عنوان الموضوع : المرابطين و معركة الزلاقة
كاتب الموضوع : imilla
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن






أولاً: نبذة عن المرابطين:
المرابطين دولة نشأت من قبيلة مغربية تسمى لمتونة وهي بطن من بطون قبيلة كبرى في المغرب هي صنهاجة أعظم قبائل البربر والتي تنتمي إلى قبيلة البرانس الكبرى، بدأت دعوتهم على يد فقيه هو عبد الله بن ياسين تلقى الفقه وعلوم الدين بالشرق وعاد ليبث تعاليم الاسلام ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر و رفضه قومه في البداية ولكن اتبعه بعد ذلك كثير من الطلاب حتى كثر صحبه فدعاهم للجهاد ولم يزل من نصر إلى نصر حتى دان له المغرب ، ثم خلفه أبو بكر اللمتوني فتابع فتح المغرب حتى وصل للصحراء وكان قد عهد بأمر المغرب ليوسف بن تاشفين ابن عمه فلما أنهى أبو بكر فتح الصحراء عاد للمغرب فوجد الأمر قد استتب ليوسف فأقره عليها وعاد من حيث أت
ثانياً: كيف جاء المرابطين إلى الجزيرة:
كانت دول الطوائف الأندلسية - التي خلفت بنى أمية هنالك - على أسوأ حال من الفرقة والتناحر فيما بينها من القتال والاستنجاد بنصارى الاسبان على بعضهم حتى استصفى القتال مواردهم وصاروا في ضعف وذله فكان ما خطط له ألفونسو السادس ملك قشتالة بأن حاصر بنى ذي النون في طليطلة حتى سلمت إليه في مايو 1085م فشعرت الأندلس فالكارثة التي تحيط بها وخطر الفناء الذي يتهددها وضج الناس من ملوكهم وخاف هؤلاء على أنفسهم من ألفونسو وتعاهد الجميع على الاستنجاد باخوانهم المرابطين في عدوة المغرب فسارت منهم جموع وأفواج إلى بلاط المرابطين في مراكش تشكو ضعف أحوال الممسلمين وهوان الحكام وضعفهم وعلو النصارى الاسبان ويقول ابن خلدون أن المعتمد بن عباد أمير اشبيلية كاتب يوسف بن تاشفين بنفسه ودعاه لنصرة الاسلام والاتحاد لمحاربة النصاري الاسبان على أن يبقى ملوك الطوائف آمنين في ممالكهم، فوعده يوسف خيراً وطلب منه تسليم ثغر الجزيرة ليعبر اليها ويقيم بها ويعسكر هنالك لتكون له قاعدةتحت تصرفه، الخلاصة أن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين استشار وزراءه وفقهائه وقرر الجواز إلى عدوة الأندلس لتلبية نداء اخوانه المسلمين هناك.
ثالثاً: الاعداد للقتال:
كان يوسف قد أرسل ولده المعز لفتح سبتة لفتح الطريق للعدوة ففتحها، ثم بدأت القوات المرابطية في العبور للأندلس فكان أول من عبر قوة من الفرسان على رأسهم داوود بن عائشة من كبار قادة يوسف بن تاشفين فتمركزت في الجزيرة الخضراء حسبا اتفق مع ملوك الطوائف ثم تتابع عبور حشوده حتى إذا كان عبور يوسف في آخر عبورها يوم 30 يونيو 1086 هاج البحر وعلت الأمواج فرفع يده بالدعاء قائلاً (اللهم إن كنت تعلم أن في جوازنا هذا خيراً للمسلمين ، فسهل علينا جواز هذا البحر ، وإن كان غير هذا فصعبه علينا حتى لا أجوزه) فهدأ البحر وعبر في سلام وسجد لله شكراً ، ثم حصن الجزيرة وأصلح أسوارها وحصونها ورتب لها حامية وسار في جيوشه الي اشبيليه وأقام فيها ثلاثاً و وافاه هناك جند صاحب مالقة وغرناظة وسار إلى بطليوس ومعه ابن عباد في قوات قرطبة واشبيلية وغرناطة ومالقةفاستقبلهم المتوكل ابن الأفطس أحسن استقبال.
وكان ألفونسو السادس محاصراً للمستعين ابن هود في سرقسطة فلما سمع بعبور المرابطين ترك الحصار وبعث لسانشو راميرز ملك أراجون لانجاده وبعث لكل امراء ما وراء البرانس فحشد قوات كبيرة من جليقية وأشتورياس وبسكونيه وجاءته سيول المتطوعين من جنوب فرنسا وايطاليا ، ثم سارت القوات النصرانية المتحدة للقاء المسلمين واثقين من تفوقهم في العدد والعدة، واستقرت جيوشهم على بعد ثلاثة أميال من معسكر المسلمين قرب نهر جريرو.

رابعاً: مواقف القوات:

المسلمين: قدرت قوات المسلمين بحوالى ثمانية وأربعين ألفاً، وقد قسمت إلى قوات الأندلس وهي في المقدمة وعليها المعتمد بن عباد والميمنة وعليها المتوكل بن الأفطس والميسرة وفيها قوات شرق الأندلس وبلنسية، أما قوات المرابطين فقسمت إلى قوات البربر في القلب يقودها داوود بن عائشة أبرع قادتهم ، وسائر المرابطين في المؤخرة وهم أبطال لمتونة وصنهاجة ونخبة القوات بقيادة يوسف بن تاشفين.
النصاري الاسبان:كانت قوات أراجون والمتطوعة في المقدمة عليها ألبار هانيس أبرع قادة قشتالة والباقي بقيادة ألفونسو نفسه.
لبث الجيشان في المواجهة أياما ثلاثة يتبادلان الكتب وكان مما كتبه يوسف لألفونسو :-بلغنا يا أدفونش ، أنك دعوت إلى الاجتماع بنا ، وتمنيت أن تكون لنا سفن تعبر فيها البحر إلينا ، فقد عبرنا إليك، وقد جمع الله بيننا في هذه الساحة وسترى عاقبة دعائك ، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال-. فغضب ألفونسو بشدة فرد بكتاب يمتلئ بالوعيد، فرد عليه يوسف : -الذي يكون ستراه-.
حاول ألفونسو خديعة المسلمين فبعث للمعتمد وقال ان اليوم الخميس وغدا الجمعة وهو عيدكم فلا يكون فيه قتال والسبت عيد اليهود وهم معنا كثير والأحد عيدنا فنقاتلكم الاثنين ولكن المعتمد أدرك الحيلة وجاءت طلائعه أن معسكر ألفونسو يتجهز للقتال طوال الليل.


خامساً:المعركة:
في يوم الجمعة 12 رجب 479هـ - 23 أكتوبر 1086م
زحف النصارى على المسلمين وهجمت المقدمة بقيادة ألبار هانيش على مقدمة ابن عباد بعنف فارتد أكثرها ولكن المعتمد وفرسان اشبيلية ثبتوا بشدة وكان ألفونسو قد هاجم مقدمة الماربطين بقيادة داوود بن عائشة فردها عن مواقعها أيضا، فلما وجد يوسف أن المعركة لا تسير في صالح المسلمين، دفع بقوات البربر التي يقودها أبرع قادته سير بن أبي بكر اللمتوني فأنجد الأندلسيين والمرابطين ونفذ لقلب جيش ألفونسو واسترد المسلمين قوتهم وعاد من فر منهم وقاتلوا بشدة ولكن ألفونسو قد تقدم في الهجوم حتى صار قبالة خيام المرابطين فتقدم يوسف في قواته الاحتياطية والتف حول النصاري قاصدا معسكرهم فقتل حراسه وأحرقه وهاجم مؤخرتهم بشدة ودوي طبول المرابطين يشق السماء فارتد ألفونسو ليدرك معسكره فاصطدم بقوات يوسف في معركة هائلة مزقت فيها صفوف ألفونسو ووصل لمعسكره بعد خسائر فادحة وبقى النصاري بين قوات ابن عباد وسير بن أبي بكر، وقوات يوسف بن الخلف الذي دفع بضربته النافذة وهي هجوم حرسه الأسود وهو أربعة ألاف للمعركة فمزقت جموع ألفونسو حتى طعن هو نفسه في فخذه طعنة شديدة، وفر في خمسمائة فارس وصل منهم طليلطلة مائة فقط، وقضى المسلمين الليل في الميدان يرقبون الحركة ويجمعون الأسلاب والغنائم الوفيرة وكتب يوسف بالفتح للمعز بن باديس.
سادساً: ما بعد المعركة:
ذاعت أخبار الفتح في سائر الأندلس والمغرب وسعد به الناس أيما سعادة ، ويقال أن يوسف قد تسمى بأمير المسلمين عقب هذه الموقعة وقد أشاد يوسف بشجاعة وثبات المعتمد وأثنى عليه، وقد عاد يوسف بعد ذلك إلى اشبيلية ، ويعلق بعد المؤرخين على أنه لم يستغل نصره المشهود فيسير لطليطلة ليستردها فيجنى ثمرة النصر وهي لا ريب دانية القطف خاصة بعد هزيمة ألفونسو المروعة.
الحق أن الزلاقة من أيام الاسلام المشهودة وقد رد الله بها عن الاندلس خطر الفناء حتى حين، وكتب لها به عهدا جديدا من القوة والازدهار.


©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©