عنوان الموضوع : سدراتا المدفونة تحت الرمال - جزائري
كاتب الموضوع : hanan
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

[size3"]سدراتا المدفونة تحت الرمال
آثار الدولة الرستمية بالجزائر مدينة سدراته الأثرية
الاخوة الكرام القائمين على تاوالت.
الاخوة رواد الموقع ومراسليه.
إلى كل من يطالع تاوالت كل اسبوع.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
نقلت لكم من مجلة العربي العدد ( 517 ) الصادر في ( 1-12-2015 ) .هذا البحث الذي يتناول مدينة سدراتا المدفونة تحت الرمال إلى يومنا هذا .لاهميته وخصوصية سرده لبعض الاحداث التى مرت بها المنطقة والابحاث التى تناولتها احببت نقله لكم .وهو للباحث على حملاوى
تعد مدينة سدراته من المدن الإسلامية المبكرة بالقطر الجزائري التي لم تنل من الدراسات والأبحاث الجادة إلا الشيء القليل حتى يتمكن من إزاحة اللثام عمّا تحتفظ به من أسرار وكنوز مدفونة تحت الرمال.
شكّلت مدينة سدراته محور اهتمام عدد من الباحثين والرحّالة الأجانب منذ نهاية القرن 19م إلى يومنا هذا. وتمثل هذا الاهتمام في جوانب عدة منها البحث عن تاريخ نشأتها من خلال المصادر والروايات الشفوية المتداولة بالمنطقة, مثلما فعل هنري دفيري (h.duveyrier) (1859-1861), وشارل فيرو (ch.feraud) (1871-1872) أو التركيز على معالمها الأثرية البارزة ووصفها وصفاً سطحياً مثلما فعل لو دفيك فيل (l.ville) وفكتور لارجو (v.largeau) (1872-1879م), وأخيراً محاولة إجراء تنقيبات أثرية في أماكن مختلفة من أجزاء المدينة كما فعل هـ.طاري وب. بلانشي والمهندس فوشير ومارغريت ف.برشم.
وقد كان لهذه العمليات الأخيرة التي شهدتها سدراته دور كبير في إخراجها إلى النور, وإبراز أهميتها من الناحية الأثرية خاصة, لما أسفرت عنه من نتائج, رغم قلتها, فهي تعد جد مهمة مكنتنا من التزوّد والاطلاع على بعض الجوانب الخفية للمدينة, المعمارية منها والفنية.
والسبب في ندرة الدراسات حول مدينة سدراته يكمن في موقعها الصعب المنال من جهة, وما يتطلبه من إمكانات مادية وبشرية جد ضخمة من جهة أخرى. بالإضافة إلى ذلك, فإن الإهمال الذي عرفته المدينة طوال سنوات عدة أدى إلى إبقائها عرضة لمجموعة من العوامل تفعل بها ما تشاء, فالزوابع الرملية العنيفة التي غالباً ما تعرفها مناطق الجنوب خلال فصل الربيع, وما فتئت تزيد من زحف الرمال وعلو كثبانها وتغيير وضعيتها باستمرار. علاوة على ذلك, فإن الزيارات المكثفة التي كان ومازال يقوم بها فئات مختلفة من المجتمع إلى أطلال المدينة, عن قصد أو غير قصد, أضحت هي الأخرى خطراً يهدد معالمها.
كل هذه الأسباب أدت بطبيعة الحال إلى طمس جزء من منشآت المدينة أحياناً وكشف جزء آخر أحياناً, كما انجر عنها انهيار المباني المكتشفة بفعل التغيير الفجائي بين درجات الحرارة ووطأة المتجولين.

الموقع
تبعد أطلال مدينة سدراته عن مدينة ورقلة في اتجاه جنوب غرب ببضعة كيلومترات والتي تبعد بدورها عن الجزائر العاصمة بحوالي 800 كلم, وهي مدينة شيدت مبانيها بالقرب من مصب وادي مائة الممتد من جنوب غرب جبل العباد إلى قارة كريمة جنوبا وإلى حوالي 20 كلم شمال مدينة ورقلة, ويعتبر وادي مائة من الموارد المائية الرئيسية التي كانت تزوّد المنطقة آنذاك, وهو ما ساعد على استقرار مجموعات بشرية بها منذ أزمنة غابرة.
تتربع المدينة على مساحة تقدر بحوالي 2 كلم2 في اتجاه شمال غرب – جنوب شرق, تشغل مبانيها مجموعة من التلال يتراوح ارتفاعها ما بين 140,99م إلى 150,10م, يحيط بها من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية سلسلة من الجبال أو ما تعرف محليا باسم قارة أشهرها قارة كريمة وجبل العباد. وتعد هذه القارات والجبال بمنزلة شريط دفاعي يحيط بأغلب جهات المدينة, كما يعد بمنزلة ملاجئ يحتمي بها السكان من غارات الأعداء, نظراً لاستواء سطوحها وصعوبة مسالكها وارتفاعها الشامخ من جهة, واحتوائها على أهم عنصر للحياة وهو الماء مثلما كان بقارة كريمة. إن هذه الميزات الطبيعية التي تتجلى بهذا الموقع فضلاً عن وجوده في مفترق طرق القوافل التجارية, كانت من بين الأسباب الرئيسية المساعدة على استقرار مجموعات بشرية وظهور حضارة راقية لاتزال آثارها ماثلة للعيان.

مدينة لها تاريخ
تزخر منطقة ورقلة بمواقع أثرية تعود إلى فترات ما قبل التاريخ كبرج ملالة وحاسي مويلح وغيرهما, كما تم الكشف عن أدوات حجرية بالمنطقة الممتدة جنوب سدراته , وهي بذلك تعد دليلاً مادياً على أن الموقع كان معروفاً خلال فترة ما بعد العصر الحجري والعصر الحجري الحديث غير أن هذا الموضوع لايزال بحاجة إلى أبحاث ودراسات معمّقة للكشف عن استقرار العنصر البشري بهذا المكان, وأهم الصناعات المنجزة من طرفه, أما بالنسبة للعهد الروماني, فإنه يجهل الكثير عن أوضاع المنطقة خلال هذه الفترة, على الرغم من أن هناك من يعتقد بوجود مخلفات رومانية شمال مدينة سدراته . والحقيقة أن هؤلاء لم يستقروا إطلاقاً بهذه المناطق, بل كانوا يجوبونها في شكل حملات قد يكون الهدف من ورائها جمع الضرائب من القبائل البربرية الموجودة هناك, والتي فضلت هجرة مواطنها الأصلية والاحتماء بهذه الأماكن هروباً من الغزو الروماني.
[/SIZE]



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©