استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع
سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
-
07-22-2014, 01:42 PM بتوقيت الجزائر
#1
منْ كانَ حالِفاً فلْيحلِف بِالله
عنوان الموضوع : منْ كانَ حالِفاً فلْيحلِف بِالله
كاتب الموضوع : hanan
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن
¤ من حلف بغير الله ، هل عليه كفَّارة ؟~
من حلف بغير الله فقد ارتكب أمراً محرماً، وعليه التوبة إلى الله تعالى، والندم على ما فعل، والعزم على عدم العودة إلى ذلك مرة أخرى، وليس عليه كفارة إذا أخل بما حلف عليه، لأن هذه اليمين يمين محرمة لا يترتب عليها ما يترتب على الحلف بالله.
ورد النهي عن الحلف بغير الله على صيغ مختلفة احدها هذا الحديث .
¤ و قال العلماء: السر في النهي عن الحلف بغير الله ، أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده، وظاهر الحديث تخصيص الحلف بالله خاصة لكن قد اتفق الفقهاء أن اليمين تنعقد بالله وذاته وصفاته العلية، وقال: وكأن المراد بقوله (بالله) الذات لا خصوص لفظ الله.
¤ السر في التنصيص على الآباء في منع الحلف بهم مع أن الحكم شامل لهم ولغيرهم أن الحلف بالآباء هو سبب الحديث، ولكونه عادة جاهلية كما في رواية البخاري في ( باب أيام الجاهلية ) ولفظه: (ألا من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله، فكانت قريش تحلف بآبائها فقال: لا تحلفوا بآبائكم).
¤ النهي عن الحلف بغير الله لا يعارضه ما ورد في القرآن من إقسامه تعالى ببعض مخلوقاته، فذاك خاص به سبحانه، فهو سبحانه يقسم في كتابه بنفسه وبما شاء من مخلوقاته، وليس لغيره أن يقسم إلاّ به (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
¤ النهي عن الحلف بغير الله قد يعارضه ما ورد في حديث: (أفلح وأبيه إن صدق)؛ والجواب عن ذلك ما قاله الحافظ ابن حجر في (الفتح) بعد إشارته إلى الحديث المشار إليه قال: فإن قيل: ما الجامع بين هذا وبين النهي عن الحلف بالآباء؟ أجيب: بأن ذلك كان قبل النهي، أو بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها الحلف، كما جرى على لسانهم عقرى حلقى.
وما أشبه ذلك ثم ذكر وجوها أخرى وقال: وأقوى الأجوبة الأولان.
¤ جاء عن سلف هذه الأمة ما يبين سلامتهم من الحلف بغير الله وبعدهم عن التعلق بغيره سبحانه، وبيان خطورة هذا الأمر، فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول بعد أن قال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال: (فو الله ما حلفت بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذاكراً ولا آثراً).
¤ وقال الحافظ ابن حجر في (الفتح): قال الشعبي: (لأن أقسم بالله فأحنث، أحب إليَّ من أن أحلف بغيره فأبر)، ثم قال: وجاء مثله عن ابن عباس وابن مسعود وابن عمر.
¤ وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد)، في ( باب قول الله تعالى: { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } ) قال: وقال ابن مسعود: (( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أن أحلف بغيره صادقاً )).
¤ وقال حفيده الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتاب (فتح المجيد): "ومن المعلوم أن الحلف بالله كاذباً كبيرة من الكبائر، لكن الشرك أكبر من الكبائر وإن كان أصغر، فإذا كان هذا حال الشرك الأصغر فكيف بالشرك الأكبر الموجب للخلود بالنار، كدعوة غير الله، والاستغاثة به، والرغبة إليه، وإنزال حوائجه به ".
¤ وقال حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله في كتاب (تيسير العزيز الحميد): " وإنما رجَّح ابن مسعود رضي الله عنه الحلف بالله كاذباً على الحلف بغيره صادقاً، لأن الحلف بالله توحيد والحلف بغيره شرك، وإن قدر الصدق في الحلف بغير الله فحسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق، وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك، ذكره شيخ الإسلام يعني ابن تيمية، ثم قال: وفيه دليل على أن الحلف بغير الله صادقاً أعظم من اليمين الغموس، وفيه دليل على أن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر، وفيه شاهد للقاعدة المشهورة وهي: ارتكاب أقل الشرَّين ضرراً إذا كان لابد من أحدهما " - انتهى.
¤ وهذا الأثر الذي أورده الشيخ محمد بن عبد الوهاب في (كتاب التوحيد) عن ابن مسعود رضي الله عنه قد ذكره الحافظ المنذري في كتاب (الترغيب والترهيب) في (باب الترهيب من الحلف بغير الله) فقال: وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (لأن أحلف بالله كاذباً أحبّ إليَّ من أن أحلف بغيره وأنا صادق)، ثم قال: رواه الطبراني موقوفاً، ورواته رواة الصحيح.
¤ مِن فقهِ الحَديث، وما يُستنبَط مِنه :
(1) النهي عن الحلف بالآباء وبكل من سوى الله.
(2) وجوب قصر الحلف على أن يكون بالله.
(3) قضاء الإسلام على العادات المذمومة في الجاهلية.
(4) الإشارة إلى عدم الإكثار من اليمين حيث قال: (من كان حالفاً).
(5) أن الإنسان عند الحلف أمامه أمران لا ثالث لهما: إما الحلف بالله، وإما السكوت وعدم الحلف بغيره، ولو كان ذلك الغير بالغاً من التعظيم اللائق به ما بلغ كأنبياء الله ورسله وملائكته والكعبة،فلا يجوز أن يقول المسلم في حلفه: والنبي، وجبريل، والكعبة، وبيت الله، وحياتي، وحياتك، وحياة فلان، وغير ذلك من المخلوقات، لأن الحلف بغير الله لا يرضاه الله ولا يرضاه رسوله صلى الله عليه وسلم، بل جاءت سنة المصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بتحريمه والتحذير منه، وتقدم في الكلام على هذا الحديث ذكر بعض الأحاديث الصريحة في ذلك، وقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} "الحشر7".
وقد نهانا -صلوات الله وسلامه عليه- أن نحلف بغير الله فيتحتم علينا الانتهاء عن ذلك، وقال سبحانه وتعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً } الأحزاب36 ، وقال تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } النور63.
أسأل الله عزَّ وجل أن ينفعنا بما قلنا و سمعنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبِه ومن تبعه بإحسانِ إلى يوم الدّين.
¤ لا تنسوْنا من طيّب دُعائكُم ¤
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة madiha في المنتدى المطبخ الجزائري
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-03-2014, 09:37 PM بتوقيت الجزائر
-
بواسطة مريم في المنتدى الأشغال اليدوية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-16-2014, 01:55 PM بتوقيت الجزائر
-
بواسطة kamiliya في المنتدى الصحة النسائية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-16-2014, 09:59 AM بتوقيت الجزائر
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى