عنوان الموضوع : المدرسة في خطر! - انشغالات نقابية
كاتب الموضوع : chichaki
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

المدرسة في خطر!


إصلاحات وزير التربية الأسبق بن بوزيد لم تحقّق أو تضيف أي شيء يمكن التنويه به للقطاع التربوي في الجزائر، بل على مدار سنوات وهو في أعلى الهرم أغرق المدرسة الجزائرية في مشاكل ونكسات لا يمكن أن توصف. فكل الدول تراهن على التربية والتعليم العالي لبناء نهضتها وصناعة أجيال راشدة يعول عليها في التطور والحفاظ على مستقبل البلاد، لكن في الجزائر صارت كل الخيبات تأتي من قطاع عبث فيه الوزير بن بوزيد عبثا لا يغتفر لو كانت الدولة تحترم نفسها ومؤسساتها وقيم الوطنية فيها، فبدل أن تفتح التحقيقات عن الفساد المالي والإفساد التربوي ومحاسبة هذا الوزير على مآل قطاع خطير للغاية يتوقف عليه استقرار البلد وحتى أمنها، كافأوه بمقعد في مجلس الأمة ولا ندري ما سيقدمه هذا الرجل للأمة بعدما أغرق أجيالا من هذه الأمة في أزمات لا تحمد عقباها أبدا.
التسرّب المدرسي الذي بلغ مؤشرات خطيرة، النتائج السلبية التي تتحقق سواء في البكالوريا أو باقي الامتحانات الأخرى رغم الغشّ والتلاعب بالنتائج لتبييض وجه مديريات التربية، بل بالمقابل انتشار الجريمة لدى الأطفال القصر، كلها أدلة تثبت على أن المدرسة لم تكن ذلك المناخ الذي يكمّل دور الأسرة في تربية النشأ وتعليمه وتثقيفه وصقله ورسكلته ليغدو عنصرا فعالا ومفيدا للمجتمع. بل صارت وكرا لأشياء أخرى وصلت حد المخدرات والاغتصابات والرشوة والسرقة والسطو وغيرها من الجرائم التي لوثت القطاع التربوي وقرعت لها أجراس الخطر من طرف المربين والأساتذة وأولياء التلاميذ والنقابات المهنية، وللأسف حدث ذلك منذ سنوات غير أن الوصاية ممثلة في وزيرها بن بوزيد وأركان إصلاحاته أخذتهم العزّة بالإثم.
نحو ثلاثة أشهر تفصلنا عن موعد البكالوريا وامتحانات نهاية السنة، حيث تتمّ من خلالها معرفة وتقييم حصاد العام من الكدّ والجدّ والسهر والاجتهاد وتعب الأولياء ممن ينفقون الكثير لأجل أولادهم، يخرج أكثر من 70 ألف أستاذ ليعلنوا إضرابا سيكون تأثيره بالغا بلا شك على النتائج الدراسية التي انحدرت أصلا إلى مستويات يجب الانتباه إليها قبل فوات الأوان. لكن في المقابل تتحمّل الوصاية مسؤولية هذا التلاعب بمستقبل الأجيال، حيث تركتهم عرضة لتصفية الحسابات أو الصراعات على الحقوق والحقوق المضادة من دون أدنى جدّية لتسوية القضايا العالقة في أوانها، حتى بلغ الأمر لدرجة أن يتناسى الجميع واجبهم تجاه مدرسة هي بمثابة الأم الثانية إن أعددتها أعددت شعبا طيّب الأعراق.


بقلم : أنور مالك جريدتي اليومية




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©