عنوان الموضوع : هل الأم مدرسة ؟؟؟؟؟ - شقائق الرجال
كاتب الموضوع : imilla
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اهلا بكم زوار و أعضاء منتديات ايمازيغن

قال الشاعر : حافظ إبراهيم

الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ


هل هي حقا مدرسة ؟! كيف لا وهي كما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق...
وأي مدرسة هي الأم ؟! وأي أم هي المدرسة؟!



نعم، الأم مدرسة فهي المعلمة وهي الطالبة في وقت واحد تتعلم من الحياة في كل لحظة منذ بداية ارتدائها ثوب الأمومة وحتى تفيض روحها ، تتعلم وتتعلم وتنقل ما تعلمته لأولادها فتصبح لهم كالمعلمة والأمر هنا ليس بالهين او بالسهل ، فرغم روعة وجمال الأمومة إلا أنها من أصعب المهام الملقاة على عاتق البشرية فقبل أن تكون أما كانت ابنة وقبل ان تصبح مسؤولة كان لها من هو مسؤول عنها ، وهما والداها..
فالحياة تدور في حلقات مغلقة .. فهي تعلمت فيما مضى من الجيل الذي سبقها وها هي ذا قد أصبحت معلمة لجيل قادم.
وقبل أن نتحدث عن الأمومة لا بد لنا أن نفهم وبصورة جيدة المعنى الحقيقي للأمومة تلك الصفة التي يجهل البعض لا بل الكثير معناها وأهميتها ، فالأمومة لا تنحصر في فترة حمل وإنجاب ورضاعة، أو اهتمام ببناء جسد مولود وتنميته بل تشمل كل هذه الأمور بإضافة عمل ومثابرة متواصلين لبناء شخصية المولود ذكرا كان أو أنثى ، وكل حسب جنسه ، وسكب الفضائل والصفات الحسنة في هذا المولود وتربيته التربية الصحيحة المبنية على الحب والاحترام والتمسك بالعقائد والفضائل الدينية التي أساس دعائمها " الإسلام" الحق. ففي ذلك اليوم الذي تقف فيه بين يدي الله ستُسأل وستجيب ودون ان تتردد عما فعلته في دنياها في تلك المسؤولية العظيمة التي حملتها طوال حياتها والتي تدعى " الأمومة" ، لن يكون لها الخيار فلا بد لها من الإجابة وستحصل على النتيجة فإما الجنة وإما ...
الأم قدوة ، وقبل أن تكون المرأة الأم قدوة ، كانت زوجة صالحة وقبل أن تصبح زوجة صالحة كانت ابنة بارة بوالديها، سارت على تعاليم الدين الإسلامي الحق ، تعلمت الطاعة منذ نعومة أظفارها وتعودت الالتزام بتعاليم دينها منذ الصغر وسارت محتشمة، الصدق في كلامها والحياء من صفاتها ، والبعد عن التبرج والتشبه بالغرب من أخلاقها.
ونرى في مجتمعنا هذا العديد من الصور الخاطئة لا بل السيئة والرديئة من الأمومة، منها الأم المتبرجة السافرة التي ابتعدت عن الدين ، ومنها الأم التي أطلقت العنان للحرية المطلقة لأولادها دون رقابة أو قيد، ومنها الأم التي تلبس الحجاب وتترك بناتها سافرات متبرجات لهذا السبب أو ذاك، وهناك الأم التي ترتدي ما يسمى غطاء الرأس وتبتعد عن اللباس الشرعي، ومنها الأم التي يكون أكبر همها شكلها وصغر سنها في نظر غيرها فترتدي ما لا يناسب عمرها ومركزها وكونها أما ... وقدوة.
نعم تلك هي بعض الصور التي ،ومع الأسف الشديد، والحسرة تنتشر في مجتمعنا..فيا أيتها الأمهات إننا في هذا العصر الذي يحارب فيه الإسلام من كل جانب بحاجة لأن تكنّ أمهات ! وأمهات صالحات، اهتممن بأولادكن ، أعطين فلذات أكبادكن حقهم من الواجبات وازرعن زرعا صالحا حتى تجنين في المستقبل زرعا أخضر يعود عليكن بالخير والسعادة الأبدية ، لا تقلن نريد لهم الحرية قلن نريد لهم الالتزام بالإسلام، لا تقلن نريد لهم السعادة في الدينا بل عوّدن أولادكن على العمل من اجل الدنيا والآخرة فالسعادة الحقيقية فيها ، لا تعلمنهم التمسك بما هو زائل ولا تجعلن الدنيا أكبر همهم! علمنهم سبب خلقهم واننا كافة ومنذ بدء الخليقة خلقنا لعبادة رب السموات لا للتمتع بالحياة التي نحياها لمرة واحدة وليس لاستغلالها في معصية الخالق وتجنيدها لملذات الدنيا ومتعها دون العبادة السبب الأوحد لخلقنا ، وهذا شعار يسير من ورائه الكثير من محبي الدنيا دون الآخرة بل هو دعوة الابتعاد عن الدين.علمن أولادكن أن يعملوا من اجل الآخرة لأن فيها الحياة فهي دار الجزاء ، وأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم ونساؤه وصحابته قدوة حسنة لهم بحبهم لله ولسيرهم حسب تعاليم الإسلام والسنة لا بالابتعاد عنهم واعتبارهم قد مضوا وانتهى عصرهم!!
أيتها الأم لا تعلّمي بناتك ان جمالهن ومظهرهن السافر المتبرج عبارة عن بطاقة الفوز والنجاح ، ولا تمشي رافعة الرأس مفتخرة وأنت تسيرين وبناتك يتمايلن بلباسهن الفاضح متبرجات وكأن جمالهن أبدي ، بل كوني على ثقة بأنهن بطاقات دخولك الجنة أو والعياذ بالله، لدخولك جهنم، لا تقولي إنهن سيستترن ولكن في بيوت أزواجهن فأنت أولى وأحق من أي كان في أن تدخلي الجنة بسبب تربيتك الصحيحة لهن وبنائهن البناء الصحيح ليصبحن أمهات بكل ما تحمله هذه الكلمة من صدق وأمانة. كوني قدوة لهن ليصبحن قدوة لبناتهن ، لا تغمضي عينيك ولو للحظة عن تربيتهن ولا تقصري في سكب الفضائل والصفات الحسنة في أعماقهن ولا تقولي لنفسك " دعيهن يتعلمن من الحياة كما يشأن" ! أو أن تهمسي في نفسك قائلة " عليهن تجربة الحياة ورؤية الحلو والمر منها وسيكون تدخلي عند اللزوم " وصدقيني كثيرا ما يكون هذا اللزوم بعد فوات الأوان أو كما يقال " بعد خراب مالطة" أو أن تقولي في ذاتك " ماذا أفعل ، لقد خرج الأمر من يدي"!!وأي الأمور تلك التي تركتها تخرج من بين يديك...!!
لا تعتقدي أيتها الأم بأنك إذا علّمت ابنتك فن الطبخ والقيام بواجبات البيت أن دورك قد انتهي ، لا وألف لا ، فهناك الكثير الكثير من الأمور التي من واجباتك كأم أن تعلميها لابنتك حتى تصبح زوجة صالحة وأما قدوة بدءاً بالسير حسب تعاليم الدين الإسلامي وطاعة الله والزوج ، والعمل على إتقان الأعمال البسيطة منها والصعبة، القليلة منها والكثيرة. وتذكري جيدا بل كوني على ثقة أن ابنتك هي امتداد لك كما انك امتداد لوالدتك وهي كانت لوالدتها وهي كانت .. الى ما شاء الله وكل ما علّمت ابنتك وعلّمته هي لأولادها ومنهم لأولادهم ... الى ما شاء الله سيعود عليك وعلى الذين سبقوك بالنتيجة الحسنة منها والسيئة ، لهذا كوني على حذر فيما تفعلين وكيف تزرعين لأنك في النهاية ستحصدين نتاج زرعك.
أيتها الأم ، في ذاك اليوم لا بد لك من الوقوف امام رب العالمين لتحصلي على نتيجة امتحان الأمومة الذي قدمته طوال حياتك ، لا بد أن تتذكري أن الاسئلة التي ستجيبين عليها اضطراريا وليس اختياريا ستشمل كل ما سكبته وزرعته في اعماق أولادك الذكور منهم والإناث فإن كان ما سكبته وزرعته صالحا او طالحا سيعود عليك فانت الاساس وهم الامتداد كما كان اهلك الاساس وكنت انت الامتداد ،وكل ما سيفعله امتدادات من بعدك سيعود عليك بالنتيجة ، فالرجاء راجعي نفسك وحاسبيها وتعلمي معنى المسؤولية العظمى التي تحملينها فوق كتفيك شئت ذلك ام ابيت .واكرر ازرعي زرعا صالحا ، ابني بناءً متينا أساسه الإسلام وأعمدته المتينة القرآن والسنة وارفعيه عاليا لعبادة الرحمن فعسى ان تجتمعي ومن أحببت في جنات النعيم .



السلام عليكم
و دمتم في رعاية الله وحفظه .




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©