عنوان الموضوع : من صمم مسجد -الصفاح-الكبير تاريخ الجزائر
كاتب الموضوع : salima
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن


موليناري المهندس الإيطالي الذي أبرز هوية مدينة الأغواط

يأسر المنظر الجميل لصومعة شاهقة بمدخل مدينة الأغواط، التي تلاحظ من مسافات بعيدة قبل الولوج إلى المدينة من الناحية الشمالية عبر الطريق القادم من -ايمازيغن-، وعند الاقتراب منه يزداد الزائر دهشة وحيرة، هل هذا البناء يمثل مسجدا من مساجد المسلمين، أم هو كنيسة من الكنائس؟ لاسيما إذا توقف المشاهد مع الهندسة والهيكل القريب من بناء الكنائس، فلولا صومعته لجزم الكثيرون بأنها كنيسة من مخلفات العهد الاستعماري .. نعم ذلك هو مسجد -الصفاح-؛ الذي برع صاحب فكرته في تجسيدها بموقع يعتبر استراتيجيا؛ فهو في أعالي مدينة الأغواط حتى يرى من أميال بعيدة مما ينبئ عن حنكة وذكاء صاحب المشروع. هذا ما دفع طاقم جريدة -البلاد- يلحون في السؤال من أجل إجابات شافية ووافية عن هذا البناء اللغز، فعاد بنا أحد المواطنين إلى أيام مقاومة أهالي مدينة الأغواط عن مدينتهم من الغزو الاستعماري الفرنسي الغاصب ذات أيام من سنة 1853م حيث استماتوا في الدفاع عنها، لكن قلة العتاد والعدة وبعض الخيانات حالت دون تحقيق المقصود، فسقطت المدينة في أيدي هؤلاء البرابرة الذين ارتكبوا المجازر الفظيعة في حق أهالي المدينة، ونصبوا محرقة للأسرى والمقاومين لا تزال مقبرة شهداء مقاومة 1853م شاهدة عليها وعلى جرائم الاستعمار التي هتكت حرمة الأرض والعرض. وكان من بين الوافدين غير المرغوب فيهم الجندي الإيطالي -مولي ناري- المهندس والفلكي الذي أسرته عادات وتقاليد المنطقة المستمدة من سماحة الدين الإسلامي، فكان أن شق بذلك الإسلام طريقا إلى قلبه؛ فقرر خدمة هذا الدين الحنيف خدمة تغفر له ما سبق، وتكتبه في زمرة المخلصين له، فطلب من السلطات الاستعمارية تسليمه قطعة أرضية في أعالي مدينة الأغواط تطل على جميع الجهات ليبني كنيسة فوُوفِق على طلبه فورا،


وهمَّ بالبناء وكان معماره أقرب إلى المعمار الكنسي، فلما وثب البناء وقرب استلام المشروع فإذا بالصومعة تنطلق شاقة عنان السماء مدوية -الله أكبر- بعد أن أعلن إسلامه، وحسنت سيرته، فكان مخططه أن يعلن هوية المدينة ويجعل *****ها ومنارتها المسجد، مسجد -الصفاح- بكل ما يحمله هذا الرمز من دلالات، ولم يكتف بهذا الحد بل نذر نفسه وأبناءه لخدمة كتاب الله، فاشتهر أنجاله بحفظ القرآن الكريم، ونسخ وبيع مصاحفه إلى وقت قريب، وهو الذي أكده الحاج عمار المقوسي أحد أعيان ومجاهدي المنطقة، وكان هو أحد أحفاد مهندس ومصمم وباني مسجد -الصفاح



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©