالإصدار البوزيتروني قادرٌ أيضاً على إظهار ما إذا كان سرطان عنق الرَّحِم قد انتشر إلى أماكن أخرى من الجسم. وفي هذا الفحص، يجرى حقنُ المريضة بكميةٍ صغيرةٍ آمنة من السكر المُشِع. نحصل من خلال التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني على صورٍ لمناطق الجسم التي امتصَّت السكَّر المُشِع. وتظهر الخلايا السرطانية أكثر وضوحاً في هذا التصوير، لأنهَّا تستخدم السكر أسرع من بقية الخلايا الطبيعية.
المعالجة والعناية الداعمة

يعتمد نوعُ المعالجة على حجم السرطان وموقعه، وكذلك على المرحلة التي بلغها وعلى الحالة الصحِّية العامة للمريضة. قد تتضمَّن معالجةُ سرطان عنق الرَّحِم الجراحة والمعالجة الشعاعية والمعالجة الكيميائية، أو أي مزيجٍ من هذه الطرق المختلفة. تعدُّ الجراحةُ خياراً مناسباً في حالات سرطان عنق الرَّحِم إذا كان السرطان في المرحلة الأولى أو في المرحلة الثانية. وفي هذه الحالة، يقوم الجرَّاحُ باستئصال عنق الرَّحِم. وبحسب نوع الجراحة، يمكن أن يقوم الجراح أيضاً بإزالة جزء من المَهبِل، بالإضافة إلى الرَّحِم والبوقين والمبيضين والعقد اللمفية في منطقة الحوض. تستخدم المعالجةُ الشعاعية أشعَّةً عالية الطاقة من أجل قتل الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والانتشار. تأتي الأشعةُ في المعالجة الشعاعية الخارجية من خلال آلة تقوم بتوجيه الأشعة إلى مناطق محدَّدة في الجسم. تستخدم المعالجةُ الشعاعية الداخلية سوائل مشعّة من أجل معالجة مناطق محددة في الجسم. يجري هذا من خلال وضع أنبوب دقيق يحوي السائل المشع في داخل المَهبِل. والمعالجةُ الكيميائية هي استخدام أدوية تقتل الخلايا السرطانية. يجري إعطاءُ هذه الأدوية عن طريق الوريد. من الممكن أحياناً أن يجري استخدامُ المعالجة الكيميائية والمعالجة الشعاعية معاً عند الإصابة بسرطان عنق الرَّحِم. ومن الممكن الاكتفاءُ بأحد هذين النوعين من المعالجة، قبل الجراحة أو بعدها. من الممكن أن يؤدِّي سرطانُ عنق الرَّحِم والطرق المستخدمة في معالجته إلى نشوء مشكلات صحية أخرى. ومن المهم أن تتلقَّى المريضةُ رعايةً داعمة قبل معالجة السرطان وخلال هذه المعالجة وبعدها أيضاً. والمعالجةُ الداعمة هي معالجةٌ تهدف إلى ضبط الألم و الأعراض الأخرى وإلى تخفيف الآثار الجانبية للمعالجة المستخدمة، وكذلك إلى مساعدة المريضة على التعايش مع انفعالاتها.
الوقاية

هناك نوعان من اللقاحات القادرة على الوقاية من أنواع فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري التي تسبِّب معظمَ حالات الإصابة بسرطان عنق الرَّحِم، وهما:
  • سيرفاريكس®.
  • غارداسيل®.

يكون لقاحا سيرفاريكس وغارداسيل فاعلين لدى الإناث بين سن التاسعة حتى ستةً وعشرين عاماً. ويُوصى بأن تتلقَّى كلُّ فتاة بين 11 و 12 سنة ثلاث جرعات من واحدٍ من هذين اللقاحين من أجل حمايتها من سرطان عنق الرَّحِم، ومن الشذوذات قبل السرطانية. تتلقَّى الفتياتُ والشابات بين 13 و26 عاماً ثلاث جرعات من لقاح فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري إذا كُنَّ لم يتلقين الجرعات الكاملة حتى ذلك الوقت. قد تتحقق فائدة هذا اللقاح بالنسبة للمرأة التي مارست الجنس قبل إتمامها الثلاث جرعات، لكن يحدث هذا فقط إن لم تكن قد أصيبت بأحد أنواع فيروس الورم الحليمي البشري الموجودة في اللقاح. الطريقةُ الأفضل للتأكُّد من أنَّ المرأةَ قد استفادت من لقاح فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري هي الحرص على استكمال الجرعات الثلاث قبل بدء أيَّة ممارسة جنسية. ولابدَّ من استشارة الطبيب لمعرفة نوع اللقاح الأفضل للمرأة. لا يعفي اللقاح من الحاجةِ إلى استخدام الواقي الذكري من أجل تقليل خطر الإصابة بالأنواع الأخرى من فيروس الوَرَم الحُلَيمي البشري، وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً.

  • لا ينتقل هذا المرضُ عندَ عدم ممارسة الجنس.

إنَّ ممارسة الجنس الآمن أمرٌ مهم أيضاً:
  • عدم تعدد الشركاء.إنَّ الالتزامَ بالشرع الإسلامي وممارسة الجنس مع الزوج فقط تقلل كثيراً من المُخاطر. وهذا يعني عدمَ ممارسة الجنس مع أيِّ شخصٍ آخر.


  • استخدام الواقيات.يمكن أن تنتقل فيروسات الوَرَم الحُلَيمي البشري، لدى الذكور والإناث، إلى أي جزء من الأعضاء الجنسية لا يكون مغطَّى بالواقيات. لكن الأبحاث تبيِّن أنَّ الواقي الذكري يؤدِّي إلى انخفاضٍ واضحٍ في معدَّل الإصابة بسرطان عنق الرَّحِم. لذلك، يجب استخدامُ الواقي عند أيَّة ممارسة للجنس إذا كان أحد الزوجين مصاباً.

تظل المرأة في حاجةٍ إلى إجراء اختبارات بابا نيكولاو على نحوٍ منتظم رغم تلقيها لقاح الفيروس الحليمي البشري.









©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©