عنوان الموضوع : 300 عام لبناء عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد- فقه الدين
كاتب الموضوع : khouloud
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالىالم ترآ كيف فعل ربك بعاد ارمذات العماد اللتي لم يخلق مثلها في البلاد)صدق الله العظيم.


إن شداد بن عاد ملك سائر الدنيا ،وكان قومه بقية من قوم عاد الأولى الذين زادهم الله بسطة في الأجسام وقوة في الأعضاء ،فبعث الله إليهم هودا عليه السلام نبيا كما بعثه إلى عاد الأولى ،فدعاهم هودا إلى الله تعالى ،فقال شداد بن عاد:إذا آمنت بربك فمالي عنده ؟قال :هود عليه السلام يعطيك في الآخره جنه مبنيه من ذهب وياقوت ولؤلؤ ، وبأرضها أنواع الجواهر والمسك والعنبر ،فقال شداد: أنا أبني مثل هذا ولا أحتاج إلى ما تعدني به ، ثم أمر شداد ألف أمير من جبابرة قومه أن يخرجوا ويطلبوا أرضا واسعة كثيرة الماء ،عليلة الهواء ،بعيده من الجبال ،ليبني فيها مدينة من ذهب ؛ قال : فخرج أولئك الأمراء مع كل أمير ألف من خدمه وحشمه ، فصاروا في أرض اليمن حتى وصلوا جبل عدن ، فوجدوا هناك أرضا واسعة طيبة الهواء ، فأمرواالبنائين والمهندسين ، فخطوا مدينة طولها أربعون فرسخا من كل جهة عشرة فراسخ ، ثم حفروا الأساس إلى الماء وبنوه بحجارة الجزع اليماني وهو خرز فيه بياض وسواد ، الواحده جزعة مثل تمر وتمرة "حتى ظهروا على وجه الأرض ، ثم أحاطوا بها سورا إرتفاعه خمسمائة ذراع ، وصفحوه بصفائح الفضه المطلية بالذهب حتى صار لايدركه البصر إذا أشرقت عليه الشمس ، وقد جمع المعادن من سائر الدنيا واتخذها لبنا حتى إنه لم يبق في يد أحد شيئا منها إلا أخذه ، واستخرج الكنوز المدفونه ، ثم بنى داخل المدينه ألف قصر كعدد رؤساء مملكته ، كل قصر على ألف عمود من أنواع الزبرجد مطليه بالذهب والفضه ، طول كل عمود مائة ذراع ، وأجرى في وسطها نهرا وأوصل منه جداول لتلك القصور والمنازل ، وجعل حصاها من ذهب وفضه وأنواع الجواهر واليواقيت ،وجعل في حافات الأنهار أشجار من الذهب وجذوعها من الزبرجد ، وطلى حيطانها بالمسك والعنبر ، وجعل أشجارها الزبرجد واليواقيت ، ونصب عليها الطيورالمطربه وغير ذالك ،ثم بنى حول المدينه ألف منارة فلما كمل بناؤها أمرعماله بمشارق الأرض ومغاربها أن يتخذوا من البلاد بسطا وستائروفرشا من أنواع الحريرالمرقوم بالذهب والفضه ،لتوضع في تلك الغرف والقصوروأمربإتخاذ أواني الذهب والفضه ليوضع فيها الأطعمه والشراب ،فاتخذوا جميع ماأمر به ،فلما فعلوا ذلك كله ،خرج شداد من أرض حضرموت مع أكابر دولته وأمراء مملكته وقصدوا مدينة إرم ذات العماد ، فلما أشرفوا عليها قال : لقد صدقت في قولي ولا أنتظر ما قال هود ووعدني به فإنه بعيد وهذا قريب وقد قدرت عليه في الدنيا ؛ فلما أراد دخولها أمر الله تعالى ملكا من الملائكة أن يصيح ، فصاح بهم صيحه ، فخروا على وجوههم صرعى ، وقبض ملك الموت أرواحهم جميعهم في طرفة عين كما قال الله تعالى ألم ترآ كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) ومدة بنائها ثلثمائة سنة كما قاله الشيخ خالد علي البردة ، وقد أخفاها الله تعالى عن أعين الناس إلى قيام الساعة .
وقد قيل إن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبدالله بن قلابة الأنصاري دخل فيها ، وذلك أنه ضلت له إبل فخرج في طلبها ، فنظر إلى المدينة ، فلما رآها دهش لرؤيتها ، فلما وصل إليها أناخ ناقته ودخلها ، فرأى تلك القصور والأنهار والأشجار ولم يرى أحدا فقال : أرجع الى معاوية فأخبره بهذه المدينة ومافيها ، ثم حمل معه شيئا من تلك اليواقيت والجواهر ، وعلم على المدينة بجهتها ، ثم سار بعد ما ظفر بإبله إلى معاوية بدمشق وأخبره بما رأى ، فقال له معاوية رضي الله عنه : في اليقظة رأيتها ام في المنام ؟ فقال : بل في اليقظه وحملت من حصبائها ،فقال أرني فأخرج له شيئا من الجواهر واليواقيت ، فتعجب معاوية من ذلك وارسل إلى كعب الأحبار فلما دخل عليه قال له معاوية : ياأبا إسحق هل بلغك أن في الدنيا مدينة حصبائها الدروالياقوت ؟ فقال نعم ، وقد ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز فقال : ( إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ) وقد أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أخفاها الله تعالى عن اعين الناس إلى يوم القيامه ، وسيدخلها رجل من هذه الأمه يقال له عبدالله بن قلابة الأنصاري ، ثم التفت كعب فرأى عبدالله ، فقال : هذا ياأمير المؤمنين وصفته واسمه فى التوراة ،ولا يدخلها أحد بعده إلى يوم القيامه ، وقيل إن ذلك كان فى خلافة عمر رضي الله عنه انتهى....
لاإله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©