عنوان الموضوع : تكوين العلاقات الاجتماعية لدى الطفل لرعاية الأطفال
كاتب الموضوع : inzou07
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

تكوين العلاقات الاجتماعية

كيف يتعلّم طفلك بناء علاقاته مع الآخرين؟ كيف ومتى يشرع في تكوين الصداقات؟ كل هذا يبدؤه معك أنت. الأم هي الصديقة الأولى للطفل، وهي الشخصية المفضلة لديه. يسعد لسماع صوتك، ورؤية وجهك ولمس يديك. بمساعدتك أنت، سيتعرف طفلك على الأشخاص الآخرين ويفرح بصحبتهم أيضاً. هكذا تكون بداية تطور المهارات الاجتماعية.
متى يحدث هذا التطور؟

تنضج مهارات طفلك الاجتماعية بالتدريج من سنّ الولادة وحتى الثالثة من العمر. منذ لحظة وصوله إلى الدنيا، يتعلّم طفلك كيفية التأقلم والتفاعل مع الأشخاص من حوله. خلال عامه الأول، يركّز على اكتشاف ما يمكنه القيام به ( مسك والتقاط الأشياء ، المشي وغيرها من المهارات) إلى جانب التفاعل مع والديه. قد يستمتع بصحبة الآخرين، لكن من المؤكد أنه يفضّل صحبتك وصحبة والده. في عامه الثاني تقريباً، يبدأ بالاستمتاع باللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين. وكغيرها من المهارات، تتطلب مهارة تكوين العلاقات الاجتماعية مع بقية الأطفال التعلّم عن طريق التجربة والخطأ. في البداية، لن يكون مستعداً لمشاركة ألعابه مع أحد. بعدها، سيصبح صديقاً أفضل عندما يعرف كيفية التعاطف مع الآخرين. أما في سنّ الثالثة، فيكون على طريق بناء الصداقات الحقيقية. كيف يحدث ذلك؟

في الشهر الأول
حتى المواليد الجدد يعتبرون كائنات اجتماعية. يحبون أن يلمسوا وأن يحملهم الآخرون ويهدهدونهم وأن يروا البسمة على وجوه الناس. منذ الشهر الأول، يجرّب طفلك أن يرسم بوجهه أشكالاً لك. يستمتع بمشاهدة وجهك وربما يقلد بعض حركاتك. أخرجي لسانك من فمك وشاهديه يقوم بالأمر ذاته.

في الشهر الثالث
في هذه المرحلة، يقضي طفلك ساعات يقظته في مراقبة ما يحدث حوله. ربما يبتسم الآن ابتسامته الأولى الحقيقية ، وهي لحظة بالغة الأهمية عند معظم الآباء والأمهات. بعدها، يغدو خبيراً في -الابتسامات-، وقد يتفاعل معك بإرسال ابتسامة لك مع المناغاة في نفس الوقت.

في الشهر الرابع
لقد أصبح أكثر قابلية للتعرّف على أشخاص جدد، يحييهم بالصراخ والمرح. لكن في هذا السنّ، لا أحد يضاهي الأم والأب. سوف يحتفظ طفلك بردة فعله الحماسية حين يستقبلك. وتعد هذه علامة أكيدة على تكوين الرابطة الوثيقة بينكما.

في الشهر السابع
عندما يصبح طفلك كثير الحركة، يبدأ بالاهتمام ببقية الأطفال. قد يقتصر الأمر على النظر ومدّ اليد للمس فقط. وبين الحين والآخر، ربما يبتسمون لبعضهم ويقلّدون أصوات بعضهم البعض، غير أن ما يشغلهم أساساً المهمة التي يقومون بها. إذا وُضِعَ طفلان يقلّ عمرهما عن العام الأول، أحدهما بالقرب من الآخر مع مجموعة من الألعاب، نجد في العادة أن كلاً منهما يلعب بمفرده إلى جانب الآخر وليس مع بعضهما، لأن الطفل ينشغل بتطوير قدراته أكثر من انشغاله بصديق يلعب معه. يُؤْثِرُ الأطفال في هذا العمر أفراد عائلتهم المقربين أكثر من أي شخص آخر. وربما يخشون الأشخاص الذين لم يألفوهم، فالقلق من الغرباء أمر شائع في هذه المرحلة العمرية.

في الشهر الثاني عشر

مع اقتراب نهاية عامه الأول، قد يبدو طفلك غير اجتماعي، يبكي عندما تتركينه أو يقلق عندما تضعينه بين ذراعي شخص آخر غيرك أنت وزوجك. يمرّ العديد من الأطفال بمشكلة قلق الانفصال ، والتي تبلغ ذروتها بين الشهرين العاشر والثامن عشر. يُؤْثِرُك طفلك على سائر البشر ويحزن إن لم تكوني بجواره. يصبح وجودك الطريقة الوحيدة لتهدئته.

من الشهر الثالث عشر وحتى الثالث والعشرين
إن الأطفال الأكبر سنّاً قصة مختلفة. فهم أكثر اهتماماً بالعالم الخارجي وبالدرجة الأساسية كيفية ارتباط كل ما في هذا العالم بهم. حين يتعلّم طفلك التحدث والتواصل مع الآخرين ، فإنه يتعلّم أيضاً تكوين الصداقات. حالياً، يمكنه الاستمتاع بصحبة أترابه الذين هم في سنّه أو أكبر منه. بين العامين الأول والثاني من العمر، يرغب الطفل بشدة في الاحتفاظ بألعابه لنفسه، وهي مسألة لا يتقبلها الأهل بسهولة، لاعتقادهم أن عليه تعلّم أسلوب المشاركة. سوف تلاحظين كذلك أنه يحاول تقليد أصدقائه ويمضي الكثير من الوقت وهو يراقب ماذا يفعلون. كما يكون بحاجة لتأكيد استقلاليته عبر رفضه مسك يديك حين يسير في الشارع على سبيل المثال، أو الانفجار في نوبة غضب عندما تمنعينه من القيام بما يريده.

من الشهر الرابع والعشرين وحتى السادس والثلاثين
يميل الأطفال بين العامين والثلاثة أعوام إلى التركيز على الذات. لا يستطيعون بَعْدُ وضع أنفسهم مكان الآخرين أو فهم أن للآخرين مشاعر أيضاً. مع تقدمهم في العمر، يتعلمون المشاركة وتبادل الأدوار حتى أنهم قد ينتهون مع صديق -مقرّب- واحد أو اثنين يكنّون له أو لهما الحب الكبير.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©