عنوان الموضوع : حكم عمل المرأة المسلمة في مجال الإفتاء- فتوى اسلامية
كاتب الموضوع : salima
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن




حكم تصدي المرأة المسلمة للفتوى لبنات جنسها؟ وما هي الشروط اللازمة لتكون مفتية النساء ؟وهل الإسلام يفرِّق بين الرجال والنساء في العلم والفتيا؟

نقول في جواب أخينا الفاضل أن آراء الفقهاء قد تباينت مؤيد جواز كون المرأة مفتية حيث يرى أنها خطوة هامة لصالح المرأة التي تتحرج أحيانا من عرض بعض من أمورها الشخصية على المفتي الرجل، ومعارض يرى عدم جواز تصدي النساء لهذه المهمة ومن هذا المنطلق ولإلقاء مزيد من الضوء على تصدي المرأة الفقيهة للفتيا للأسئلة التي توجه إليها من الأخوات ننقل آراء الفقهاء وما كتبوه في هذه المسألة وما حددوه من الضوابط الشرعية ..
في البداية يرى الدكتور عبد الرحمن بن حسن النفيسة رئيس تحرير مجلة البحوث الفقهية المعاصرة أن هذا الموضوع كثيراً ما كان محلاً للسؤال، خاصة في هذا الوقت الذي تتناثر فيه الأسئلة هنا وهناك، حول دور المرأة في القضايا الاجتماعية، وموقف الإسلام من هذا الدور ،أما توليها لمهمة الإفتاء فالأصل جوازه للأسباب التالية:
أولها- قول الله تعالى{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}. وهذا يقتضي التساوي بينهم فيما هم مأمورون به وفقاً لخصائصهم العضوية، ومن ذلك أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وهذا الأمر والنهي باب واسع يدخل فيه الفتيا، فكما تجوز للرجل تجوز للمرأة.
وثاني الأسباب- أن القضاء ملزم لأطرافه بينما أن الفتيا ليست ملزمة للمستفتي؛ فله أن يأخذها أو لا يأخذها، من هنا اشترط الفقهاء الذكورية في القضاء لكونه ملزماً لأطرافه، فاستثنوا من توليه المرأة لأسباب قدروها نتيجة اجتهادهم.
وثالث الأسباب- أن الفتيا -كما يقول الإمام ابن القيم- أوسع من الحكم والشهادة، فكما تجوز فتيا الرجل تجوز فتيا المرأة.

ورابع الأسباب- أن من شروط المفتي -كما يقول الإمام النووي- كونه مكلفاً، مسلماً، ثقة، مأموناً، متنزهاً من أسباب الفسق وخوارم المروءة فقيه النفس، سليم الذهن، رصين الفكر، صحيح التصرف والاستنباط، متيقظاً، سواء فيه الرجل أو المرأة.
وخامس الأسباب- أن فتيا النساء للمستفتين خاصة من النساء واقعة تاريخية، فأمهات المؤمنين كن يشرحن الأحكام التي تصدر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يتعلق بالنساء، ومنهنَّ عائشة وأم سلمة وزينب وميمونة -رضوان الله عليهن- وفي كل العصور كان في المجتمعات الإسلامية نساء فقيهات وعالمات كن يرشدن من كان يسألهن عن أمر من أمور الدين، ومن ذلك على سبيل المثال أم عيسى بنت إبراهيم الحربي، وهذه كانت عالمة فاضلة تفتي في الفقه، وأمة الواحد سكينة بنت القاضي أبي عبد الله الحسيني المحاملي، كانت عالمة فقيهة من أحفظ الناس على مذهب الإمام الشافعي، وكانت تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة، وأمة السلام بنت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل، وغيرهن...
وسادس الأسباب- أن في فتيا المرأة لصاحباتها مصلحة ظاهرة، ذلك أن المرأة بما جبلت عليه من الحياء قد تستصعب سؤال الرجل في أمور تجد أن من الحرج السؤال عنها، سواء في طهارتها أو في علاقتها بزوجها .
ويضيف قائلا: والأهم في هذا الموضوع أن تكون المفتية من النساء على علم بما تفتي فيه؛ فالشروط التي يجب أن تتوافر في المفتي من الرجال يجب أن تتوافر فيها، ومن ذلك أن تكون عالمة بشريعة الله وفقهها ومقاصدها، وأن تكون من أهل الأمانة والتقوى
أما السؤال عما إذا كان يجوز لها أن تتقلد منصب المفتي العام كما يطرح أحياناً في وسائل الإعلام، فقد لا يكون المراد منه تحقيق فائدة علمية بقدر ما هو نوع من المماحكة، وكأن الأمة قد فقدت الفقهاء والمفتين من الرجال .
ويؤكد قائلا: أنه يجوز للمرأة إذا كانت فقيهة في دين الله أن تفتي من استفتاها، وخاصة من النساء اللائي قد يجدن حرجاً في سؤال الرجال عن أمور ذات خصوصية لهن .


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©