عنوان الموضوع : هكذا يعيش المسعولون في بلادي - الانشغالات الادارية
كاتب الموضوع : chahinez
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

سألت قطتي مثلما سأل الحكيم حماره في القصة الشهيرة
ترى كيف يعيش بعضهم في بلادي
قالت
يستيقظ من نومه لا يحمل هم الحليب والخبز والملح والقهوة لأن كل الخير لديه مخزن
وتستيقظ زوجته المصون تودعه عند الباب لا تسأله عن ثمن السردين لأنها لا تأكله أصلا
وتعد قائمة طعام اليوم
خروف كامل فتي مذبوح مسلوخ
كبده وطحاله
صندوق موز وصندوق عنب وصندوق تفاح وما لا نعرفه من فواكه وثمار
علب عصير ليست هي بونجو ولا بانش ولا رامي فهناك ما هو لهم ومحرم علينا نحن لأن ثمنه يزيد عن الحد الأعلى لأجرتنا الكبيرة جدا
سلاطات متنوعة وخضر كلها بالصناديق حتى المناشف لها قائمة وعطرة ومزينة بقلوب تضفي على المائدة بعض الحب
القائمة لا ترسل للسيد بل تعطى للسائق والسائق لا يبالي فهو فقط ينقل ما ضمته القائمة من دكان جزار لا يقبض وخضار لا يريد أن يقبض وبقال يدفع من جيبه للسائق كي يرضى عنه مولاه المبجل
وتسوى الفاتورة بمشروع من ميزانية الثقافة واستقبال الضيوف الذين لا يأتون
وينسى الأجرة والمرتب لأنه لا يعرف كم يقبض فقط هو يسمع أن سيدهم وسيدنا قبلهم قد قرر رفع الظلم عن الشعب فزاد لإطارات الدولة مئة وخمسون بالمئة في مرتباتهم التي لا يسحبونها أصلا
ثم أتى صاحب العمال يلوي على خير فزاد في أجر الغلابى وبذا أصبح للقوم زيادة فوق ما زاد الكبير .
وهنا علمت بأني ظلمت نفسي لما ولدت هنا فقد كان لزاما علي أن أكون هناك
وهناك حيث الشمس تشرق كل يوم دون أن تخرج زوجة المسؤول لتمنح قائمة اليوم للسائق كي تحضر غداء السارق هناك حيث يعيش الناس لا فرق بين وال أو طبيب أو ضارب المطارق.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©