عنوان الموضوع : حكم قول ياحول الله- فتوى
كاتب الموضوع : salima
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

ما حكم قول ياحول الله؟


الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...

فقول القائل " يا حول الله " في معنى قوله " يا قدرة الله " لأن الحول من الحركة والحيلة ، وعلى هذا فهو على صورة دعاء صفة من صفات الله وهذا لا يجوز ، بل قال شيخ الإسلام كما في " تلخيص كتاب الاستغاثة للحافظ بن كثير " ص 80 ط دار أطلس ( إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث ، وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين ) انتهى ،
قلت : فمثال الأول قول القائل : أعوذ بكلمات الله التامات ، ومثال الثاني قوله : يا كلام الله أعذني ، وقائل هذه الكلمة يقصد بها لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولكن النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد على ما قرره المحققون .


تتمة :

وأما قول البعض " لا حول الله " فلا يجوز أيضا ، لأن فيها نفيا لقدرة الله سبحانه من غير قصد من القائل ، ولو قصد ذلك لكفر إجماعا .

فائدة في معنى الحوقلة :
قال النووي - رحمه الله - : ( قيل : معناه لا حول في دفع الشر ولا قوة في تحصيل الخير إلا بالله ، وقيل : لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته ، وحكي هذا عن ابن مسعود ، وكله متقارب) انتهى من شرح مسلم ( 17 / 31 ) ، قلت : ولعل الأمر ليس خاصا بالطاعة والمعصية فحسب على ما قرره شيخ الإسلام في غير موضع ، وعلى هذا فالمعنى : لا تحول من أي حال إلى أي حال إلا بالله ، ولا قوة لأحد على أي شيء إلا بالله .

فائدة في الحوقلة عند المصائب :
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : (هذه الكلمة هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع ، وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع ويقولها جزعاً لا صبراً ) مجموع الفتاوى ( 10 / 686)
وأما عند المصائب فالسنة هي الاسترجاع لا الحوقلة ، كما قال تعالى " وبشر الصابرين اللذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ".

فائدة في اتباع الحوقلة بزيادة مشهورة غير مأثورة :

وهي زيادة اسمي الله العلي و العظيم بعد الحوقلة ، فهذا هو المشهور ، لكن المأثور هو زيادة العزيز الحكيم على ما جاء في صحيح مسلم
(2696) من حديث سعد ابن أبي وقاص قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : علمني كلاما أقوله ،
قال " قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، سبحان رب العالمين ، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم " ،
قال : فهؤلاء لربي فما لي ؟ ، قال : " قل : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني "
قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله - في " شرح المشكاة " : ( وختم الحوقلة بهما ( أي : باسمي الله العزيز والحكيم ) لوروده في هذه الرواية الصحيحة - لاسيما رواية مسلم - أولى من ختمها بالعلي العظيم وإن كان قد اشتهر )انتهى " الفتوحات الربانية ص 40 " ،
هذا والله تعالى أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب .


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©