عنوان الموضوع : قصه من كتاب الحب وسنينه ـــ للكاتب احمد رجب- قصص و روايات
كاتب الموضوع : kamiliya
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن


*فى انتظار الساعه العاشره

· - من الصعب وصف الغيره الهوجاء التى تعصف بالدكتوره كريمه ، كما يصعب-من جانب أخر- وصف الهدوء الذى يقابل به محمود هذه الغيره ، إذ أنه يتمتع بكم هائل من برود الأعصاب واللا مبالاه ،فيرى فيما تفعله زوجته أمرا طبيعيا ،فمن غباوه الرجل -فى نظره- أن يعتبر أن هناك فرق بين الزواج وبين الحادث المؤسف....

· ولا ينبغى تبرئه محمود تماما مما تنسبه إليه زوجته،لكن من العسير أن يصدق إنسان أن محمود يغازل جميع صديقاتها فى وقت واحد، حتى انتهى الأمر بكريمه إلى أنها لم يبقى لهامن الصديقات سوى صديقه واحده وحيده هى مرفت ، وهى فتاه فاتها قطار الزواج منذ وقت طويل ، ويطلق عليها محمود إسم (ميرفس) لشده الشبه بينها وبين بعض الحيوانات التى ترفس ،......

· وعندما تبرع محمود بجانب من وقته ليعمل مستشارا قانونيا فى إحدى الجمعيات الخيريه، اتهمته كريمه بأنه لم يفعل ذلك حبا فى الخير ، بل حبا فى مدام رشيده أجمل الأعضاء، وترك محمود الجمعيه ، لكن مدام رشيده بقيت تهمه معلقه فوق رأسه...

ثم تنوعت أسماء السيدات اللاتى أصبحن تهما تتطارد محمود واحده بعد أخرى ابتداء من إحدى موكلاته ، ومرورا بزينات وليلى وأمينه وعين الحياه أعضاء النادى ، وانتهاء بالفنانه شكريه....

وما إن اقترب موعد سفر كريمه غلى مؤتمر طب الأطفال اختفت مشكله شكريه وظهرت مشكله دريه!!

وعندما واجهت كريمه (محمود) باسم دريه لأول مره ، قال لها بهدوئه المعهود إنه لا يعرف امرأة بهذا الأسم ، واستمر يقلب صفحات الجريده بين يديه...

-دريه كانت خطيبتك؟

- خطيبتى أنا!!

- اترك هذه الجريده ولا تتصنع البلاهه

- لم أعرف فتاه أسمها دريه

- إنها الآن سيده.

- حسنا....لم أعرف امرأه أسمها الليدى دريه

- انا لا امزح

- ولا انا

- ألم تحبها ذات يوم؟

- لا أتذكر

- لا تتذكر فتاه طلبت يدها! نسيت دريه قدرى؟

- اسمها دريه قدرى؟

- كم يقتلنى أنك كاذب ولعوب وتتقن تصنع البراءه

- لا يوجد رجل كامل

بهذا الاسلوب من اللامبالاه ، واجه محمود التهمه ، وكالعاده ارتاح إلى هذا الأتهام الجديد ، فإن الاحتداد الساخن الذى تبديه كريمه يتحول إلى صلح قصير تتحول فيه إلى حبيبه رقيقه دافئه العواطف ، كأنما تحاول من جانبها استعادته من المرأه التى تتهمه بأنه يحبها..

-لماذا تنقصك الشجاعه يا محمود؟

- هناك رجال لا يملكن الشجاعه أمام الكوارث.

- تعتبرنى كارثه؟!!

- أراك تحسنين استعمال ذكائك

- لا تثرنى أرجوك

- حبيبتى....أريد أن أنام

- ليس قبل أن تحدثنى عن دريه..هل تود أن أذكرك بها؟!

- ذكرينى.

-الفتاه التى تشبه كلوديا كاردينالى

- كلويا من؟!

- الان استطيع أن افسر أعجابك الدائم بنجمه السينما الأيطاليه لأنها تشبه دريه طبعا

- لابد ان اكون مغفلا حينما أفسخ خطبتى من فتاه فى جمال كلوديا كاردينالى

تأزم الموقف ، فقد بكت كريمه ، لأنه لايزال يصر على امتداح جمال خطيبته السابقه ، وتركها محمود تبكى، غير انه قبل أن يتثاؤب تثاؤب الرغبه ف النوم ، أكد لها فى هدوء أنه لم يعرف فى حياته فتاه أسمها دريه كاردينالى.

-دريه قدرى

- دريه قدرى..لا تغضبى..تصبحين على خير


كانت السياره تقترب من المطار عندما ألقى محمود نظره ع الساعه أمامه ، بعد 90 دقيقه سيصبح حرا..ستحلق الطائره بكريمه إلى طب مؤتمر الاطفال فى ستكهولوم..من محاسن الصدف أن ستكهولوم هذه بعيده جدا فى الدور العلوى من الكرة الارضيه ..ستغيب كريمه اسبوع والولد الصغير ستتكلف به جدته ..ما ؟أروع هذه الاجازه يا محمود!

وكم هى ساذجه كريمه هذه .لقد اتهمته ظلما بأنه يعرف رشيده وزينات وفافى وأمينه، ولكنها لم تستطع أن تتوصل غلى أسم من يعرفهن فعلا كجلوريا عارضه الأزياء، وتاتو، وشوشيت..

شوشيت!سوف يلتقى بها الليله فى مطعم دوشس الشاعرى ، هناك ع الطرف الصحراوى من حافه المدينه، فهو رتب كل شئ حتى لا تضيع منه دقيقه واحده من أيام الحريه الجميله..

لقد سألته شوشيت عن الفستان الذى يحب أن يراها به. كل الفساتين جميله عليكى شوشيت..

-ما رأيك أن ألبس الفستان الموسلين الكحلى يا محمود؟

- فعلا هذا الفستان....

فجأه قطع خواطره صوت الدكتوره كريمه:

-اعتن بنفسك يا محمود

وهز محمود رأسه :..لا تخشى شيئا ..سأعتنى بنفسى كثيرا.

-سيتولى عم حسنين إعداد مائده الغداء كما سيجهز لك وجبه العشاء على المائده قبل أن ينصرف..ولقد ملأت لك الثلاجتين الكبيره والصغيره بزجاجات عصير البرتقال..عصرته لك بنفسى..اعرف أنك تفضل شربه ف المساء..

- أشكرك

كانت كريمه أقتربت من باب صاله المغادره وحانت لحظه الوداع . أمسك محمود بيدها ولثمها ثم عانقها وقد بدا على وجهه تأثر عظيم.

وضغطت على يده باسمه تقول فى نبره بين الجد والمزاح:..

-هل ستحاول خيانتى؟!!

- سأحاول ألا أفعل ذلك

- كن جادا.أراك غير متأثر لفراقى

- بل متأثرا جدا..ألا ترين وجهى؟

- يا حبيبى لم أكن أريد السفر. أنت بدونى طفل خائب

- أعرف هذا.

وابتعدت عنه ، وظل يلوح لها بيديه حتى أختفت.


وقف محمود يرتدى ملابسه ف المساء تراوده غبطه خفيفه أقرب إلى مشاعر الولد المراهق . وسعد كثيرا وهذه المشاعر تدغدغ كيانه .

أطلق صفيرا مرحا وهو ينظر إلى ساعته . لابد أن شوشيت انتهت الآن من لبسها وزينتها .فأدار قرص التليفون.

-مدام شوشيت مريضه يا سيدى.

- ماذا تقولين؟!

- حراراتها تقترب من الأربعين ، وقال الطبيب أنها أنفلوانزا حاده ، وهى نائمه الآن يا سيدى.

ما هذه المهزله؟ هل هذا وقت أنفلونزا يا عالم؟ إن أيام الحريه المعدوده لا ينبغى أن تضيع منها ثانيه..

والآن أين سأذهب هذه الليله، جلوريا فى رحله عرض أزياء بالخارج، وتاتو ف البحر الأحمر وستعود غدا!!

-مدام زازا موجوده؟؟

- المدام ف المشفى يا فندم

- خيرا، ماذا حدث؟

- أصابها انهيار شديد ،لأن والدها البقيه فى حياتك

- حياتك الباقيه

للأسف. هناك رجال يموتون ف الوقت الغير مناسب!!





قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©