عنوان الموضوع : " المرء مع من أحب "- السنة الشريفة
كاتب الموضوع : imilla
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ




عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم " المرء مع من أحب " (1)


" المرء مع من أحب " هذا الحديث فيه الحث على قوة محبة

الرســل ، واتباعهم بحسب مراتبهم ، والتحذير مـــن محبــة

ضدهم، فإن المحبة دليل على قوة اتصال المحب بمن يحبه ،

ومناسبته لأخلاقه، اقتدائه به، فهي دليل على وجود ذلك ،

وهي أيضا باعثة على ذلك .



وأيضــا مــن أحب الله تعالى ، فـــإن نفـس محبته مـن أعظم

ما يقربه إلى الله ، فــإن الله تعـــالى شكور ، يعطي المتقرب

أعظم - بأضعاف مضاعفة - مما بذل ، ومـــن شكره تعالى :

أن يلحقه بمن أحب ، وإن قصر عمله ، قــال تعــالى ( وَمَن

يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ

النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ

رَفِيقاً ) النساء : 69


ولهذا قال أنس" ما فرحنا بشيء فرحنا بقوله صلى الله عليه

وسلم " المرء مع من أحب " قـال : فأنا أحب رسول الله ،

وأبا بكر ، وعمر ، فأرجو أن أكون معهم " .


وقــال تـعـــالـى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ

وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) الرعـد : 23 . وقـال سبحانه ( وَالَّذِينَ

آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم

مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ) . الطور : 21 .



وهــذا مشاهد مجرب إذا أحب العبد أهل الخير رأيته منضما

إليهــم ، حريصا على أن يكون مثلهم ، وإذا أحب أهل الشر

انضم إليهم ، وعمل بأعمالهم .


وقال صلى الله عليه وسلم " الرجل على دين خليله فلينظر

أحدكم من يخالل "(2) ، و " مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ،

كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمَّا أن يُحذِيَكَ ،

وإمَّا أن تبتاعَ منهُ ، وإمَّا أن تجدَ منــهُ ريحًا طيِّبةً ، ونافخُ

الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً"(3)



وإذا كــان هـذا في محبة الخلق فيما بينهم ، فكيف بمن أحب

الله ، وقــــدم محبته وخشيته على كل شيء ؟ فإنه مع الله ،

وقد حصل له القرب الكامل منه ، وهو قرب المحبين ، وكان

الله معه . فـ ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )

النحل : 128 .


وأعلى أنواع الإحسان محبة الرحيم الكريم الرحمن ، محبة

مقرونة بمعرفته .



فنسأل الله أن يرزقنا حبه ، وحب من يحبه ، وحب العمل

الذي يقرب إلى حبه ، إنه جواد كريم ، وبالله التوفيق .



كتـــــاب : بهجة قــلـــوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح


جوامع الأخبار(ص173) للشيخ عبد الرحمن السعدي (بتصرف)



....



(1) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الأدب ، ب علامة الحب في الله

عز و جل ، ص 1189 / ح 6170)

من حديث أبي موسى الأشعري


(2) أخرجه أبو داود في سننه ( ك الأدب ، ب من يؤمر أن يجالس ،

ص 1578 / ح 4833 ) من حديث أبى هريرة ،

وقال الألباني : حسن .


(3) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الذبائح والصيد ،

ب المسك ، ص 1091 / ح 5534 )

من حديث أبي موسى الأشعري


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©