
تتميز هذه المنطقة عن المناطقالأخرى بالجمع بين عناصرها الطبيعية و الثقافية التي تشهد على عصور ماضية أكثررطوبة عرفها الجنوب الجزائري. فخصائصها الجيولوجية ،ذات قيمة جمالية ممتازة , تمثلتكوينات بلورية تعود إلى الزمن الجيولوجي ما قبل الكمبري (أكثر من 500 مليون سنة) وصخور رملية تعرضت للحت الطبيعي تشكل "غابات من الصخور" . ففي عصر النيوليتيك (العصرالحجري الحديث )مرت منطقة التاسيلي بظروف مناخية أكثر ملاءمة للإقامة و الاستيطانالبشري : أدت إلى وفرة الطرائد للقنص ، مكنت من ممارسة تربية المواشي و ممارسةالرعي بالقرب من مواقع منيعة يسهل الدفاع عنها . تركت الشعوب التي تعاقبت علىالمنطقة الكثير من الآثار الأركيولوجية منها مادة غزيرة من الفخار،غير أن الرسومالملونة و النقوش الصخريةالمتكاثرة على جدران الكهوف هي التي صنعت الشهرة العالميةللتاسيلي ابتداء من عام 1933 تاريخ اكتشافها من طرف الملازم الأول "برينانس".هناكأكثر من 15000 رسم و صورة تم إحصاؤها إلى يومنا هذا .
تمتد هذه الرسوم عبر الزمن حسبعدة فترات أو عهود تعكس كل واحدة منها حياة حيوانية معينة تتميز بنمط مختلف .هذهالفترات هي:
1- الفترة الطبيعية naturiste وهي الأقدم:
الحيوانات الممثلة في هذه الفترةهي حيوانات السافانا.
2 - الفترة المسماة بالقديمة أوالعتيقة:
الحيوانات المرسومة في هذهالفترة كثيرة جدا و تتناسب مع مناخ رطب. تغير نظام التمثيل التخطيطي في هذه الفترةفأصبحت لدينا رسوم لوجوه صغيرة مبسطة أو أشكال ضخمة تحمل دلالات و غايات سحريةواضحة.
3- فترة رعاة البقر:
تمتد هذه الفترة من 4000 سنة قبلالميلاد إلى 1500 سنة قبل الميلاد،و هي الأهم من حيث عدد الرسوم المحفوظة التيتتميز برسوم للأشخاص تعد الرسوم التي تمثل قطعان الأبقار و مشاهد من الحياة اليوميةمن أشهر الرسوم من الفن الصخري pariétal من عهد ما قبل التاريخ.
4- فترة الخيول:
تغطي الفترة الممتدة منالنيوليتيك (العصر الحجري الحديث) إلى تاريخ ظهور البشرية تصادف اندثار العديد منالأنواع الحيوانية بتأثير الجفاف كما تتميز بظهور الحصان(رسوم لخيول متوحشة و خيولمستأنسة موصولة بعربات).
5- أخيرا فترة الجمال :
بدأت في القرون الأولى من العهدالميلادي تتصادف مع ظهور الجمل.
بعد أن كانت موقعا ثقافيا فحسبأصبحت الحظيرة الوطنية للتاسيلي ناجر جديرة بالاهتمام كموقع طبيعي . فمطابقتهاالجيولوجية ،ذات قيمة جمالية ممتازة , تمثل تكوينات بلورية تعود إلى الزمنالجيولوجي ما قبل الكمبري (أكثر من 500 مليون سنة) و صخور رملية تعرضت للحث الطبيعيتشكل غابات من صخور. تملك الحيوانات و النباتات هنا خصائص تميزها عن غيرها وهي تعودإلى فترات ما قبل التاريخ عندما كانت منطقة التاسيلي أكثر رطوبة بكثير مما هي عليهالآن. في هذا الوسط عاش أناس و أنواع مرتبطة بالماء مثل الكركدن و أنواع مندثرة منالمنطقة منذ بضعة آلاف من السنين مثل الجاموس، الفيل، وحيد القرن و الزرافة،كماتشهد و تدل على ذلك النقوش و الرسومات.
بالمقارنة مع مناطق أخرى تبدومنطقة التاسيلي منطقة فريدة فهي تمزج بين عناصرها الجيولوجية و الثقافية التي تشهدعلى عهود أكثر رطوبة عرفها الجنوب الجزائري.
تتمثل الأخطار التي تهدد الموقعفي الحت الطبيعي الذي تتعرض له الرسوم والتخريب المتزايد الذي يعود إلى سهولةالوصول إليها و بالتوازي مع ذلك نفايات السياح المهملة بدأت تهدد بل و تضر بنوعيةالموقع.
المصادر:
- موقع اليونسكو للتراثالعالمي
- صور منقولة عن مديريةالسياحة لولاية إيليزي.