عنوان الموضوع : فضل الحب في الله- الدين الاسلامي
كاتب الموضوع : kouka
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلىالله عليه وسلم - : (*إن الله يقول يوم القيامة : أينالمتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي*) .وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلىالله عليه وسلم - يقول : قال الله عز وجل : (*المتحابونفي جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء*) .فضل*الحب*في*اللهالحب في الله رابطة من أعظم الروابط ، وآصرة من آكد الأواصر ، جعلها سبحانهأوثق عرى الإسلام والإيمان ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : (*أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله ، والحبفي الله والبغض في الله عز وجل*) رواه الطبراني وصححه الألباني .بل إن الإيمان لا يكمل إلا بصدق هذه العاطفة ، وإخلاص هذه الرابطة قال صلىالله عليه وسلم : (*من أحب لله وأبغض لله وأعطى للهومنع لله فقد استكمل الإيمان*) رواه أبو داود .ومن أراد أن يشعر بحلاوة الإيمان ، ولذة المجاهدة للهوى


والشيطان فهذا هوالسبيل ، ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليهوسلم - قال : (*ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أنيكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار*) .والمرء يفضل على صاحبه بمقدار ما يكنه له من المحبة والمودة والإخاء ، قال -صلى الله عليه وسلم - : (*ما تحاب اثنان في الله تعالىإلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه*) رواه ابن حبان وصححه الألباني.وأما الجزاء في الآخرة فهو ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ، وقد أخبر - صلىالله عليه وسلم - أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله : (*رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه*)أخرجاه في الصحيحين .محبة في الله*والأصل في الحب والبغض أن يكون لكل ما يحبه الله أويبغضه ، فالله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتقين ، والصابرين، والمتوكلين والمقسطين ، والمقاتلين في سبيله صفا ، ولا يحب الظالمينوالمعتدين والمسرفين والمفسدين ، والخائنين ، والمستكبرين .ولهذا فإن شرط هذه المحبة أن تكون لله وفي الله ، لا تكدِّرها المصالحالشخصية ، ولا تنغصها المطامع الدنيوية ، بل يحب كل واحد منهما الآخرلطاعته لله ، وإيمانه به ، وامتثاله لأوامره ، وانتهائه عن نواهيه ، ولماسئل أبو حمزة النيسابوري عن المتحابين في الله عز وجل من هم ؟ فقال : "العاملون بطاعة الله ، المتعاونون على أمر الله ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم" .والمحبة في الله هي المحبة الدائمة الباقية إلى يوم الدين ، فإن كل محبةتنقلب عداوة يوم القيامة إلا ما كانت من أجل الله وفي طاعته ، قال سبحانه:{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل

ا المتقين*}(الزخرف67) ، وقد روى الترمذي أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -فقال : يا محمد ، الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ، فقال - صلى الله عليهوسلم - : (*المرء مع من أحب*) .وأما من أحب شخصا لهواه ، أو لدنياه ، أو لمصلحة عاجلةيرجوها منه ، فهذه ليست محبة لله بل هي محبة لهوى النفس ، وهى التى توقعأصحابها فى الكفر والفسوق والعصيان عياذاً بالله من ذلك .أمور تعظم بها المحبةوهناك أمور تزيد في توثيق هذا الرباط العظيم وتوطيده ، حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم - ومنها : إعلام الأخ - الذي له في نفسك منزلة خاصة ،ومحبة زائدة عن الأخوة العامة التي لجميع المؤمنين بأنك تحبه ، ففي الحديث *إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنهيحبه لله*) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني وفي رواية مرسلة عنمجاهد رواها ابن أبي الدنيا وحسنها الألباني (*فإنهأبقى في الألفة وأثبت في المودة )*.ومنها تبادل العلاقات الأخوية ، والإكثار من الصلات الودِّية ، فكم أذابتالهدية من رواسب النفوس ، وكم أزال البدء بالسلام من دغل القلوب ، وفيالحديث (*تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا وتذهبالشحناء )*رواه مالك في الموطأ ، وحسنه ابن عبد البر في التمهيد .وقال - صلى الله عليه وسلم - : (لا*تدخلون الجنة حتىتؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم*) رواه مسلم .حقوق المحبة*وهناك حقوق بين المتحابين توجبها وتفرضها هذه المحبة ،ويُسْتَدل بها على صدق الأخوة وصفاء الحب ، منها : أن تحسب حساب أخيك فيماتجره إلى

نفسك من نفع ، أو ترغب بدفعه عن نفسك من مكروه ، وقد أوصى النبي-صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة بقوله*: (*وأحبللمسلمين والمؤمنين ما تحبه لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسكوأهل بيتك ، تكن مؤمنا*) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني .ومنها ما تقدمه لأخيك من دعوات صالحات حيث لا يسمعك ولا يراك ، وحيث لاشبهة للرياء أو المجاملة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : (*دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملكموكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل*)رواه مسلم ، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه ، دعا لأخيه بتلكالدعوة ، لأنها تستجاب ويحصل له مثلها .ومنها الوفاء والإخلاص والثبات على الحب إلى الموت ، بل حتى بعد موت الأخوالحبيب ببر أولاده وأصدقائه ، وقد أكرم النبي - صلى الله عليه وسلم -عجوزاً جاءت إليه ، وقال : (*إنها كانت تغشانا أيامخديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان*) رواه الطبراني ، ومن الوفاء أنلا يتغير الأخ على أخيه ، مهما ارتفع شأنه ، وعظم جاهه ومنصبه .ومنها التخفيف وترك التكلف ، فلا يكلِّفْ أخاه ما يشقعليه ، أو يكثر اللوم له ، بل يكون خفيف الظل ، قال بعض الحكماء : " منسقطت كلفته دامت ألفته


، ومن تمام هذا الأمر أن ترى الفضل لإخوانك عليك ،لا لنفسك عليهم ، فتنزل نفسك معهم منزلة الخادم " .ومنها بذل المال له ، وقضاء حاجاته والقيام بها ، وعدم ذكر عيوبه في حضورهوغيبته ، والثناء عليه بما يعرفه من محاسن أحواله ، ودعاؤه بأحب الأسماءإليه .ومنها التودد له والسؤال عن أحواله ، ومشاركته فيالأفراح والأتراح ، فيسر لسروره ، ويحزن لحزنه .ومن ذلك أيضاً بذل النصح والتعليم له ، فليست حاجة أخيك إلى العلم والنصحبأقل من حاجته إلى المال ، وينبغي أن تكون النصيحة سراً من غير توبيخ .وإن دخل الشيطان بين المتحابين يوماً من الأيام ، فحصلت الفرقة والقطيعة ،فليراجع كل منهما نفسه ، وليفتش في خبايا قلبه فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) رواهالبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .هذه بعض فضائل المحبة في الله وحقوقها ، وإن محبة لها هذا الفضل في الدنياوالآخرة لجديرة بالحرص عليها ، والوفاء بحقوقها ، والاستزادة منها ،{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونابالإيمان*ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنواربنا إنك رءوف رحيم*} (الحشر 10) .

قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©