عنوان الموضوع : الرسم ...أفضل طريقة للأطفال المصدومين صحة طفلك
كاتب الموضوع : inzou07
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

السلام عليكم





لا تقتصر معاناة الأطفال العرب كجزء لا يتجزا من معاناة باقي أفراد الشعب العربي نتيجة الاحداث الصادمة والضاغطة والمؤلمة التي رافقت الحروب المستمرة على الشعوب،والتي تعتبر جميعها من اهم الاسباب التي ساعدت في ظهور الصدمات النفسية والاضطرابات السلوكية والانفعالية والعقلية للاطفال كما في حال الكبار ايضا.فقد شاء القدر ان يعاني هؤلاء الاطفال من احداث مأساوية اخرى كحوادث السير المرعبة،وحالات سرقات المنازل واحتراق منازل أخرى خلال تواجد الاطفال،اضافة الى بعض الحالات الخاصة التي تعرضت لسوء المعاملة من ذويها والعنف،واطفال الشوارع ومما يواجهونه من عنف وحالات اعتداء وغيرها من الحوادث والكوارث والاحداث الصادمة التي تستهدف الطفولة بشكل خاص والاخرى التي تستهدف الشعب بأكمله وتلحق بالاطفال ايضا.
فالأحداث الصادمة هي كل تلك الاحداث العنيفة والمؤذية التي تهدد حياة الانسان،وهي أحداث ومواقف خطيرة تكون شديدة القوة، تسبب الخوف والرعب للانسان الذي تعرض لها،وتحتاج الى قدرة عالية على مواجهتها،واذا يتم التحكم بها جيدا ومواجهتها بطريقة صحيحة وسليمة تؤدي الى صدمة نفسية وسوء توافق نفسي واجتماعي للفرد.ويكون ذلك على شكل اعراض تظهر على الشخص الذي تعرض للحدث الصادم من اهمها :
الخوف الشديد والقلق والتوتر المستمر،التشتت وعدم القدرة على التركيز والانتياه، اضطراب النوم والاحلام المزعجة، عدم القدرة على ممارسة النشاطات والاعمال اليومية المعتاد عليها بشكلها الطبيعي وكذلك الاهمال وعدم القدرة على القيام بالمهام المطلوبة مما يؤدي على نتائج سلبية منها التأخر الدراسي، التبول اللارادي، حالات مفاجئة من الرعب والذعر،البكاء والحزن، نوبات حادة من الغضب والعدوانية،والنكوص لسلوكيات خاصة بمراحل عمرية سابقة.اضافة الى اضطراب الشهية للأكل كفقدانها او زيادتها بشكل غير طبيعي،والشعور بالخوف والضيق عند التعرض لحدث مشابه او موقف يذكر بما حدث.
وبما ان الاعراض لا تظهر جميعها مباشرة بعد حدوث الموقف الصادم ويكون هناك اعراض تظهر متاخرا،يكون لا بد من متابعة الاطفال ومراقبتهم.وكذلك اتباع مجموعة من الخطوات لمساعدة الاطفال الذيت تعرضوا للحادث الصادم وتأثروا به.ومن اهم الطرق والأساليب للتدخل مع الاطفال المتأثرين بالحادث الصادم هي نقل الطفل الى مكان آمن،السماح له بوصف الحادث بلغته الخاصة ومساعدته للشعور بالامان والاسترخاء والتحدث بحرية وراحة تامة،كذلك مساعدته التعبير عن مشاعره أثناء تعرضه للحدث وكيف يشعر الان ومن الضروري جدا الاصغاء الجيد لكلام الطفل وطرح الاسئلة المفتوحة عليه بلغته البسيطة،ومساعدته للتحدث عن تصرفاته اثناء الحادث لينقذ نفسه،وتعليمه وتدريبه كيف يتصرف في المستقبل في حال تعرض لأي موقف مشابه.وبعدها يكون من المهم والمفيد اشراك الطفل في انشطة جماعية للتفريغ وتعلم مهارات جديدة.
ولا يقتصر التدخل مع الطفل فقط بعد الحادث الصادم وايصالهم الى الشعور بالامان والتفريغ،وانما يحتاجون الى تدخل علاجي ووقائي فيما بعد ومساعدتهم على التخلص من كافة الاثار والنتائج التي قد يعانون منها فيما بعد خاصة وان ذاكرة الاطفال هي ذاكرة قوية.فلا يوجد شيء أقوى من ذاكرة الاطفال التي تكون نتيجة تجاربهم.فذاكرة الطفولة هي حياة الرشد،وكل يوم في حياة الرشد له علاقة بذاكرة الطفولة وتجاربها. فاطفال الحاضر هم شباب المستقبل وكل ما يحدث في مرحلة الطفولة ويتعرض له الطفل من امراض ومشاكل او صدمات فانها تترك انطباعا على شخصية الطفل في المستقبل وتؤدي الى عدم التوافق النفسي والاجتماعي له في مرحلة الشباب.لذلك لا بد من مساعدة الاطفال على تنظيم ذاكرتهم وتجاربهم الصادمة ومعطياتها ونتائجها حتى لا يبقى لها اثار سلبية تنعكس سلبيا عليهم في المستقبل فيصابون بالامراض النفسية والعقلية.
ومن افضل طرق ووسائل التدخل مع هؤلاء الاطفال المصدومين هو الرسم.حيث يمكن للأخصائيين والمرشدين وكذلك الأهل استخدام الرسم كوسيلة تدخل مع الاطفال الذين لديهم خبرات وتجارب صادمة او فقدان.فالرسم هو افضل وسيلة تواصل مع الاطفال لانه يسهل التواصل معهم،ويساعد في تغطية تفاصيل الصدمة.فالرسم مفيد في التفريغ وحل المشاكل الناتجة عن الصدمة.لذلك يجب على الاخصائي الذي يشرف على حالة الطفل ان يكون خبيرا في العلاج بالرسم،لان الرسم هو لغة طبيعية للأطفال وخاصة أولئك الاطفال المصدومين والذين تعرضوا للفقدان.
ان استخدام الرسم كوسيلة اتصال مع الطفل للتفريغ عن الحادث الصادم يساعده في التعبير عن مشاعره وافكاره تجاه ذلك بسهولة مقارنة مع التعبير اللفظي.كما يزود معلومات عن تطوره،مشاعره،افكاره وادراكه للمواقف،ويساعد في فهم وتقييم تطور نمو الطفل.
الرسم والتعبير عن طريق الفن يساعد الطفل بمعرفة نفسه،وخبراته،وتقلل من توتر الطفل وردود افعاله تجاه الحادث الصادم.والاطفال الذين يحصلون على فرصة الرسم اثناء حديثهم عن تجربتهم الصادمة يعبرون ويعطون معلومات اكثر من الاطفال الذين يسألون ويجيبون.إذن فالرسم وسيلة مفيدة وضرورية للتدخل مع الاطفال الذين لديهم تجارب صادمة ليس فقط لانه يساعدهم بالادلاء بمعلومات اكثر من التواصل اللفظي،وانما لانه يساعدهم على تنظيم روايتهم وسردهم للحادث الصادم،اضافة الى انه يقلل من توتر الأطفال ويساعدهم على الشعور بالراحة والامان،ويزيد من ذاكرتهم.

ولا يقتصر الرسم على أنواع الرسم الحر وترك الطفل يرسم ما يشاء وانما هناك الرسم المتخصص وهو افضل وسيلة تدخل وتفريغ مع الطفل المصدوم.وهناك عدة انواع من الرسم المتخصص لمساعدة الطفل على التعبير عن تفاصيل ومواقف في الحادث الصادم بشكل ادق.ومثل:
رسمة - ماذا حدث - : وتكون ضرورية جدا عندما يكون الحدث الصادم فردي،ويكون فيها فرصة للطفل للتعبير عن تفاصيل الحادث.
رسمة - ماذا حدث- : ان يرسم الطفل نفسه مع الحادث وهنا يساعده على رسم صورة لنفسه وعلاقته بالحادث اثناء حدوثه.

رسمة -جسم الضحية- : تساعد في التخلص من أعراض التوتر،واستحضار الذاكرة للكشف عن تفاصيل الحادث.
رسمة - خريطة الجسم- : حيث يطلب من الطفل تلوين الأماكن التي شعر فيها بالألم عندما حدث الموقف الصادم،وبالتالي إعطاء معلومات أدق عن الأم الطفل وأوجاعه ما يساعده في التعبير عنها والتفريغ بطريقة أدق وهذا بدوره يساعده على إدراك الموقف وفهمه



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©