عنوان الموضوع : الدعم الغربي للحركة الصهيونية من تاريخ الجزائر
كاتب الموضوع : amira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

1- الدعم البريطاني :
كما أشرنا سابقا أنه بعد انعقاد مؤتمر بال 1897, بدأ هرتزل يكثف من نشاطاته ومساعيه لكسب تأييد الدول الكبرى للحصول على الاعتراف بحركته الصهيونية,التي استخدمت شتي السبل مشروعة أو غير مشروعة لتحقيق هذا الحلم المزعوم .

وقد لجأ هرتزل هذه المرة إلى أحد حكام أوربا ,وهو الإمبراطور غليوم الثاني سنة 1897,فقـد اقترح عليه شركة لاستعمار الأراضي يباشرها الصهاينة تحت حماية ألمانيا , لكن القيصر رفض وأجاب أن موافقته تعتبرها الدولة العثمانية تدخل في شؤونها . بعدها قرر هرتزل مقابلة الباب العالي مباشرة سنة 1901, وطرح عليه مشروع مساعدة السلطان بالأمال للخزينة العثمانية ,وقد تم هذا فـي عهد عبد الحميد الثاني.
وقدموا له هذا العرض مقابل مساعدتهم في إنشاء مستوطنات يهودية في فلسطين تتمتع بالحكم الذاتي ,لكن السلطان رغم حاجته للمال رفض مطالب اليهود , ورد عليهم بقوله :-أنا لا أستطيع إعطاءكم قدما واحدا في فلسطين لأنها ليست ملكي ... وعلى اليهود أن يحفظوا أموالهم لأنفسهم , فقد يأخذون فلسطيـن هدية من أعدائنا,ولكنهم لن يصلوا إلى هدفهم إلا على جثثنا. -.
إلا أن هرتزل توجه إلى انجلترا بعد رفض السلطان عبد الحميد الثاني,وطالبها في البداية بجزء من شبه جيرة سيناء , وقد التقت المصالح البريطانية بالمصالح الصهيونية,التي بشر بها هرتزل منذ أن أعلن أن الدولة اليهودية في فلسطين ستكون الحامية للمصالح البريطانية والحرس الأمين لقناة السويس.
وجاء التأييد السياسي من بريطانيا بسبب تطلعاتها للسيادة والنفوذ في مناطق الشرق العربي وحمـاس الصهيونية لمساعدتها على ذلك مقابل تأييدها لأهدافها ,وقد كان الدافع الأساسي لاهتمام بريطانيا بفلسطـين هـو موقعها الإستراتيجي .
إذ كانت هي المركز الرئيسي لالتقاء الأسهم الاستعمارية متوغلة عبر مصر ,وعبر البحر الأحمر,والخليج العربي ,وبلاد الرافدين,وكانت هي القاعدة الأساسية التي تسمح للقوات الاستعمارية البريطانية بالتحكم في العالم العربي والشرق الأوسط . وبعد الاستيلاء على مصر سنة 1882ازداد اهتمام بريطانيا بهذه المنطقة,إلا أنها لـم تحقق مطامعها إلا بعد هزيمة تركيا.
وفي أواخر 1914طرحت قضية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطيــن في اجتماع للوزارة البريطانية لأول مرة بإلحاح من الوزير الصهيوني هربرت صموئيل الذي عين فيما بعد أول مندوب سامي في فلسطين لتنفيذ المؤامرة الصهيونية .
وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى , تم عقد اتفاقية سايكس بيكو1916 وقد اتفقوا على أن تكون حيفا وعكا وسواحلها مناطق نفوذ انجليزية , وأن تكون فلسطين تحت إدارة دولية,وكان هذا نصرا لبريطانيا .
وفي نفس العام 1916,عين حاييم وايزمن في الأميرالية مكافأة له على صنيعه الخاص لمادة الأيستون, وقد كان أستاذا في جامعة مانشيستر, وعاون الحلفاء فـي صناعة الكيمياء والمتفجرات والذي كان له الدور الكبير في الضغط على بريطانيا فيما بعد,خاصة وأن رئيس الأميرالية آنذاك جيمس آرثر بلفور, في وقت كانت فيه الحكومة البريطانية في حاجة لدعم يهودي آخر ، لذلك نجدها منذ 1916أصبحت تنظر بعين الاعتبار في موقف رسمي أكثر تأييدا للصهيونية إذ كتبت الحكومة البريطانية في هذه السنــة إلى سفيرها بروسيــا ليتوسط خارجية روسيا للنظر في مسألة الوطن القومي لليهود .
وما يمكن قوله في هذا الصدد أن دخول بريطانيا في حلف مع الصهاينة كان له أثر كبير وهام في تطـور هـذه الحركة , وإثبات وجودها ودخولها في مرحلة تنفيذية جديدة ,فكيف عززت بريطانيا تحالفها مع الصهاينة يا ترى ؟








©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©