عنوان الموضوع : الحقيقة المرة؟ في الاسلام
كاتب الموضوع : hanan
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

منقول
_________



بسم الله الرحمن الرحيم


يا سديس .. لم تدع لنا شيئاً نمدح به حلقة الإمام مالك رحمه الله ..!!




سلام من الله عليكم اخوتي ورحمته وبركاته ،،،



حرصت ليلة ( أمس ) السبت أن أستمع لإعادة خطبة الحرم السابقة ، والتي تدجنها الشيخ عبد الرحمن السديس ، رغم أني قد مقتُ الرجل من زمن .. منذ تباكيه بحرقة على اليهود والنصارى الذين قُتلوا في غزوتي نيويورك و واشنطن المباركتين ... وقد لامنا من لامنا على ذلك المقت في ذلك الوقت !



ثم بعد سنين .. وإذا بالرجل يزور باكستان ويكيل المدح على المجرم برويز الغير مشرف ، قاتل المصلين وأئمتهم في المسجد الأحمر ، لقد مدحه حتى يخيل للجاهل أن الممدوح عمر الفاروق رضي الله عنه ..!


ثم أتت هذه الخطبة العصماء الشهباء ، عن هذه الجامعة الغبراء ، جامعة ( ثول ) للفساد والإفساد ،فنحن رأينا بأم أعيننا الاختلاط فيها والرقص المختلط وصددنا تورعاً سوء المنكر الذي رأيناه !



لكن الرجل أسبغ عليها من المدح والثناء والتزكية حتى يخيل إليك أنه سيتحدث عن حلقة الإمام مالك في الحرم النبوي ، على ساكنه أطيب السلام ، التي كان حلم كثير من طلبة العلم ، أن يروا الإمام مالك وهو في صدر الحلقة ، يُعدل جلسته ويتطيب إذا أتى ذكر حديثٍ عن المصطفى صلى الله عليه وسلم .. أو يرونه وقد نادته والدته : يا مالك قم وأطعم الدجاج ، فيرون إمامهم بكل أبهته يقوم ليطيع والدته ويدخل العشة وينثر الحب ، ليعطيهم بذلك دروساً عملية عن محبة واحترام وتبجيل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودرساً عملياً آخر عن طاعة الأم حتى لو في أمرٍ تافه عند البعض ..!



أكرم الله الحرم وساكنه ، والإمام مالك وحلقته ، عن السديس وخطبته ..



تخيل المشهد التالي : أنت في صف المصلحين الغيورين على هذا الدين وهذه الأمة ، وهناك أمامك صف المفسدين الضالين ، وأنت تشارك في مناصحتهم ... إذ أتاكم من بين صفوفكم من تقدم يتهدج ويكيل المدائح والثناء للمفسدين وفسادهم .. ويحيطهم بكل تزكية وإكبار ..!



وليس أي شخصٍ تقدم ، ولا أي منبرٍ تهدم ..


الشخص .. شيخ بدرجة ( برفوفيسور ) بل أعظم ( عندنا ) إنه من طلاب الإمام ابن عثيمين رحمه الله ، الذي كان يقول عن الاختلاط ( حرام ) .. حرام أي يُعاقب فاعله يا سديس ويثاب تاركه يا بروفيسور في أصول الفقه !!



وليس أي منبرٍ الذي تهدم .. إنه منبر الحرم المكي الشريف ، الذي بناه خليل الله ليكون للمسلمين قبلة وللبيت المعمور ظلة ، الذي تعمره ملائكة نـُزهت عن تسويل النفس والهوى والشياطين ..




ليأتينا السديس يؤذن بالناس منه : أن جامعة ( ثـِول ) بأيدي أمينةٍ تحفد ، بينما مديرها كافرٌ ملحد !


وأنه صرحٌ شاهقٌ شامخ .... وهو بالعُهر مؤسسٌ وراسخ
وأنها حضارةٌ للمسلمين .. وهي وكرٌ للمفسدين
وأن من أنكرها فقد غلط .. رغم أن الحرام فيها قد اختلط



هكذا كان السديس من البيت العتيق يؤذن بالناس ، ألطاعة الله أذن أم لطاعة الخناس ، أجيبونا يا أهل العقول الراجحة ، والمبادئ الصالحة ، ألا ترون تبايناً بين أذان الخليل وأذان هذا الذليل ، الذي امتلأت أعمدة الحداثيين والليبراليين مدحه في الصحف اليوم ، وهي التي كانت لا ترى تسييس المنابر ، فهنيئاً له بهم ، وهنيئاً لهم به ..




قبل أن تفجعني خطبة السديس كنت أنوي كتابة مقال آخر ، وكنت أهم بالبحث ثم أكتب عن أناسٍ من أمته صلى الله عليه وسلم ، يُحبسون عن الطعام والشراب في آخر الزمان ، ويكون طعامهم التسبيح و التهليل ..



وكنت قد عزمت بالبحث في كتب الملاحم و الفتن عن هذه الأحاديث وأنا أتأمل ما يحصل لإخواننا المحاصرين و المعتكفين في الأقصى للأسبوع الثاني على التوالي ، وهم في سن السديس ، بين الأربعين و الخمسين ، لكنهم ليسوا مثله طبعاً في المال المملول والجسم المحمول ..


وإذا خرجوا من الحصار هذا في القبلة الأولى و المسرى ، فلن يعودوا إليه ، لأن اليهود قد رفعوا سن من يدخل المسجد إلى فوق ( الخمسين ) بدل ( الأربعين ) وسبب ذلك أنهم اكتشفوا أن حتى الذين في الأربعين ( في سن السديس ) ( إمام الحرم ) أصبحوا حتى هم يرمون عساكر اليهود المحتلين بالحجارة ..!!!!



عندما كنا نمني أنفسنا باستعادة الأقصى بعودة هذا الدين الحنيف كنا نقول : هيّن الفساد في بعض المغرب وبعض الشام .. وبعض بعض العراق ومصر .. نصلحه وإن شاء الله نذهب ونحرر الأقصى .. لكن المصيبة الآن أصبح الفساد أمواجاً تتلاطم على سواحل الجزيرة .. بل تكاد أن تغمر أقدس مقدساتها ..!



يبدو أن ذلك الحلم أصبح أكثر بعداً فلم يعد أحد يهدد اليهود إلا أولئك الذين بين الأربعين والخمسين في الأقصى وهم مهددون لأنهم يرمون الأقصى بالحجر ويطلبون المدد ، وتحته اليهود قد حفرت تريد الهدد ..



وفارس ضرغام من بقية السلف الصالح ، لا ندري هل بُعث من عندهم أم تركوه لنا .. يزأر من جبال الهند أعلى جبال الأرض .. يتوعد اليهود بالموت ، ويُحرض الأمة بالتحريض الوحيد الذي أُمر نبينا صلى الله عليه وسلم أن يُحرض عليه .. إنه هناك في تورا بورا يزأر .. ويؤذن بالناس للجهاد لعل الضامر تـُروب ، ولعل الخيل تـُركب ..


لكن لا حياة لمن تنادي ..


فهذه سنوات خداعة يؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ، وهذه سنين الصبر التي يصبح الرجل فيها مؤمن ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ..





هل سيبتعد ذلك الحلم أكثر وأكثر ، حلم اليقظة الذي يرواد كثيراً من شباب أمتنا المخلصين .. أن يقفوا على تلك التلة المقابلة للأقصى ، ثلة من الأخيار ، من باكستان ومصر و الشام والعراق وأفغانستان وإفريقيا ، وقد أوقفنا سياراتنا وأنزلنا سجادتنا وطعامنا وشرابنا ، وقبيل المغرب بقليل جلسنا حول مائدتنا العامرة بالإيمان وطاعة الرحمن تغشاه السكينة ، نحمد الله ونثني عليه بما هو أهله ، نختلسُ من بين خلة أصابعنا نضرة ً نحو الأقصى .. منتظرين أن نشنف آذاننا بأشوق وأجمل أذان مغربٍ في الدنيا ...



وبحمد الله نبدأ تناول الرطيبات الطيبات من أرضها الطيبة حيث مالت النخلة لمريم الطاهرة ، ونستشف أحلى شربةٍ من مائها العذب الزلال ، متسائلين : هل هذه اللحظة الجميلة الرائعة المبهجة تستحق كل تلك التضحيات والدماء ... ويبدأ شريط الذاكرة يعود بنا إلى ..



إلى ذلك المجرم الخبيث في السجون الذي كان يقول لإخواننا وهو يـتألمون من التحقيق الجسدي : ـ ( ربك هنا وضعته في الدرج ) !!



وذلك المجرم الذي كان يطلب إخواننا من الزنازين وهو مخمور لينشدوا له أنشودة ( غرباء ) التي كان يتلذذ بالضحك عليها وعليهم ، إنه هي نفس هذه الفئة الفاسدة المفسدة التي تشيد هذه الأيام بالسديس وخطبته عبر أعمدة الصحف ..



يا الهي لقد مرّت سنين صبرٍ خداعةٍ كثيرة وطويلة كي نلمس هذه اللحظة الجميلة .. ونعانقها كأحن وأجمل عناقٍ بين حبيبٍ ومحبوبه الذي كان ينتظره ويبحث عنه ويجاهد للوصول إليه سنيناً طويلة .. كم من دماء شريفة وتضحيات عظيمة بُذلت من أجل معانقة هذا الغروب أمام هذا الأقصى الشامخ بعزٍ بين هذه الجبال ، وسط أرض الله التي بارك سبحانه حولها . ..


هذه اللحظة المبهجة البديعة التي يقطعها صوت أمير رحلتنا منادياً : هيا يا اخوان لندرك صلة المغرب في ( المسجد الأقصى ) .. قبلتكم الأولى .. واستعدوا يا أخوة للدخول في المعتكف من الآن فها هي العشر الأخير من رمضان قد أظلتكم ....



هناك ... هناك ... هناك ... حيث أمّ نبيكم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالأنبياء جميعا ...



اللهم يا رب يا ودود.. يا ودود .. يا ودود ، يا ذا العرش المجيد .. يا فعّال لما يريد ، يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام يا أحد يا صمد الذي لم يلد ولم يولد ، إن كان في سابق علمك أن نُحرم من حلمنا هذا في الدنيا .. فلا تحرمنا فردوسك العظيم و وجهك الكريم .



وكتبه / الفقير لعفو ربه : فليت بن قنه . غفر الله له ولوالديه .



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©