عنوان الموضوع : نبذه مختصرة عن محمد بن راشد ال مكتوم
كاتب الموضوع : مريم
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

محمد بن راشد آل مكتوم
من هو ؟
سياسي واقتصادي إماراتي، حاكم إمارة دبي الحالي ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

عاش الشيخ محمد طفولة سعيدة، وقد أحاطه أبواه - الشيخ راشد والشيخة لطيفة - وجده سمو الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم حاكم دبي - بكل عطف ورعاية، وكان محاطًا بأسرة مترابطة. وقد وجد الشيخ محمد وإخوته رفاق الطفولة بين أبناء عمومتهم وأطفال كبرى القبائل التجارية في دبي، والتي كانت تمثل الطبقة الأرستقراطية في المشيخة. وكان الشيخ محمد طفلاً رياضيًّا مفعمًا بالحيوية والنشاط، وشارك بحماس في كثير من ألعاب الأطفال مثل لعبة "الهول" و"الهويم" المعروفة باسم الحجلة. وحتى في سنوات الطفولة الأولى لم يكن الشيخ محمد يحب شيئًا قدر ما يجب أن يركل الكرة في أنحاء الفناء الرملي المسيّج بالمنزل.
ويتذكر صديق الأسرة حمد بن سوقات أن الشيخ محمد كان يتميز بالنشاط في صباه فيقول: "لقد كان دائم الحركة، يمارس الألعاب ويستكشف. وكان يتميز بالفضول، ويريد أن يعرف ما يدور من حوله".
كان الشيخ سعيد يعقد مجالسه اليومية على مقاعد خشبية قرب مدخل منزل الشندغة. ومع أن هذه المجالس كانت مجالس ودية لا يغلب عليها الطابع الرسمي؛ إلا أنها كانت بيئة تعليمية جيدة، وكان الشيخ محمد الذي كان قريبًا جدًّا من جده في أكثر الأحيان- كثيرًا ما يُرى جالسًا إلى جانب الشيخ سعيد.
وقد تعلم الشيخ محمد الصيد منذ حداثة سنه، ولاسيما رياضة الصيد بالصقور؛ تلك الرياضة العربية. ودائمًا ما كان الشيخ محمد يجد نفسه منجذبًا بشدة إلى ممارسة الرياضة والعودة إلى جذوره العربية والبعد عن العالم الذي يزداد يومًا بعد يوم اصطباغًا بالحداثة.



وبالإضافة إلى الصيد، تعلم الإخوة مبادئ الفروسية على يدَيْ أبيهم، وكان أشدهم انجذابًا وولعًا بها الشيخ محمد الذي انبرى هو وأصدقاؤه يمارسون هذه الرياضة يوميًّا، على شاطئ الجميرا في معظم الأحيان.
وبدايةً من الرابعة من عمره تعلم الشيخ محمد اللغة العربية والدراسات الإسلامية على يد معلم خاص، وبدأ تعليمه الرسمي في مدرسة الأحمدية وهي مدرسة ابتدائية صغيرة في منطقة ديرة وكانت تدرس قواعد اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والجغرافيا والتاريخ. وقد تفوق الشيخ محمد في دراسته وانتقل وهو في العاشرة من عمره إلى مدرسة الشعب، والتحق بعدها بسنتين بمدرسة دبي الثانوية.
وتوفي الشيخ سعيد في يوم 9 سبتمبر 1958م، وأصبح ابنه الشيخ راشد حاكمًا لدبي. وبدأ الشيخ راشد - بدايةً من أكتوبر عام 1958م - استعدادات جدية للتحضير لمستقبل ابنه في الحكومة.
خلال الخمسينيات كان الشيخ راشد قد جذب أكثر أفراد المجتمع موهبة للدائرة المحيطة به مباشرة، والتي كانت تضم مصرفيين وبنائين وتجارًا ومفكرين. ومع أنهم كانوا ينتمون إلى مناطق مختلفة من العالم وقد كبر الشيخ محمد كأحد أفراد هذه المجموعة الفريدة، وأصبح مشاركًا له مكانته في مناقشاتهم على الرغم من صغر سنه نسبيًّا.
وبفضل ذاكرته شبه الفوتوغرافية؛ تقدم الشيخ محمد بسرعة في مدرسة دبي الثانوية، وتمكن في نهاية العام الدراسي 1964/1965م من اجتياز امتحانات التخرج بسهولة.
كان الشيخ راشد يرى أنه مع تطور دبي فإن رجلاً له شخصية الشيخ محمد سيكون أنسب شخص للتعامل مع المطالب الأمنية الخارجية والداخلية المتزايدة. ومع وضع ذلك في الاعتبار، بدأ الشيخ راشد ينظر إلى خيارات التدريب العسكري لابنه الثالث. لكن الشيخ الشاب كان يحتاج أولاً إلى تأسيس تام في اللغة الإنجليزية، ولهذا ففي أغسطس عام 1966م سافر الشيخ محمد إلى لندن بصحبة ابن عمه الشيخ محمد بن خليفة آل مكتوم؛ حيث التحقا بمدرسة بل للغات في كامبريدج، وهي من كبرى المدارس المتخصصة في اللغات على مستوى أوربا.
ونظرًا لسمعتها الدولية؛ كانت مدرسة بل للغات تجذب كثيرًا من الجنسيات المختلفة؛ حيث كان يوجد في فصل الشيخ محمد كثير من الطلاب الصينيين واليابانيين، وعدد كبير من الطلاب الإسبان، بالإضافة إلى طلاب آخرين من الأمريكتين الشمالية والجنوبية، وأستراليا، وأفريقيا. وكانت المدرسة بوتقة مذهلة تنصهر فيها الثقافات والجنسيات المختلفة معًا، واستغل الشيخ محمد الفرصة ليتعلم الكثير عن زملائه في الفصل وعن بلدانهم المختلفة.
وألقى الشيخ محمد بنفسه في حماسة في المشهد الأدبي الطلابي النشط في كامبريدج واندمج تمامًا في الحياة الطلابية. وإلى جانب الشعر، كان الشيخ محمد مولعًا بالرياضة؛ ولاسيما رياضة التجديف، وفي يوم السبت 5 مايو 1967م شارك هو والشيخ حمدان للمرة الأولى في سباقات الفروسية وشهدا فوز القصر الملكي بسباق جينيس لعام 2015 على يدي جاري مور.
كما كانت الفرصة مهيأة للشيخ العربي ليمارس الهوايات العربية التقليدية، وإن كان في بيئة غربية. وكان للشيخ راشد كثير من الأصدقاء في بريطانيا، ووجد ابنه نفسه يتلقى كثيرًا من الدعوات لزيارة العزب الكبيرة لممارسة الصيد والرماية.
ومن أجل مزيد من الاستعداد لدوره المقرر أن يتبوأه في دبي؛ التحق الشيخ محمد بمدرسة مونز للضباط التي تقع في ألدرشوت على بعد قرابة أربعين ميلاً من لندن جنوبي إنجلترا. وقد أصبحت المدرسة الآن جزءًا من أكاديمية سانت هيرست العسكرية.
وعلى مدار الأشهر اللاحقة تلقى الشيخ محمد بأشد التدريبات العسكرية التي يمكن أن يوفرها الجيش البريطاني للطلبة في كلية للضباط. وكانت فترة حققفيها الشيخ محمد العديد من الانجازات؛ إذ خلال المراحل اللاحقة من الدورة التي استغرقت ستة أشهر - تمت ترقيته إلى ملازم تحت الاختبار، ثم منح لاحقًا سيف الشرف لتحقيقه أعلى علامة على مستوى الطلبة الأجانب وطلبة الكومنولث في تخصصه.

ومع دخول الشيخ محمد مرحلة العشرينيات من عمره، كان قد استوعب تمامًا كافة المجالات التي سيكون لها أهمية في حياته القادمة؛ من أدب ورياضة وعسكرية وسياسة. وعندما عاد إلى دبي عيَّن الشيخ راشد ابنه الثالث الشيخ محمد رئيسًا لشرطة دبي والأمن العام، وكان أول منصب رسمي يتبوأه الشيخ محمد. كما عيَّن الحاكم الشيخ محمد وزيرًا للدفاع في حكومته، فأصبح الشيخ محمد بذلك أصغر من شغل هذه الوزارة على مستوى العالم.
في 18 فبراير 1968م، التقى حاكم أبوظبي الشيخ زايد وحاكم دبي الشيخ راشد في مخيم صحراوي لمناقشة إنشاء اتحاد بين أبوظبي ودبي. وكان الشيخ محمد قد عاد من إنجلترا ليكون برفقة والده ولا يزال يتذكر الكلمات القليلة التي دشنت بداية الإمارات العربية المتحدة؛ حيث يقول:
"ما رأيك يا راشد؟ هل ينبغي أن نؤسس الاتحاد؟" تساءل الشيخ زايد، ودون تردد مد حاكم دبي يده إليه وأجابه: "أعطني يدك يا زايد. لنتعاهد الآن على ذلك وسوف تكون الرئيس".
وكانت المعاهدة بينهما، أو ما يسمى باتفاق الاتحاد، بداية لبحث عن اتحاد أكبر استمر لسنوات عديدة واستغرق فيه الشيخ محمد وأبوه وإخوته.

وفي الثاني من ديسمبر من عام 1971م، اجتمع حكام أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وولي عهد أم القوين - ممثلاً لوالده - في قصر الشيخ راشد على شاطئ الجميرا في دبي؛ حيث وقعوا الدستور المؤقت الذي تم بموجبه إنشاء الإمارات العربية المتحدة.
وعلى الرغم من أن الشيخ محمد كان أصغر وزير للدفاع في العالم في ذلك الوقت. ألا أنه وفي أقل من 12 شهرًا تعامل ببراعة تامة بحكم المهمة الثقيلة المنوطة به مع أحداث الحرب العربية الإسرائيلية، ومحاولة انقلابية في إحدى الدول المجاورة وخطف طائرة في مطار دبي الدولي، كل ذلك في الوقت الذي كان يحاول فيه تكوين قوة دفاع وطنية اتحادية. وقامت القوة بأولى عملياتها الخارجية عام 1976م عندما أمر الشيخ محمد القوات بالذهاب إلى لبنان ضمن قوة الردع العربية التي كانت تحاول الحفاظ على السلام في هذا البلد الذي تعصف به الاضطرابات.
ففي الخامس والعشرين من أغسطس من عام 1977، أعلن الشيخ راشد عن تكوين لجنة برئاسة الشيخ محمد تتولى إدارة مطار دبي الدولي؛ ليصبح تطوير دبي كمركز للطيران والسياحة أبرز إنجازات الشيخ محمد الذي تبنى سياسة السماوات المفتوحة وعمل على وضع أسس صناعة سياحية ستتفجر بالحياة في التسعينيات.
خلال هذه الفترة تحمل الشيخ محمد أيضًا مسؤولية نفط دبي، وكانت هذه المهمة من أخطر المهام في حكومة دبي نظرًا لأهمية الصادرات النفطية للاقتصاد في ذلك الوقت.
وبدأت مجالس الشيخ محمد تكتسب الطاقة التي ارتبطت بمجالس الشيخ راشد في ذروتها عندما وصفت بأنها "كاميلوت العربية".
ويقول محمد النابودة وهو واحد من أبرز رجال الأعمال العرب: "هذه بيئة خلاقة يُسمح فيها للناس بالكلام بحُرِّية؛ فالشيخ محمد لا يفرض أية قيود على ما يقال. وهذا المناخ المنفتح هو الذي يؤدي إلى حوار حقيقي ومفتوح، ويحث الناس على التفكير والأداء لما هو أبعد من حدود القدرات التي يظنون أنهم يمتلكونها؛ وهذا يخرج أفضل ما لديهم".

وخلال أزمات مثل غزو لبنان والحرب العراقية الإيرانية واندلاع الانتفاضة الفلسطينية في التاسع من ديسمبر من عام 1987م، استمر الشيخ محمد في مساعدة حكومة دبي في مسيرتها للأمام. وقد قال كلينتون جونز المحلل الاقتصادي: "لقد كان هناك إيمان بالذات داخل حكومة دبي والحكومة الاتحادية. ولم يكن إخوان آل مكتوم بصفة خاصة مقتنعين بالخوض في الماء والانتظار حتى يعود الاستقرار. بل كان هناك اتجاه على مستوى المنطقة لزيادة عدد الشركات القابضة في أوربا وأمريكا الشمالية. وقد راهنت دبي على هذا الاتجاه. ومن أجل تعزيز الاقتصاد المحلي كان هناك إنفاق أكبر على مشروعات البنية التحتية. وبذلك أظهرت دبي ثقة طاغية بالذات وبالمستقبل. وقد ساعد ذلك على تهدئة اقتصاد دبي ووضع أسس المستقبل المشرق الذي نراه اليوم".

يتبعععع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©