عنوان الموضوع : جنون نقابات التربية وإختلالات القانون الأساسي - انشغالات نقابية
كاتب الموضوع : salima
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

أكثر ما يسترعي الإنتباه بشدة في مطالب نقابات التربية ليس الإلحاح على تدارك الإختلالات المزعومة في القانون الاساسي لعمال القطاع فهذا شيء طبيعي في العمل النقابي ولاحتى التهديد بالعودة إلى الإحتجاج والإضراب فذلك أكثر من بديهي لأنه يعتبر السلاح الفتاك لــــدى النقابات ، ولاحتى التنافس الشرس بين النقابات حول إستقطاب القاعدة العمالية عن طريق التنسيقيات واللجان لتقويـــــة الصفوف ، ولكن مايلفت الإنتباه ويصيب زكامه العقول قبل الأنوف هو جنون هده النقابات التي توصف بالفاعلة في الساحة ومحاولتها إستغباء الجميع بل والقفز علـــى قوانين الدولة وهذ بتقديمها مقترحات سحرية تسيل لعاب الناظرين إليها وتوحي بالإرتقاء برجال التعليم إلى السموات العليا ،لكن مادامت حريــة التعبير مكفولة دستوريا في بلادنا فسأحاول إماطة اللثام على مزاعم هذه النقابات و إبطال سحرها مثلما أبطل موسى سحر فرعون .
أولا : تطالب نقابات التربية وعلى رأسها الإنباف من الوزارة تحويل المناصب النوعية ( مفتش ومدير ) إلى رتب مثل ما كان الحال عليــه من قبل ، وهنا أقول لهذه النقابة وأخواتها بأن مطلبكم غير قانوني وغير قابل ليتحقق وهذا لتنافيه مع المادة رقم 10 من الأمر رقم 06 - 03 المتضمن القانون العام للوظيف العمومي حيث تقول هذه المادة في فقرتها الأولى " زيادة على الوظائف المناسبة لرتب الموظفين تنشأ مناصب عليا " وتقول في الفقرة الثانية " المناصب العليا هي مناصب نوعية للتأطير ذات طابع هيكلي أو وظيفي ، وتسمح بضمـــان التكفل بتأطيـــــــر النشاطات الإدارية والتقنية في المؤسسات والإدارات العمومية ".
والمادة رقم 11 من نفس الأمر تنص على كيفية إنشاء المناصب العليا ، والتي من بينها القوانين الأساسية.
وهنا نكون صرحاء مع بعضنا البعض ونقول بان هذا المطلب غير القانوني جاء نتيجة تدمر المدراء والمفتشين من مساواتهم مــــع مرؤوسيهم في التصنيف وفي بعض الأحيان نجد صنف المرؤوس أكبر من صنف الرئيس ، فالإستعلاء والعظمة و الغرور هي التي جيشت وحركت النفوس وليس المقابل المادي .
ثانيا : إن المتمعن في مقترحات النقابات فيما يخص التصنيف يجد هذ الأخيرة دهبت بعيدا في غرورها ، فمنها من تطالب بتصنيف مديــــــــــــر المتوسطة في نفس صنف الطبيب العام ( الصنف 16) وهو الذي لم تطأ قدماه الحرم الجامعي ولو في الحلم حيث نجد أكثر من 90 بالمائــــة من مدراء المتوسط مستواهم العلمي هو الثالثة ثانوي في أحسن الأحوال ، وهناك من النقابات من طالبت بتصنيف مفتش التعليم الثانوي خـــــــارج الصنف أي مع دكاترة الجامعات ، وهناك وهناك .........إلخ ، فيا له من حلم وياله من طموح عند نقابات تجهل تماما بأن أحلامها تتنافى جملــــة وتفصيل مع شبكة الأجور و مستويات التأهيل التي جاء بها المرسوم الرئاسي رقم 07-304 المؤرخ في 29/09/2015 .
ثالثا : من حيث إستحداث رتبة أستاذ مكون : فمن الحيل التي أهتدت إليها النقابات هــــــي إستحداث رتبة جديدة فـــي كل الأطوار خاصة بالتدريس تسمى رتبة أستاذ مكون ، والهدف من هذا هو تمكين الأساتذة من التدرج عبر جميع التصنيفات إلى غاية الصنف 17 دون اللجوء إلى رتب المسؤولية الإدارية وهذا في حالة إلغاء المناصب النوعية حسب إعتقاد النقابات ، ولكن الفخ الذي وقعت فيه النقابات ولم تتفطن له إلا بعد فوات الأوان ، هو طبيعة المهام التي يؤديها الأستاذ المكون ، هل هي نفسها مهام مفتش المادة أم هي نفسها مهام الأستاذ الرئيسي الذي جــــاء به القانون الأساسي الحالي ، فالتداخل في المهام والصلاحيات يحول دون إستحداث مثل هذه الرتبة .
رابعا : فيما يخص شروط توظيف المساعدين التربويين : نجد كل النقابات التي شاركت في المفاوضات أقترحت بل وألحت في مطالبها بأن يوظف مستقبلا كمساعد تربوي كل من هو حاصل علــى شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية أو شهادة تقنــــــي سامـــي وهذا قصد تصنيف المساعد التربوي في الصنف 10 ، غير أن هذه النقابات لم تسأل نفسها كيف نستطيع مستقبلا أن نجد سنويا المئات من الحصلين علــــى شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية ونحن نعلم أنه إبتداءا من سنة 2015 الجامعة الجزائرية أصبحت لا تمنح إلا ثلاثــة أنواع من الشهائد فـــــي إطار ( ل.م. د) أنظر المرسوم التنفيذي رقم 08-265 المؤرخ في 19/08/2015 ، وحتى شهاد تقني سامي لاتصلح للتوظيف في رتبة مساعد تربوي لأن جل الإختصاصات لاتتناسب مع العمل التربوي ، فكيف نستطيع أن نوظف فــــي هذا السلك ؟ ولماذ لم يشترطوا شهادة الليسانس فــــي شتى الإختصاصات وهذا من أجل النهوض بالمنظومة التربوية نحو الأحسن ، أم أن هناك مؤامرة ضد المساعدين التربويين يحضر لهـــا مستقبلا ؟ .
خامسا: إقتراحات نحو الأعلى وإقٌتراح نحو الأسفل : الأخوات السبعة المشاركات في المفاوضات حول تعديل القانون الأساســي أنفتحت شهيتها للمطالبــــة بإقتراحات خيالية تغني من الفقر وتسمن من الجـــوع فهناك مــــن الأسلاك من أقترحوا رفع صنفه من 10 و11 إلى 16 مثل مفتشو الإبتدائي وهناك من أقترحوا لـــه أن يدمج مع أساتذة الثانوي بالرغم من عدم توفره لا علـــى البكالوريا ولا علــــى الليسانس وهناك من أقترحوا له أن يصنف خارج الصنف وهناك أشياء كثيرة ، ماعادا سلك المستشارين فــــــي التربية فهو السلك الوحيد الذي أقترحوا تنزيلـــه من الصنف 13 إلى الصنف 12 وهذ الإقتراح جاءت به نقابة الكناباست التي كانت تقول فـــــي السابق بأنها نقابة سلكيـــــة لا تهتم إلا بأستاذ التعليم الثانوي والتقني ، لكن هذه المرة حشرت نفسها في أشياء لاتعنيها وهذا السلوك هو ينم عن حقد وقاح وبغض صراح .
إن القانون الأساسي الحالي منصف للجميع ماعادا فــــي شقه المتعلق بسلك المساعدين التربويين الذيـــن سلط عليهم ظلم مــــا بعده ظلم سواء كمساعدين تربويين حاليا أو كمستشارين في التربية منحدرين من سلك المساعدين التربويين وكان بإمكــــان الحكومــــة تدارك هذا الإجحـاف بسهولة لو لم يغلب الطمع الطبع مع هذه النقابات الناشطة في الميدان وقديما قيل في أحد الأمثال الشعبية الجزائرية نحي الطمع يصفى الحساب.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©